أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th March,2000العدد:10046الطبعةالاولـيالجمعة 25 ,ذو الحجة 1420

محليــات

رأي الجزيرة
في ذكرى يوم الأرض الفلسطينية
احتفلت جماهير الشعب الفلسطيني في فلسطين المغتصبة عام 1948م مناطق الجليل والثلث والنقب وفي الأراضي المحتلة عام 1967م، احتفلت أمس بالذكرى الرابعة والعشرين ل يوم الأرض وذلك بإضراب عام شلّ الحياة في عموم تلك الأراضي المغتصبة والمحتلة مما دعا الأمن الاسرائيلي الى منع الاسرائيليين من غير العرب من دخول مناطق الأحياء العربية او الخروج من حدود المستوطنات اليهودية خشية الاصطدام مع الجماهير الفلسطينية الغاضبة وهي في مظاهرات يوم الأرض .الجدير بالذكر ان المناسبة التي أوحت فكرة الاحتفال بيوم الأرض الفلسطينية ترجع الى عام 1976م عندما صرع ستة فلسطينيين برصاص الجنود الاسرائيليين خلال مظاهرات اندلعت احتجاجاً على قيام سلطات الاحتلال الاسرائيلي بمصادرة عشرات الألوف من الدونمات من الأراضي الفلسطينية ثم تطورت فكرة الاحتفال بذكرى يوم الأرض من مجرد احتجاجات على مصادرة الأراضي، الى صوت فلسطيني عالٍ يصل إلى أسماع العالم ليعلن تمسك الشعب الفلسطيني بمختلف قطاعاته وفئاته داخل وخارج أراضيه المغتصبة عام 1948م، والمحتلة عام 1967م بكامل حقوقهم الوطنية والانسانية في استعادة أراضيهم المصادرة والمحتلة واستعادة ممتلكاتهم المنهوبة، والعودة إلى ديارهم، ومع تأكيد هويتهم الوطنية والعربية ردّاً حاسماً على مخططات التهويد لإذابة الشخصية الفلسطينية.وقد أكد الرئيس ياسر عرفات أول أمس وأمس على هذه المطالب وقال: إن يوم الأرض هو يوم مقدس للشعب الفلسطيني.والمؤسف حقاً أن يمر يوم الأرض الفلسطينية المغتصبة عام 1948م والمحتلة عام 1967م دون أدنى أثر أو مجرد رد فعل خارج الأراضي الفلسطينية حيث مرت ذكرى هذا اليوم أمس 30 مارس في مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم الاسلامي دون أدنى مظاهر المشاركة فيها أو مجرد الاحساس بقيمتها العربية والإسلامية، وكأنما انفصلت قضية الأرض والحقوق الفلسطينية عن واقع وطننا العربي وعالمنا الإسلامي وخصوصاً هذا العام الذي يشهد تطورات بالغة الأهمية بالنسبة لمصير قضية الشعب الفلسطيني التي كانت وما زالت جوهر الصراع العربي/ الاسرائيلي طوال ما يزيد على نصف قرن من الزمان!فالمعروف ان شهر مايو القادم هو الموعد المحدد لتوصل الفلسطينيين والاسرائيليين إلى اتفاق اطار لمفاوضات الوضع النهائي للفلسطينيين وهو الاتفاق الذي كان يتعين ان يتم في 13 فبراير الماضي لولا التسويف الاسرائيلي وتنصل حكومة باراك من التزاماتها الموردة باتفاق شرم الشيخ.والمعروف أيضاً ان الرئيس عرفات أعلن أكثر من مرة عزمه وعزم سلطته الوطنية على اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة في موعد اقصاه شهر سبتمبر القادم سواء باتفاق مع اسرائيل أو بدون اتفاق، الأمر الذي يوجب ان يكون حس المشاركة العربية والاسلامية مع الفلسطينيين في هذه التحديات المصيرية يقظاً ومتنبهاً للمخاطر التي يمكن أن تنجم عن رد الفعل الإسرائيلي سواء بالنسبة لفشل مفاوضات الوضع النهائي، أو بالنسبة للقرار الفلسطيني بإعلان الدولة المستقلة في سبتمبر القادم.ولا نملك في ختام تعليقنا إلا أن نحيي جماهير شعبنا الفلسطيني داخل فلسطين المغتصبة عام 1948، وأراضيه المحتلة عام 1967 على حيويته المتجددة وتمسكه البطولي بهويته الوطنية والعربية والاسلامية رغم كل ظروف القهر البوليسي والعسكري والضغوط السياسية والمعيشية لإرغامه على الاستسلام لمخططات التهويد، والتذويب والقضاء نهائياً عليه وعلى قضيته وسلب المواجهة العربية مع اسرائيل من مبرراتها، والقبول بما تفرضه اسرائيل على المنطقة العربية لضمان هيمنتها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والثقافية.
الجزيرة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved