كثرت المطاعم,, وكثرت المشاوي,, وحرص الناس في منازلهم الجديدة على بناء المشاوي,, رغم أنه يكفي للشوي,, ·منقد ,, عليه شبك يسمونه بقلاوة, غير قابل للتنظيف, فهو إذا نظف لا يلمع كما الصيني وإنما يظل على أصله,, ولذلك فالشكوك تنتفي هنا, لكن هناك الموسوسون فمنهم من لايهمه الشبك على لونه سواء كان منظفا او غير منظف, فالنار كما يقولون تطهر,, ومنهم من يركبه الوسواس, فيحرم نفسه من حلاوة طعم الشواء,, فإذا شبع الناس لم يبق في ذاكرته منه إلا ما بقي في أنفه من ريحته, وقد تفنن القرويون في فن الشي أو الشوي فزرعوا البراميل في البراري, والمناقد, وفي الاستراحات وفي المنازل, وأصبحت الحياة شوياً في شوي, كثرت النعم وبارك الله في الدجاج أبو أربعين, وهي اربعون يوماً, وليس أربعين رجلاً,, وقد قرأنا في الحديث، أنه في آخر الزمان يكثر السمن في الناس, يعني تتمدد الأبدان, وها نحن نشاهد ذلك, وقد أثر ذلك في كل شيء, فإذا رأيت سيارة من السيارات الصغيرة مائلة في احدى جهاتها، فاعلم ان بها من هذه الأوزان الثقيلة واحد او اثنان, وإذا رأيت ·كنبة وقد التصقت بالأرض وشذت عن مثيلاتها في مجلس من المجالس، فاعلم بأنها مخصصة لأحد افراد الأسرة ممن أطلق ليديه العنان، ولأسنان القرض بالطول والعرض, وفي الصفوف للصلاة اصبح الأئمة حفظهم الله يحتارون في تقويم هذه الصفوف بسبب هذه العلة ·الحضارية التي جعلت الفرد متقدماً متأخراً وهناك من الأطعمة الشيء الكثير, فقد تفنن الناس في فتح المطاعم ورغّبوا الناس في الأكل حيث يستطيع الواحد أن يتغدى في مطعم مثلوثة وفي آخر حنيذاً,, وفي ثالث مندي, ولا تكاد تمر من أحد شوارع العاصمة ·حرسها الله إلا ويسيل لعابك بسبب رائحة الشواء,, اما أخونا ابوشام, وأبناء عثمان,, فلهم طرقهم الخاصة في فتح المعدات، وتسييل لعاب الأفواه, ولهم علاقات قوية بمزارع الدجاج لشراء الدجاج المترهل الذي لم تعد الهرمونات تقيمه وتسيره, وقد ·طاح الرخص,, كما يقولون,, فالدجاجة لايتعدى ثمنها ريالاً واحداً, وقد يأتي زمان، يعلن فيه ·اشتر اثنتين وخذ ثالثة مجاناً , فيضيفون اليها مايلين لحمها, ويضربونها وهي ميتة بعصا مسطحة ثم يعلقونها من بعد صلاة المغرب ·شاورما ونقبل غير آبهين ولا وجلين, ونشتري فإذا مرت خمس ساعات ولم تتلون الوجوه ولم تقرقر البطون ولم ترتخ المفاصل حمدنا الله, وقلنا يالها من شاورما لذيْْْْْذة, الدنيا أكل,, كلوا,, ولا تعلِّموا معداتكم الكسل.
|