| عزيزتـي الجزيرة
المسلم مأمور بالإيمان بقضاء الله وقدره حلوه ومره وبحسن الظن بخالقه.وحزن القلب ودمع العين عن فراق والد أو ولد أو قريب شيء لا بد منه، ولا لوم عليه، فقد اذرفت عين وحزن قلب أشرف الخلق اجمعين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم على فلذة كبده ابراهيم، إذ قال عليه الصلاة والسلام عند وفاته: إن العين لتدمع والقلب ليحزن وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون .إلا ان ما يهون من المصيبة ويخفف من وطأتها على الإنسان قوة إيمانه بالله وبما وهبه من اليقين ما يجب ان يتحلى به من الرضا بقضائه، والصبر على ما قدر، وبما اعده الله للمتحلين بتلك الصفات من جزيل ثوابه الذين قال فيهم جل من قائل: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون .والاستاذ عبدالرحمن بن صالح العبداللطيف الذي فجع هذه الأيام بوفاة والده، ممن عرفته حق المعرفة منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما متعه الله بجميل الصفات وحسن الأخلاق، وطيب المعشر، فيحفظ للكبير قدره وللصغير عطفه وحلمه,ومن بين ما تمتع به رعاه الله بره بوالده المغفور له الشيخ صالح بن عبدالرحمن العبد اللطيف الذي وافته المنية ظهر يوم السبت 19/12/1420ه, فقد اصيب -رحمه الله- بجلطة دماغية منذ ربع قرن نتج عنها اصابته بشلل نصفي اقعده عن الحركة وافقده توازنه، وضيق في صدره واعتلال في مزاجه، وعلى الرغم من تطلع الاستاذ عبدالرحمن بمسؤوليات العمل، ورعايته لاخوانه وأفراد اسرته فهو أكبرها إلا ان ذلك لم ينسه حق رعايته لوالده، وتفقد احواله في كل يوم مرتين صباحا ومساء، ويبذل الجهد والمال من أجل العمل على توفير كافة وسائل الراحة له، وعندما يعترضه عارض صحي يقوم بحمله ومراجعة افضل مراكز العلاج ولم يثنه عن ذلك أي شيء، مما قد يبدر من الشيخ ما يثير الأعصاب، او يفقده حلمه,, فقد حثّ الله تعالى على ذلك في قوله: وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما او كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا , واخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ان بر الوالدين من أفضل الأعمال بعد الصلاة التي هي من أعظم دعائم الإسلام، وحث الإسلام على التطلف معهما وان يجعل المؤمن نفسه مع ابويه في خير ذلة، في اقواله وسكناته ونظراته، ولا يحدد اليهما بصره، وان يحفظ ود أبيه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: احفظ ود أبيك ولا تقطعه فيطفىء الله نورك الهيثمي في المجمع 8/147.فبر الوالدين من كمال الإيمان وحسن الإسلام ومن افضل العبادات وأجل الطاعات، وطريقه موصول بالجنة، والعمل به يزيد في الأجل والنماء في المال والنسل، ويرفع العامل به في الآخرة درجات، ويحسن سيرته بين الناس في الدنيا، ويفرج الله به كربه، ومن بر أباه بره ابناؤه، والجزاء من جنس العمل، ولا يطفىء الله نور من حفظ ود أبيه,وإياك اخي المؤمن من عقوق الوالدين، فالعاق كافر بنعمة الله ويبعده الله عن رضوانه، ولا ينظر اليه يوم القيامه، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم يوم القيامة: العاق لوالديه، والمرأة المترجلة، والديوث وثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه، والمدمن على الخمر والمنان بما اعطى النسائي 5/80 وعد النبي صلى الله عليه وسلم عقوق الوالدين من الكبائر بعد الاشراك بالله البخاري الفتح 11 )6675(.وكما قال الشاعر الترغيب والترهيب 331:
عليك ببر الوالدين كليهما وبر ذوي القربى وبر الاباعد ولا تصحبن إلا تقيا مهذبا عفيفا ذكيا منجزا للمواعد رحم الله الشيخ صالح وجزى ابنه الاستاذ عبدالرحمن عنه خير الجزاء.
وحيد رجب يحيىسكرتير مجلة العرب
|
|
|
|
|