أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 1st April,2000العدد:10047الطبعةالاولـيالسبت 26 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

كل سبت
السائح السعودي
·قرش علْْْْْْْْى البْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْلاط,, ودولار على البسْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْاط
عبدالله الصالح الرشيد
سألني أحد الأصدقاء وهو يتجرع المرارة وكأن في حلقه غصة قائلاً: لماذا نلجم ألسنتنا ونغمض أعيننا ونفرمل أقلامنا أو نغيبها عندما يأتي الحديث عن البذخ الطائل الطائش والإسراف الرهيب في الصرف والتبذير على السياحة الخارجية ْ يعني خارج الوطن ْ الذي يستنزف عشرات الألوف من ملايين الريالات في كل عام في اجازات الأعياد والاجازات الخاصة والعطل الصيفية المدرسية والتهافت على حضور مهرجانات الدعاية والاستغلال خارج البلاد,,وفي نفس الوقت وفي مقابل ذلك أو العكس منه نستكثر ان يكسب صناع السياحة الداخلية في بلادنا وهم من بني جلدتنا بعض المكاسب المربحة والمشجعة رغم أن ذلك يصب في مصلحة انتعاش وتطور السياحة في أرجاء الوطن ويحد من السفر للاصطياف والسياحة في الخارج وبالتالي حماية لاقتصادنا من الضياع وحماية شبابنا من براثن ومراتع ومرابع السوء وبؤر الاستنزاف المستمر.
هنا أجبت صديقي على سؤاله العريض وقلت له الحقيقة مختصرة وبلا رتوش بان السبب في ذلك كله هو أن الريال أو القرش الذي ندفعه للسياحة الداخلية يقع على البلاط فيكون له رنين وصدى فيزعجهم صوته,, أما خارج حدود المملكة فهم يرمونه وينثرونه مع جميع العملات الصعبة التي يحملونها على الموكيت والسجاد فلا يسمعون له صوتاً ويكررون ذلك حتى ينتهي ما بأيديهم فيرجعوا مفلسين,, أما الريال عندنا فهو مغلوب على أمره عندما يبذل ويصرف داخل الوطن, ولذا تراهم يصبون جام غضبهم على السياحة الداخلية ويستكثرون ما يستفيده صناع السياحة من الذين يستثمرون أموالهم في هذا المجال رغم وجود العوائق والحواجز والتحفظات التي تحد من نشاطهم وتعرقل برامجهم المتمثلة في ايجاد وسائل الراحة والترفيه البريء الأمر الذي يدفع بحوالي أربعة ملايين مواطن ومقيم للسفر خارج المملكة في فصل الصيف وحده مع مصروف بسيط ومتواضع لا يقل عن خمسين ألف مليون ريال فقط لا غير,,والله المستعان.
عام,, وفيات الأعيان والأخيار
على مدى عام مضى فقدت بلادنا والأمتين العربية والإسلامية كوكبة من خيرة اعلامها البارزين وعلمائها الأجلاء الأخيار الذين لا يجود الزمان بمثلهم إلا لماماً وعلى مدى أحقاب متباعدة لما بلغوه من مكانة شامخة وشهرة واسعة في ميادين العلم والتأليف وخدمة الإسلام والمسلمين.
يأتي في مقدمة هؤلاء الأعيان البارزين عالم زمانه وحجة عصره في الدين والعلم والفتوى الفقيه الورع سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز طيب الله ثراه وأكرم مثواه,, كما غيب الموت في تلك الفترة العلامة الشيخ صالح بن غصون الذي أفنى عمره في طلب العلم وفي سلك القضاء وميادين الدعوة والارشاد.
كما فقدت الأمة الإسلامية خادم السنة العالم الفاضل الشيخ محمد بن ناصر الألباني الذي أفنى حياته في دراسة الأحاديث الشريفة وفرز الأحاديث الضعيفة والموضوعة والتنبيه إليها والتأليف في هذا المجال بحيث فاقت مؤلفاته أكثر من خمسين مؤلفاً,, ومن الذين فقدناهم وتركوا فراغاً هائلاً بعد رحيلهم العلامة المحدث الحصيف الشيخ علي الطنطاوي, وفي العالم الاسلامي مات عالم الهند المجاهد في سبيل الدعوة وخدمة الإسلام الشيخ الجليل أبو الحسن الندوي وهناك علماء أجلاء لهم مساهمات فاعلة ومؤثرة ومثمرة في خدمة العقيدة والأمة طواهم الموت خلال عامنا المنصرم فتركوا فراغاً بعد رحيلهم نذكر منهم الشيخ الدكتور مصطفى الزرقاء وفضيلة الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن الرشيد والعالم الأزهري الشيخ مناع قطان وفضيلة الشيخ محمد عطيه سالم والشيخ عمر فلاته وغيرهم كثير ممن فقدناهم في عامنا هذا والذي اطلق عليه أحد خطبائنا عام الحزن,, لتوافد مواكب الأحزان التي رانت على الأمة الإسلامية بفقدها هؤلاء الأئمة الأخيار.
بقي في النهاية أن أناشد بعض الأحبة من القادرين وما أكثرهم من علمائنا الأفاضل بتأليف كتاب شامل وواف عن حياة وسيرة هؤلاء الصفوة الكرام الذين جاهدوا وسهروا على حماية العقيدة ونشر تعاليم الاسلام حتى لاقوا وجه ربهم بمشيئته تعالى والله الموفق.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved