أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 31th March,2000العدد:10046الطبعةالاولـيالجمعة 25 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

قطر والبحرين,, ومنطق الحكمة بينهما,,؟!
عبدالعزيز العبدالله التويجري
دول مجلس التعاون الخليجي,, دول المحبة والإخاء,, دول الجوار والاشقاء,, ودول الاسرة الواحدة,, والديانة الواحدة، واللغة الواحدة,, والمبادئ والعادات والتقاليد الواحدة,, دول لا يفصل بعضها عن البعض الآخر,, الا الجزئيات الوهمية في بعض القضايا الحدودية المصطنعة,, في هذا الكيان العربي الموحد بطبعه، وطبيعة تكوينه الاجتماعي والجغرافي ، والسياسي.ولهذا فإن أي إشكالية حدودية,, تثيرها الدسائس المغرضة,, تزعج شعوب المنطقة كلها، وتضعف من عزيمتها، وتحد من قوة مركزها الاقتصادي والسياسي على حد سواء,, كما هي بالمقابل تشغل أذهان القادة الخليجيين,, وتشتت أفكارهم، وتحرجهم في مواقفهم, ومن منطلق تلك المفاهيم,, وادراكا من القادة الخليجيين حفظهم الله لمسؤولياتهم الخليجية المشتركة,, وضعوا تلك الاشكاليات نصب أعينهم,, وفي أولويات مسؤولياتهم,, للتغلب على تلك الاشكاليات والقضاء عليها,, في مسيرة بناء الخليج العربي الموحد,, القوي القادر على حل قضاياه الحدودية، ومعالجة مشاكله المشتركة من الداخل بالنوايا الحسنة,, والتنازلات الاخوية فيما بين الاشقاء,, حيث لا غالب ولا مغلوب ولا سالب ولا مسلوب وانما هي بالأوَّل وبالتَّالي,, مصلحة عربية خليجية مشتركة,, لجميع أبناء دول مجلس التعاون,, وثمرة من الثمار التي ينتظرها أبناء الخليج من قادتهم في جميع أقطارهم,.وكان من أبرز تلك القضايا والاشكاليات,, الخلاف القطري البحريني,, أو البحريني القطري على بعض الجزر الحدودية في الخليج,, والذي كاد أن يعصف بمجلس التعاون أكثر من مرة,, وأحرج القادة الخليجيين في كثير من اجتماعاتهم الدورية,, فكلا القطرين الشقيقين )عينان في رأس( ومكانتهما في نفوس القادة كبيرة ومميزة وكل منهما له مكانة مرموقة، وصوت مسموع في اجتماعات القمة,, وهذا الهاجس الخلافي الحدودي بين القطرين الشقيقين,, عطّل كثيرا من المصالح المشتركة,, وكان عقبة في اتخاذ القرارات الموحّدة في القضايا العامة,, وشكّل عائقا للتقدم نحو الافضل والأحسن لدول الخليج,, في جميع لقاءات القمم الخليجية الماضية ,, وبرؤية جديدة، ونيّة صادقة,, وتوافقا في النظريات في اللقاءات الثنائية الاخيرة,, بين بعض المسؤولين في الدولتين الشقيقتين,, توّجت بزيارات متبادلة على مستوى القمة,, بين كل من صاحب السمو أمير دولة قطر، وصاحب السمو أمير دولة البحرين,, حيث تفهم كل منهما وجهة نظر الآخر,, وبناءً على ذلك قررا تبادل السفراء وتشكيل لجان لحل الخلافات من الداخل,, مع الاتفاق على التعاون الاقتصادي والمالي بين بلديهما,, وعلى اثر ذلك تحسنت العلاقات خلال الأشهر الماضية,, بصورة تبشّر بخير لمستقبل الدولتين الشقيقتين بصورة خاصة ولدول الخليج العربي وشعوبها بصورة عامة,, وقد عيّنت قطر اخيرا )الشيخ عبدالله بن ثامر( سفيرا لها في البحرين,, تعبيرا عن العزم والرغبة الصادقة,, في تحسين العلاقات بين البلدين، وحل جميع الخلافات بينهما بالتي هي أحسن,, وأمام تلك الخطوة الموفقة من الزعيمين الكريمين,, لا يسعنا في المملكة العربية السعودية,, وفي دول الخليج كلها,, إلا أن نقدم الشكر مضاعفا لصاحبي السمو أمير دولة البحرين، وأمير دولة قطر الشقيقين,, على حسن الرؤية في استقراء المستقبل على أسس من منطق العقل والحكمة في معالجة تلك القضية بالذات وغيرها من قضايا الامة العربية,, متمنين للزعيمين الكريمين دوام التوفيق,, في مسيرة البناء والتنمية في بلديهما,, والمشاركة الفعالة مع القادة الخليجيين في قمم مجلس التعاون القادمة,, لتحقيق الكثير والكثير من الخطوات البناءة التي ينتظرها منهم أبناء الخليج بصفة خاصة وأبناء الأمة العربية والإسلامية بصفة عامة لبناء مستقبل مشرق بتحقيق الطموحات والآمال,, التي تعيد للأمة العربية مكانتها اللائقة بها في عالم اليوم المتطور,, والله الموفق.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved