|
| الاقتصادية
* أندرو مكاتي د ب أ
من المحتمل أن يساعد اتفاق الاجور في ألمانيا إضافة إلى الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك لرفع إنتاجها، في التخفيف من الضغوط التي يتعرض لها البنك المركزي الاوروبي لزيادة أسعار الفائدة مرة أخرى.وقد ارتفع معدل التضخم في الدول الاحدى عشرة الاعضاء في منطقة اليورو خلال الشهور الاخيرة نتيجة ارتفاع أسعار البترول, وحذر رئيس البنك الاوروبي المركزي فيم ديوسنبرج من التهديد الذي يتعرض له استقرار الاسعار نتيجة ارتفاع معدل التضخم والمطالب بزيادة الاجور خاصة في ألمانيا.والاكثر من ذلك أن آخر البيانات المتعلقة بكمية وسائل الدفع، المعروفة باسم إم 3، في منطقة اليورو التي تم الكشف عنها أمس الأول تشير إلى أن ضغوط الاسعار مازالت قائمة في أوروبا في الوقت الذي تتقدم فيه خطى النمو في الاقتصاد المبني على العملة الاوروبية الموحدة.ووفقا للارقام التي نشرها البنك المركزي الاوروبي فإن نسبة كمية وسائل الدفع، إم 3 قد زادت بسرعة كبيرة خلال شهر شباطفبراير لتصل إلى 6,2 بالمائة مقارنة مع 5,2 بالمائة في كانون الثانييناير الماضي.وكان البنك المركزي الاوروبي قد حدد النسبة المستهدفة لكمية وسائل الدفع لهذا العام بحوالي 4,5 بالمائة, وقرر اعتبار النسبة المستهدفة لكمية النقود المتداولة مع معدل التضخم المستهدف ونسبته اثنين بالمائة، هما مؤشر الاستدلال أو التوجيه الرئيسيان لسياسة البنك النقدية.ومع ذلك فإن اتفاق الاجور المعتدل الذي تم التوصل إليه أمسالثلاثاء قطاع المعادن والهندسة الرئيسي في ألمانيا، من شأنه أن يزيل على الاقل واحدا من عناصر القلق الرئيسية التي تؤرق البنك المركزي الاوروبي، على الاقل في الوقت الراهن.وفي الحقيقة فإن اتفاق الاجور في صناعة المعادن الالمانية من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع الاجور في بقية أنحاء أوروبا، حيث أن هذا الاتفاق يأتي عشية اجتماع للمجلس الاشرافي للبنك المركزي الاوروبي في مدريد اليوم الخميس.وقد اكتسب سوق السندات الاوروبية دعما مبدئيا من اتفاق أجور عمال المعادن أمس الثلاثاء حيث انحدر عائد السندات الالمانية الاسترشادية ومدتهاعشر سنوات بنسبة اثنين بالمائة, , ومع ذلك فقد استمر اليورو على ركوده في التعاملات المالية حيث انخفض إلى 0,9647 مقابل الدولار بعد أن كان سعره 0,9712 مقابل الدولار, وفي حين كان ضعف اليورو هو العامل الاساسي في المساعدة على دعم النمو الاقتصادي وإخراجه من عثرته في دول مثل ألمانيا، إلا أنه ساهم أيضا في خلق ضغوط تضخمية، مجدداً ، في منطقة اليورو، واعتمادا على البيانات الشهرية الاخيرة فإن معدل التضخم في منطقة اليورو قد ارتفع إلى اثنين بالمائة العام الماضي.غير أنه مع رفع البنك المركزي الاوروبي خلال اجتماعه الاخير قبل أسبوعين، فائدة إعادة التمويل الرئيسية بخمسة وعشرين نقطة لتصل نسبتها إلى 3,5 بالمائة فإن قليلا من الاقتصاديين هم الذين يتوقعون أن يلجأ البنك إلى تشديد سياسته النقدية مرة أخرى، قريبا.ويعني ذلك أن دويسبرج قد يشير في المؤتمر الصحفي الذي تحدد عقده في أعقاب اجتماع المجلس الاشرافي للبنك المركزي الاوروبي اليوم الخميس إلى توقيت الزيادة المقبلة في أسعار الفائدة الاوروبية.وتتوقع أسواق المال ألا يأتي التغيير المقبل في نظام أسعار الفائدة في منطقة اليورو، قبل شهر أيارمايو القادم مع وجود تنبؤات بأن فوائد إعادة التمويل قد تصل إلى نسبة أربعة بالمائة أو يزيد بحلول نهاية هذا العام.ويعكس ذلك أيضا التوقعات القائلة بأن اقتصاد منطقة اليورو يتحول لاداء أفضل خلال هذا العام حيث من المتوقع أن يسجل النمو معدلا قياسيا قد يصل إلى حوالي 3,4 بالمائة مقارنة بنسبة 2,2 بالمائة فقط خلال العام الماضي.وأكثر من ذلك فإن قرار نقابة عمال المعادنأي, جي, ميتال التي تعتبر أكبر نقابة في ألمانيا، بقبول زيادة في الاجور بنسبة ثلاثة بالمائة اعتبارا من أول أيارمايو القادم، ويزادة أخرى نسبتها 2,1 بالمائة بعد عام في ولاية نورث راين ويستفاليا، أكبر الولايات الالمانية، إنما يبدو وكأنه قد أضاف بالفعل إلى التقييم المتفائل للافاق الاقتصادية المحتملة بمنطقة اليورو.وخفض اتفاق الاجور كذلك بدرجة ملموسة من نسبة الزيادة التي كانت نقابة أي , جي, ميتال تطالب بها وهي 5,5 بالمائة.
|
|
|
|
|
