| العالم اليوم
في أكثر من مناسبة تناولنا في هذه الزاوية ما يعانيه الصحفيون في مختلف انحاء العالم من مضايقات تصل في احيان كثيرة الى القتل حيث قتل في العام الماضي اربعة وثلاثون صحفيا بزيادة عشرة صحفيين عن العام الماضي وكنت قد تناولت هذا الموضوع في زاوية سابقة الا ان ما جاء في التقرير السنوي للجنة حماية الصحافة الذي اصدره نادي الصحافة الاهلية بواشنطن قبل ستة ايام ووصلتنا نسخة منه والذي يسرد وباسهاب روايات عن اكثر من 500 حالة اعتداء وسجن وقتل للصحفيين بسبب ما قاموا به من مهام في اكثر من 120 دولة يؤكد ان مهنة الصحافة واحدة من اخطر المهن التي قد تقود من يعمل بها الى الموت.ومن الارقام الاكثر مدعاة للفزع هي تلك التي تعكس زيادة في حالات العنف ضد الصحفيين فقد قتل 34 في العام 1999 نتيجة لعملهم الصحفي وهذه الارقام تمثل زيادة مزعجة موازنة بأرقام العام السابق الذي سجل مصرع 24 صحفيا, وقد لقي صحفيون مصرعهم نتيجة لعملهم في كل منطقة تقوم لجنة حماية الصحفيين برصدها.وقتل البعض حين وقعوا ضحية لتبادل النيران في اثناء تغطيتهم حروبا إقليمية ومحلية زادت اتساعاً منذ نهاية الحرب الباردة, إلا أن معظم الصحفيين كانوا هدفا لعمليات اغتيال من قبل فصائل سياسية تواقة لخنق التغطية الصحفية لمساوئهم, وقتل اكبر عدد من الصحفيين وهو عشرة في سيراليون حيث اطلقت عليهم نيران متمردين سعوا لإخراس الصحفيين الذين كانوا يبعثون بتقاريرهم عن الفظائع ضد المدنيين وقضى ستة صحفيين نحبهم في يوغوسلافيا فيما اغتيل خمسة في كولومبيا.بينما يشكل مقتل الصحفيين الجزء الاهم من المكيال الذي يقيس حالة حريات الصحافة فان الاحتجاز هو اداة قوية اخرى يلجأ اليها اعداء الصحافة فبنهاية 1999م بينت لجنة حماية الصحفيين ان 87 صحفيا كانوا يقبعون وراء قضبان السجن بسبب عملهم وهو اقل من العدد الذي سجن في العام السابق وهو 118, وهذا الانخفاض يعكس تحسنا نرحب به بيد ان احصاء اللجنة للصحفيين المسجونين هو مجرد لمحة ساكنة لعدد الصحفيين الذين كانوا محتجزين يوم 31/12/1999م ويوثق تقرير الاعتداءات على الصحفيين عشرات الحالات غيرها لصحفيين احتجزوا خلال 1999م وافرج عنهم قبل نهاية العام.ولهذه التحذيرات )القصيرة الاجل( اثر رهيب في الصحافة المستقلة, مثال على ذلك خلال فترة العامين ونصف العام منذ ان تولى رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية لوران كابيلا الحكم تم اعتقال ما لا يقل عن 60 صحفيا هناك ومع ان كثيرا منهم لم توجه آليه أية تهم ولم يدن بتاتا فان لجوء كابيلا المدمر لاستخدام عقوبة السجن لإخراس الصحفيين المنتقدين ادى الى نعته من قبل لجنة حماية الصحفيين بأنه واحد من اسوأ عشرة اعداء للصحافة في 1999م.ويوثق تقرير )الاعتداءات على الصحافة( طائفة عريضة من المساوىء الاخرى من تعذيب الصحفيين في زيمبابوي الى اختطاف المراسلين في الشيشان وزيادة مضايقة الجهاز الاداري واغلاق الصحف والاذاعات التي تغضب الرؤساء والمستبدين في العالم اجمع.ويقول المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين ان )الطغاة المتقدمين اخذوا يتبنون اساليب خبيثة لإخراس الصحافة, وبعض القادة الماكرين يدركون ان انظمة الحكم يمكنها ان تدفع ثمنا دوليا نتيجة لسجن الصحفيين بصورة روتينية وعوضا عن ذلك فانهم يعمدون الى اغلاق وسائل الاعلام المستقلة من خلال مضايقتها بقوانين ضريبية وفرض غرامات معرقلة لعملها او وقف وصولها الى الصحافة والمطابع الصحفية التي تسيطر عليها الدولة( ومثل تلك الاساليب تسخرها الحكومات في بلدان عدة، بيد ان اللجوء اليها زاد بصورة مفزعة ولاسيما في العام المنصرم في كل من يوغوسلافيا واوكرانيا وبيلاروس وبلدان اخرى في شرق ووسط اوروبا.هذه الامثلة قليلة من كثير مما احتواه التقرير الهدف منه هو فضح الممارسات المسيئة لحريات الصحافة التي تسعى الى تنوير المجتمعات وخدمة مساراتها التنموية.
,مراسلة الكاتب على البريدالإلكتروني Jaser * Al-jazirah.com
|
|
|
|
|