|
| أفاق اسلامية
قال تعالى: ),, ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز، الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور( سورة الحج 40 41.في هاتين الآيتين الكريمتين وعد الله بالنصر من ينصره وعدا مؤكدا بمؤكدات لفظية ومعنوية فاللفظية: القسم المقدر واللام والنون في )لينصرنَّ( وأما المؤكد المعنوي فقوله تعالى: )إن الله لقوي عزيز( فهو سبحانه قوي لا يضعف وعزيز لا يذل، وكل قوة وعزة تضاده فستكون ذلا وضعفا، وفي قوله: )ولله عاقبة الأمور( تثبيت للمؤمن عندما يستبعد النصر في نظره لبعد أسبابه عنده، فإن عواقب الأمور لله وحده يغير ما شاء حسبما تقتضيه حكمته, فإن هاتين الآيتين تضمنتا الأوصاف التي يستحق بها النصر، وهي أوصاف يتحلى بها المؤمن بعد التمكين في الأرض فلا يغريه هذا التمكين بالأشر والبطر والعلو والفساد، وإنما يزيده قوة في دين الله وتمسكا به.الوصف الأول: تحقيق عبادة الله وحده كما قال تعالى: )وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا( سورة النور: 55.الوصف الثاني: إقامة الصلاة بأدائها على الوجه المطلوب منه، قائما بشروطها وأركانها وواجباتها ومستحباتها.الوصف الثالث: إيتاء الزكاة بأن يعطوها لمستحقيها طيبة بها نفوسهم.الوصف الرابع: الأمر بالمعروف: يأمرون به إحياء للشريعة وإصلاحاً لعباده.الوصف الخامس: النهي عن المنكر: ينهون عنه صيانة لدين الله وحماية لعباده واتقاء لأسباب الفساد والعقوبة.فهذه الأوصاف الخمسة متى تحققت مع القيام بما أرشد الله به إليه من الحزم والعزيمة وإعداد القوة الحسية حصل النصر باذن الله.فهل للأمة الاسلامية اليوم وهي تعيش أحط عصورها ان تعي هذه الأسباب وتعمل لإدراكها حتى يحصل لهم التمكين.
* وكيل قسم القرآن بجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية
|
|
|
|
|
