| محليــات
نعتقد ان كرة استمرار الجمود الراهن للمسار السوري الاسرائيلي، او تحريكه ما زالت في الملعب الأمريكي / الاسرائيلي.قبل انعقاد قمة الرئيسين الأمريكي كلينتون والسوري الأسد، قلنا في هذا الحيز ان كرة عملية السلام مستقبلها بل ومصيرها في الملعب الاسرائيلي الأمريكي وكنا نعني بقناعة راسخة ان تجاوب اسرائيل مع المطالب السورية العادلة والتي لم تخرج عن أحكام المبادىء التي بُنيت عليها قرارات مؤتمر مدريد الذي انطلقت به عملية السلام في جميع مساراتها وكذلك قرارات الشرعية الدولية مجلس أمن وجمعية عامة للأمم المتحدة ، كفيل بتجاوب إسرائيل بأن يحقق انفراج أزمة المفاوضات وانطلاقتها مجددا الى أهدافها المتوخاة وهي السلام بين إسرائيل وسوريا والذي يعني تطبيع العلاقات والتعاون الشامل في جميع المجالات وقلنا ان الولايات المتحدة تستطيع بحكم رعايتها لعملية السلام ان تدفع اسرائيل نحو قبول المطالب السورية مع كل الضمانات الأمنية والعسكرية والمالية المعلنة وغير المعلنة التي يمكن للولايات المتحدة ان تقدمها لاسرائيل بما في ذلك تنفيذ الثمن الذي حددته اسرائيل لانسحابها من هضبة الجولان المحتلة وهو الثمن 17 ألف مليون دولار.وهو ثمن قد لا يعني شيئا بالنسبة للولايات المتحدة اذا ما قيس بمصالحها القومية الاستراتيجية الهائلة في منطقة الشرق الأوسط وهي مصالح يمكن ان تكون أكثر أمنا في ظل السلام الشامل والتعاون بينها وبين جميع دول وشعوب المنطقة.والمؤسف ان اسرائيل لم تخول الرئيس الأمريكي الذي قال عنه ايهود باراك انه يمثله في القمة مع الأسد، لم تخوله الموافقة على المطالب السورية التي لم تزد على الانسحاب الاسرائيلي الكامل من هضبة الجولان المحتلة دون مزايدة أو شروط تتعارض مع طبيعة ومبادىء وأحكام القرارات الدولية، أو تمس سيادة سوريا وكرامتها الوطنية.والمؤسف أيضا ان الرئيس الأمريكي لم يزد في قمة جنيف عن انه كان يسعى للاستماع الى الرئيس الأسد واستيضاح ما يريده، كما لو كان ما يريده الرئيس الأسد شيئا غامضا غير معروف أو غير معلن في حين انه ما من أحد في العالم يتابع نزاع الشرق الأوسط يجهل جوهر المطالب السورية.ولعل عدم قبول باراك بمطالب سوريا، وعدم ممارسة كلينتون الضغوط عليه لكي يقبل بالمطالب السورية وراء فشل قمة جنيف لانها لم تحقق شيئا بما في ذلك مجرد دفع الجانبين السوري والاسرائيلي الى طاولة المفاوضات من جديد بغض النظر عن موقفيهما المتباعدين وعلى أمل ان تحدث معجزة التقارب بينهما.وازاء مسؤولتيهما عن هذا الفشل فان كرة حاضر ومستقبل ومصير السلام السوري الاسرائيلي تظل في الملعب الأمريكي الاسرائيلي حتى يحدث تقدم من كليهما باتجاه القبول غير المشروط بالمطالب السورية طبقا لمنطق وأحكام وقرارات مجلس الأمن الدولي الذي يتعين عليه الآن وبعد فشل قمة جنيف ان يظهر قدرا أكبر من الاهتمام بالمخاطر التي يمكن ان تهدد الأمن والسلام في الشرق الأوسط وبالتالي الأمن والسلام الدوليين.
|
|
|
|
|