| أفاق اسلامية
تُعد الأسرة في الإسلام حجر الأساس في البناء الاجتماعي للمجتمع والأمة والوطن، وقد تأكدت سلامة منهج الإسلام في ذلك على مر العصور والأزمان، وبمختلف الأمكنة والبلدان، وكيف لا وهو النهج الرباني الذي ارتضاه الله لعباده في كل زمان ومكان.وسعادة الأسرة تنعكس إيجابيا على الأمة ككل، والعكس بالعكس، إن قوة الأسرة هو تعزيز وتدعيم لقوة الفرد من جهة، ولقوة المجتمع ككل من جهة ثانية، والأسرة هي البناءالذي يتألف من أب وأم وأطفال، ولكن تلك الأسرة ترتبط بوشائج قوية للغاية مع أسر مماثلة، وتشتد وتقوى أواصر الارتباط بازدياد القرابة بين الأسر المختلفة، وقد أوصى الإسلام بتدعيم هذه الروابط، وذلك بجعله صلة الرحم عاملا أساسيا في بنيان الأمة، وركناً لا يجوز تجاوزه بأي حال من الأحوال، إن تحقيق صلة الرحم، والتقارب بين الأقارب يتم بأساليب عديدة، ولابد أن كلاً منا يعرف العديد من تلك الوسائط والسبل.إن تقدم الحضارة وتطورات العلوم والعصر التكنولوجي الحديث قد أسهمت لحد بعيد بالتباعد بين أفراد الأسرة الواحدة، فما بالك بالعائلة الكبيرة أو القبيلة أو العشيرة، لقد تباعدت المسافات، وتباعدت التوجهات والاهتمامات، وأماكن العمل اختلفت، ولكن الحضارة بنفس الوقت زودتنا بالعديد من الوسائل التي تساهم بلم الشمل، وتقريب الأغصان، وعدم تباعدها كثيرا عن جذورها الراسخة بأعماق الأمة.لقد أصدرت أسرة من الأسر العريقة في مجتمعنا، وهي أسرة المشيقح، المعروفة بنبل الأخلاق، وطيب الخصال، وكبير المكارم مجلة أسمتها صلة وهي اسم على مسمى، فَهَمُّ المجلة الأول، هو تقريب ما باعده الزمن والحضارة من أعضاء البيت الواحد، إنها مجلة أسرية مخصصة لعائلة المشيقح، وليست للبيع أو التداول العام، لقد التزمت المجلة الموضوعية والرصانة والرزانة.لقد عبرت المجلة عن نفسها بشكل صريح وفصيح، واعترفت بأن عمل البشر لابد وأن يعتريه النقص، والتزمت النهج الذي يرتضيه رب العباد خطاً واضحاً لها.إن هذه المجلة تشحذ همة أبناء العائلة على التواصل وصلة الرحم، وبنفس الوقت تدفعهم للأمام والنبوغ والإبداع، كي تفخر بهم عائلتهم وأمتهم، ومن جهة أخرى فإنها تحاول أن تجمع ما يمكن جمعه من فوائد وخصال تعود بالنفع على الأمة ككل، فعلى سبيل المثال كانت هناك دعوة صريحة للتبرع وجمع الهبات من أجل بناء مسجد باسم الأسرة، وفي ذلك من النفع ما لا يخفى على أحد، فالمساجد لله، وزيادة بيوت الله هو تدعيم لشرع الله، والدعوة للحق على وجه الأرض، وبالتأكيد لابد أن كل واحد منا يتمنى أن تتنامى هذه الدعوات وتزداد، وذلك في سبيل الله عز وجل.إن أي أسرة تحوي بين أفرادها أشخاصاً ذوي اهتمامات مختلفة، وهذا إغناء للأسرة وتراثها ودورها، وقد حفلت المجلة بموضوعات شتى، وبمجالات مختلفة اقتصادية وعلمية وفكرية وعملية، كلها تساهم بإثراء ثقافة وعمل الأسرة وبالتالي الأمة ككل.إن الهدف الذي وصفته أسرة المشيقح لمجلتها، والطريقة التي عالجت بها سبيل الوصول للهدف، كلها أمثال طيبة تستحق الوقوف، ولو للحظة عندها.ومن جهة أخرى فإنه لا يسعنا إلا أن نقول: إن المؤمنين إخوة، وإن الروابط الأسرية التي نريدها قوية لا يجوز أن تبعدنا عن التفكير بإخواننا الآخرين، فمنهم المحتاج، ومنهم المعاق، ومنهم غير ذلك,, ولابد أن أسرة عريقة مثل أسرة المشيقح لا يغيب عن بالها هكذا أمور، وإن تقوية بناء تلك الأسرة سينعكس إيجاباً على علاقاتها مع جميع أبناء الأمة، وستكون سنداً قوياً في جدار الأمة، والله من وراء القصد.
|
|
|
|
|