| الاقتصادية
* فينا وكالات:
قررت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك أمس الأول بعد مفاوضات شاقة زيادة طفيفة في انتاج النفط تهدف إلى حماية استقرار، ولكن مقابل ثغرة في وحدتها بعد رفض ايران توقيع هذا الاتفاق.وفي ختام مؤتمر استمر يومين ومحادثات غير رسمية عديدة، قررت تسع من الدول ال 11 الأعضاء في المنظمة العودة إلى مستوى الانتاج الذي كان قائماً قبل الاتفاق الذي ابرم في آذار/ مارس 1999 بتخفيض الانتاج 1,7 مليون برميل يومياً، مما سمح بوقف هبوط الأسعار.لكن ايران رفضت هذا الاتفاق مما أثر على التلاحم الذي تتسم به المنظمة منذ أكثر من عام, وتعارض طهران أي زيادة كبيرة في الانتاج يمكن ان تؤدي إلى هبوط اسعار النفط وتؤثر بذلك على عائداتها النفطية.من جهته قال معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي: ان أوبك ستسعى لضبط أسواق النفط العالمية وانها قد ترفع المعروض أو تخفضه حسبما تقتضي الضرورة.وقال النعيمي لرويترز في مقابلة سنبحث عدداً من المتغيرات وسنبقي السوق في حالة توازن والمسألة ليست فقط زيادة الانتاج بل خفضه اذا هبطت الأسعار.واضاف ان أوبك تريد ابقاء اسعار النفط في نطاق بين 20 و 25 دولاراً للبرميل من مزيج برنت القياسي المستخرج من بحر الشمال ،ويمثل ذلك سعراً يتراوح بين 21,50 و 26,50 دولار للبرميل للخام الأمريكي الخفيف.وقال النعيمي: اذا تحركت الأسعار خارج نطاق 20 / 25 دولاراً لمزيج برنت فان ذلك سيطلق أجراس الانذار,, وأي خطوة أخرى بشأن الانتاج ستبحثها أوبك وحلفاؤها من خارج المنظمة في يونيو.جاءت تصريحات النعيمي بعد أن وافق تسعة من أعضاء المنظمة في الساعات الأولى من صباح أمس الاربعاء على رفع الانتاج بواقع 1,45 مليون برميل يومياً لخفض الأسعار التي ارتفعت في الآونة الأخيرة لاعلى مستوى منذ تسع سنوات.وأوضح النعيمي انه لا يشعر بالقلق من الموقف الايراني.وقال: اطلاقاً ولا تنظروا إلى ذلك بعيداً عن السياق، ايران كان لها وجهة نظر تختلف عن يقيننا.واضاف انه رغم الموقف الايراني فان اوبك خرجت أقوى من الاجتماع واظهرت نفسها كمجموعة مسؤولة مستعدة لاتخاذ القرار بشأن اتجاه سوق النفط عندما يقتضي الأمر.وقال: المنظمة أوضحت يوماً بعد يوم مسؤوليتها عن تحقيق استقرار السوق.وتابع ان أعضاء أوبك الآخرين الذي كانوا يشعرون بالقلق بشأن الزيادة الانتاجية اقتنعوا ان بيانات العرض والطلب تؤيد الاتفاق الذي يلغي تخفيضات الانتاج التي بدأ العمل بها قبل عام.وسيزيد المعروض من نفط أوبك حسب الاتفاق 1,45 مليون برميل في اليوم الى 21,07 مليون برميل في اليوم.وقال وزير النفط الفنزويلي على رودريجيز ان بلاده ستزيد انتاجها النفطي بمقدار 125 ألف برميل في اليوم.وصرح وزير النفط الايراني بيجان نمدار زنغانه الذي تحتل بلاده المرتبة الثانية في المنظمة بين الدول المصدرة للنفط، معلناً فشل التوصل الى تسوية في المؤتمر للمنظمة حاولنا وبذلنا جهوداً شاقة لنبرهن على مرونتنا لكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق بالاجماع .وصرح الأمين العام للمنظمة ريلوانا لقمان ان أوبك ما زالت متحدة وايران تبقى عضواً كامل العضوية ، في محاولة لتغطية الخلافات بعد مؤتمر وزاري انتهى بحالة من الارباك.وذكر لقمان بانها ليست المرة الأولى التي تقرر فيها دولة أو أكثر من دولة عدم الالتزام باتفاق أو تبدي فيه تحفظات على اتفاق، موضحاً ان أوبك واجهت خلال أربعين عاماً من وجودها تحديات كبيرة لكننا نبقى مجموعة واحدة .وقال عضو في الوفد الايراني للصحافيين نحن ننتمي إلى هذه المنظمة ولكننا لم نرغب في توقيع الاتفاق , ولكنه اضاف هناك باستمرار امكانية لانضمامنا الى الدول الأخرى الأعضاء في أوبك.وقد أصبح سقف انتاج الدول التسع الموقعة للاتفاق في أوبك اعتباراً من الأول من نيسان/ ابريل المقبل 21,069 مليون برميل يومياً، أي بزيادة 1,452 مليون برميل موزعة على تسع دول.ويتم تجاوز سقف الانتاج المحدد منذ آذار/ مارس 1999 ب 22,976 مليون برميل يومياً بدون العراق بحوالي 1,2 مليون برميل، لذلك لا تتجاوز الزيادة الفعلية التي قررت ليل الثلاثاء الأربعاء ال 300 الف برميل, وقدرت الوكالة الدولية للطاقة انتاج الدول الأعضاء في أوبك في شباط / فبراير الماضي ب 26,63 مليون برميل.من جهة أخرى، يفترض ان تعلن المكسيك الدولة غير العضو في أوبك غداً الخميس زيادة في انتاجها النفطي تتراوح بين مئتي الف و300 ألف برميل، ويؤكد العراق غير الخاضع حالياً لنظام الحصص الذي تتبعه المنظمة بسبب الحظر النفطي الدولي المفروض عليه، انه يريد أيضاً زيادة انتاجه.وقال لقمان رداً على سؤال عن العراق الذي يبقى خارج اطار الاتفاقات، انه من غير الممكن أن يعود للمشاركة في الاتفاقات قبل رفع العقوبات المفروضة عليه .واضاف ان وزير النفط العراقي عامر رشيد قال: إن العراق سيكون قادراً على انتاج 3 ، 4 مليون برميل يومياً قبل نهاية العام الجاري اذا تسلم قطع الغيار التي يحتاجها لاصلاح معداته النفطية.وأوضح لقمان ان دولاً عديدة مصدرة للنفط غير اعضاء في المنظمة شاركت في الاجتماع سلطنة عمان والمكسيك وانغولا وروسيا ستستمر في التعاون مع أوبك.واضاف ان بعض هذه الدول سيطرح في الأسواق ما كان قد خفضه في آذار/ مارس في اطار اتفاق بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك حول خفض الانتاج.ورأى لقمان انه يفترض الا يطرأ انخفاض في الأسعار بعد الاتفاق بين الدول التسع، موضحاً ان أوبك تتوقع ان يستخدم الجزء الأكبر من الكميات الاضافية التي طرحت في الأسواق، في اعادة بناء المخزونات النفطية في الربع الثاني من العام.وفي واشنطن قال اقتصاديون في البيت الأبيض انهم يتوقعون تراجع اسعار النفط الى 24 دولاراً للبرميل الواحد أو حتى أقل قبل نهاية العام الجاري، مقابل 28 دولاراً حالياً.ورفض لقمان ان يوضح المدة التي سيبقى فيها سقف الانتاج الجديد مطبقاً, وقال قررنا مسبقاً عقد اجتماع استثنائي في 21 حزيران / يونيو، لكنه رفض الادلاء بأي تعليق على القرارات التي يمكن اتخاذها في هذا الاجتماع لتأمين استقرار السوق.ورداً على سؤال حول اهداف أوبك المتعلقة بالأسعار، اكتفى لقمان بالقول ان المنظمة كانت تفكر باسعار محددة عندما قررت تعديل انتاجها, لكنه اضاف ان أوبك لم تحدد أي هدف جديد في هذا المجال.واضاف رودريجيز ان خطة عقد اجتماع قمة لاوبك في كراكاس في سبتمبر ايلول ما زالت قائمة.وقال ان أوبك وافقت على نطاق للأسعار في اطار الاتفاق الذي توصلت إليه في ساعة متأخرة من مساء أمس الثلاثاء لكنه لم يذكر أي تفاصيل.ووافقت أوبك على زيادة انتاجها بمقدار 1,7 مليون برميل في اليوم لكن ايران اعترضت رسمياً على الاتفاق.وقال شكيب خليل وزير الطاقة والتعدين الجزائري انه يتوقع ان تستقر اسعار النفط بعد الاتفاق الذي توصلت إليه منظمة أوبك لزيادة الانتاج لكنه يفضل ان يكون سعر مزيد برنت 25 دولاراً للبرميل.وقال خليل للصحفيين كانت رغبتنا على الدوام ان يكون سعر برنت 25 دولاراً.وقال عبدالله البدري رئيس الوفد الليبي في محادثات أوبك انه يتوقع ان تنخفض أسعار النفط قليلاً في اعقاب قرار منظمة أوبك زيادة الانتاج.وقال البدري: أتوقع ان تنخفض الأسعار قليلاً لكن بهذه الآلية سنتحكم في الأسعار.واضاف ان المنظمة التي ستعقد اجتماعاً آخر في يونيو حزيران ستواصل مراقبة الأسعار, وقال: هذا الاتفاق يسري شهرين ونصف الشهر فقط .وكانت ليبيا أيدت قرار أوبك رغم معارضتها السابقة لزيادة الانتاج.وقال البدري: علينا ان نمضي مع الجماعة .اعلن الرئيس الامريكي بيل كلينتون في بيان ليل امس الاول ان قرار الدول التسع الاعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفطاوبك زيادة انتاجها النفطي هو تطور ايجابي .وقال كلينتون انه قرار يتيح الحفاظ على التنمية الاقتصادية العالمية وتأمين توازن افضل بين العرض والطلب في مجال النفط ، وسيسمح بخفض اسعار المنتجات النفطية في الاشهر المقبلة.من جهته، صرح وزير الطاقة الامريكي بيل ريتشاردسون ان قرار الدول التسع في منظمة اوبك المتمثل في العودة الى مستوى الانتاج الذي كان سائدا قبل اذار/ مارس 1999 يعتبر نبأ سارا للمستهلكين الاميركيين والدول المنتجة والدول المستهلكة والاسرة الدولية .واضاف ريتشاردسون الذي كان يتحدث للصحافيين ان الزيادة الاجمالية للانتاج النفطي ستكون قريبة مما كانت تريده الولايات المتحدة بعد اضافة زيادة انتاج الدول غير الاعضاء في اوبك التي سيعلن عنها لاحقا، الى جانب انتاج العراق.وقال الوزير الامريكي الذي كان يرافقه المسؤولان الكبيران للشؤون الاقتصادية في البيت الابيض جين سبيرلينغ ومارتن بايليلقد حققنا جزءا كبيرا من اهدافنا .وقال المسؤولون الثلاثة ان الانتاج النفطي العالمي سيرتفع في الاجمال1,8 مليون برميل يوميا، تضاف الى التجاوز الذي يبلغ مليون برميل يوميا منذ عام لسقف الانتاج المحدد، اي ان الزيادة ستبلغ ما مجموعه 2,8 مليون برميل بالمقارنة مع الحصص المطبقة حتى الآن.واضافوا ان اسعار النفط يفترض ان تنخفض الى 24 دولارا للبرميل الواحد وربما اقل من ذلك.واكد كلينتون انه سيستمر في متابعة وضع الاسواق النفطية عن كثب في الاشهر المقبلة، ودعا الاغلبية الجمهورية في الكونغرس الى اعتماد المقترحات التي تقدم بها لتحسين امن الولايات المتحدة في قطاع الطاقة عبر تقديم تسهيلات ضريبية من اجل تشجيع استخدام مصادر بديلة للطاقة وتقنيات اكثر فعالية.كما طلب من الكونغرس تصريحا جديدا ليتمكن من استخدام الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الامريكي اذا دعت الحاجة الى ذلك, وينتهي التصريح الحالي في نهاية آذار / مارس.وقال كلينتون في بيانه ان هذه الاجراءات يجب ان تصبح نصوص قوانين على الفور .ورأى بايلي ان سعر الوقود في الولايات المتحدة سينخفض بمقدار 15 سنتا للغالون الواحد و 28 سنتا في نهاية العام على الارجح.وكان اعضاء في الكونغرس الامريكي انتقدوا بحدة مساء امس الثلاثاء منظمة اوبك والادارة الامركية تعبيرا عن احتجاجهم على ارتفاع اسعار الوقود في الولايات المتحدة.وقال السيناتور الجمهوري جيسي هيلمس في جلسة خصصت لتبعية الولايات المتحدة في مجال النفط انالشعب الامريكي يعاني مجددا من تأثير ارتفاع اسعار النفط والوقود .
|
|
|
|
|