| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
وانتهى موسم الحج لهذا العام 1420ه دون اي حوادث تذكر - ولله الحمد - وتمكن الحجاج من تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل القائمين عليه وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا الذين قاموا ويقومون بتنظيم الحج كل عام وقد ساهم في تسهيل فك الزحام لهذا العام تفويج الحجاج لرمي الجمرات ولاحظ الكثير ممن ادوا الحج لهذا العام سهولة الرمي مقارنة بالاعوام السابقة وما ذاك الا امتداد لجهود دولتنا - أيدها الله - في بذل الغالي والنفيس في سبيل تسهيل مهمة الحج على المسلمين وتسهيل حركة التنقل وخير دليل على ذلك تلك الانفاق التي من خلالها يستطيع الحاج التنقل بين المشاعر سيرا على الاقدام من مشعر لآخر للقيام بالمناسك واتمام حجه ولا شك ان هذه الانفاق انما هي مشاريع عملاقة توازي - ان لم تفق - مثيلاتها في الدول الصناعية المتطورة التي اقامتها تلك الدول من منظور استثماري بحت سواء كان ذلك مباشرا او غير مباشر، في حين ان الدولة السعودية قامت بانشائها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة الاخرى لا لهدف مادي ولكن لراحة الحجاج والطمع بالاجر والمثوبة، أجزلهما الله للقائمين عليها.ان المتأمل للمشاريع الجبارة بالمشاعر المقدسة وخصوصاً اثناء الحج، يرى بوضوح ان الدولة لم تدخر وسعا في توفير افضل الخدمات وتذليل الصعاب في سبيل راحة الحاج او المعتمر، والجميع يرى حالة الاستنفار القصوى في موسم الحج حيث يتم تجنيد كافة الطاقات البشرية بمختلف مستوياتها ورتبها وكذا الطاقة الآلية وكافة القوى والخدمات التي تعمل ليل نهار، كل ذلك فقط ليتمكن الحاج من تأدية مناسك حجه بأقصى يسر وسهولة دون ان يبذل من اجل هذه الخدمات شيئا.ومع ان تفويج الحجاج خطوة في الطريق الصحيح تجاه حل مشكلة الزحام بالجمرات والانفاق الا ان المشكلة لا تزال موجودة وبحاجة الى حل جذري وتنظيمي وهندسي في نفس الوقت لا يعتمد على تأجيل فوج وارسال الآخر فالمتأمل في منطقة الجمرات وكذا الانفاق قد يلاحظ شيئا ما في الفكر الهندسي او بالاصح عدم توظيف الحلول الهندسية لبعض الظواهر في بعض المشاعر, فهل يا ترى عقمت عقول المهندسين لحل مثل هذه الظواهر؟!! ام ان المهندس لم ينجح في ايصال الفكرة الصحيحة لاصحاب القرار؟!فلو لاحظنا الحجاج في ساحة الجمرات لوجدناهم يسيرون وبشكل متعاكس تماما, اي ان القادم من الجمرات يعود بنفس المسار الذي سلكه في القدوم او معاكس تماما للقادم الآخر, وهذا عام وفي جميع الاتجاهات, لذا فانه من الطبيعي جدا ان يكون هناك صدام قد ينتج عنه مزاحمة شديدة تنتهي باصابات لا قدر الله, وهذا شأن يحدث كل عام تقريبا.ومع انها لم تصل الى حد كونها ظاهرة اي الاصابات الا انني ارى ان من الواجب الاخذ بها محمل الجد والعمل على سرعة حلها, لهذا فانني ارى ان المهندسين بصفة عامة والمهندس السعودي بصفة خاصة مطالبون بايجاد حل سريع لهذه الازدحامات, ولعلي ادلي بدلوي بهذا الشأن واقول مستعينا بالله: اننا اذا تأملنا في سبب ذلك الزحام الشديد لوجدناه كما اسلفت هو السير بنفس المسارات بصفة متعاكسة تماما, وارى ان ذلك هو السبب الرئيسي ان لم يكن الوحيد بمعنى ان الحجاج يعودون بنفس الطريق بعد رمي الجمرات فيحدث الصدام مع القادمين للجمرات وبطبيعة الحال هنا تكمن الخطورة اي التصادم.وهذه الحالة شاهدتها وشاهدها الجميع الذين انعم الله عليهم بأداء فريضة الحج وهنا يظهر جليا للمتأمل ان الحل الامثل هو منع السير باتجاهات متعاكسة وتوحيد الاتجاه وذلك يمكن عمله في ايجاد مسارات اجبارية متجهة من كل صوب الى الجمرات تستمر هذه المسارات بنفس الاتجاه لا تسمح بالعودة بعد الرمي ليخرج الحجاج من الجهة المقابلة بعيدا عن الزحام وذلك عبر فارق المستويات جسور حسب الاتجاهات وحسب ما يمليه التصميم.ان الفكرة منطقية جدا وطريقة تنفيذها سهلة وقابلة للتطبيق والتفعيل وتتلخص فيما يلي:اولا: وضع مسارات واسعة للدخول واخرى للخروج بجانب بعضها البعض ومفصولة تماما بفاصل حديدي لا يسمح بتغيير المسار ولا يمنع الرؤية, هذه المسارات تبدأ من مسافة بعيدة عن الجمرات يحددها المصمم وتمر بالجمرات وتستمر بنفس الاتجاه خروجا من الجمرات ولا تسمح بالعودة.ثانيا: وضع بوابات بالمداخل لا تسمح بالخروج واخرى بالمخارج لا تسمح بالدخول.ثالثا: دعم هذه البوابات والمسارات برجال امن ومراقبة لتوجيه الحجاج وتطبيق السير الصحيح ودعم ذلك بالاشعارات المكتوبة والمضيئة باللغات اللازمة كما هو معمول به الآن في ايضاح حدود المشاعر وبدايتها تطبق هذه الفكرة تماما كما هو معمول به للمركبات السيارات ويكون مثلا الدور الارضي باتجاه الشرق والغرب مسارين للذهاب والقدوم وآخر علوي باتجاه الشمال والجنوب ولا يمنع من تطبيقها حتى في الجهات الفرعية مع عمل المداخل اللازمة للذهاب والمخارج اللازمة فقط للخروج.هذه فكرة مبسطة لتحديد المسارات وليس بتطبيقها صعوبة لا من الناحية الادارية والتشغيلية ولا من ناحية تفعيل الفكرة اما من الناحية المادية فانها غير مكلفة وها نحن نرى الدولة - أيدها الله - تصرف الملايين بل البلايين لراحة الحجاج بل وفي تطوير وتحديث مستمر لا لشيء الا ابتغاء وجه الله.نسأل الله ان يعظم المثوبة ويجزل لهم الثواب والله ولي ذلك والقادر عليه.
م, سلامة سحيمان الشراري الدمام المنطقة الشرقية
|
|
|
|
|