| الثقافية
يا له من اقتباس!
ما الذي تنتظره وانت تصدر لحديثك وسؤالك باسناد كهذا، ربما تعرف انني اعشق سرديات كاتبنا الكبير بدءا بسيرتيه: هات النفير عاليا ,, ومرورا بتلك الرائعة التي تنادي في فضاءات وقائع من مغامرات رجل غامر صوب البحر لتراقص وليمة لاعشاب البحر وتتهادى على ايقاهات إخطية وربما تعابث )عرس بغل( وتترنم بالزمن الآخر وتنشد يا بنات اسكندرية نعم لكل هذا الثراء في عالم ولغة سليم بركات ولما فعله على صفاء بيانيتها وعذوبتها ولمحايثته لفظائع اللجنة وكابوسنيات شرف ,, اكثر من هذا لم تكن بيضة الديك ولا رمانة او حتى بيت الياسمين وهي جديرة بأطفال بلا دموع وبجبل عتاقة في زهر الليمون ,, من يخترق هذا النسيج المتكاثف ويبقى في ذاكرة من يقرأ طريق الحرير ومسرى يا رقيب ثم لا يدور مع دراويش الحرافيش ولا ينشده من سيدي وحدانة ولا يرتعب من حضور الغياب في مدن الملح ولا يرتعش لعمورية وسدوم من حاور هؤلاء وظل منتجا في إحدى أرفع الدوريات العربية الادبية عطاء، اقصد:كرمل درويش وصانعيها,, حفيّ بعد هذا بأن يقول لنصغ,, فما بالك والمنافي وتهمة التكابة لارضاء الخواجات واستمالة الترجمات ما زالت مُشهرة كبديل عن عنصرية مكبوتة تأبى إلا ان تنفجر في وجوهنا من آن لآخر، وحين تقرن سليم بركات بالراحل الكبير )غالي شكري( فماذا يبقي للحديث، أصلا من بقي من أزمان التأصيل المعرفي؟ تأمل الخارطة واقرأ لا عن مصادرة الف ليلة وليلة لأن هذا سيشفع لها اعجاب السادة في العواصم الباردة، بل عن رواية ابراهيم عيسى ومحاكمة القاص الضابط حمدي البطران وملاحقات عبدالصبور شاهين نعم هو تحديدا,.إذاً لنتكلم الآن بعد أن نفد صبر راغبي الاصطياد ومن اوقفوا حياتهم على المجاهرة بفضائل التفاهات او من يمجدون الضحالة بادعاءات وربما حقائق من يدري؟ المهم انها جميعا تناسى فقدان الاهلية مانعا من موانع التورط فيما لا سبيل الا الاحاطة به وما لم يثبت يوما انه يخرج عن تورمات الأنا في علياء الاوهام التي يغذيها الاعلام!قطعا وهذه بعض من عدوى يقينتك انا لا أتجاسر على التورط في اي قالب جاهز ولا الزم نفسي بقبول مجمل فرضيتك هذه حين افيق من نشوة ابداع بركات وشكري غالي )وليس محمد او الراحل عبدالرحمن,,(ففي البدء ثمة تيار عالمي تكرسه اكاديميات عليا منذ أزمنة وهو تيار يدعو عن حق يبررونه للانشغال بالنقد في ذاته بوصفه ابداعا مستقلا او موازيا للنص اي انهار الكتابة النقدية في تنظيرات مستفيضة كهذه ترفض بشيء من العصبية على أسنة أقلام الاتباع ان تكون لها مثل هذه العلاقة بالنص فلو انهم قرأوك تقول ان النقد يحل ثالثا بعد تمركز الأصلين ، لاتهموك عندئذ بعدم مسايرة مستجدات الفكر وربما كان لهم بعض وجه حق!وهل نسيت ما استثار به استاذنا عبدالله الغذامي مجمل مياه ووقائع الساحة,, نعم اعترف لك بأنني طالما شاكست هذا الرجل وناصبته عداء معرفيا مستعرا ولكنني اقولها للتاريخ انني اكن للرجل احتراما وتقديرا متفايضا وانفس عليه صبره ونبيل تعامله وان كنت اؤكد ان اختلافاتي كلها معه التي اتوقع لها ان تستمر واتمنى ان تثمر وتزدهر كلها لن تخرج عن مدار الحرص على تطوير الاطروحات الفكرية التي يحرك بها هذا الاستاذ الاكاديمي الفاضل الآسن من مياهنا وها هو يتقافز حضورا وقتما يُطرح سؤال النقد الأدبي او حتى الثقافي وما هو في حكمه مما لا نتمنى ان يتقولب فيه الغذامي العصيّ على التأطير,, ويكفي ان تكون تفاعلاتي في اشد صورها انفلاتا هي ذاتها الاستدراكات التي قد تناقش فيها الاستاذ الكبير الدكتور كمال أبوديب او الدكتور جابر عصفور او عبدالسلام المسدّي او صلاح فضل وهؤلاء جميعا اساتذة كبار بما منحوه قارئهم، وان كان للتفاعل الحيوي دور يفتقده الغذامي او قد يضيق به ولا ألومه حيال ما يوجّه اليه من نقدات قائمة على الهشاشة وبلا أدنى عمق معرفي ناهيك بدوافع الغيرة من ما حظي به الرجل من التفاف اعلامي اثار حفيظتهم عليه ,,, فقط أريد لك ان تتأمل معي كيف تعاملت مع هؤلاء وكيف قسوت على المتمسحين بجلبابه من المريدين البلداء وحتى ما ظللت على الدوام احمله للمتفاعلين معه امثال د, عثمان الصيني ود, سعيد السريحي ,,,,, انها يا صديقي مسألة ملتبسة قد تتجاوز مجال الأدب ونقده,, وقد كان فيما هرطقت به من اجتهادات في سوالف الازمنة محاولة سيسيولوجية الفهم في هذا الاتجاه وأفدتُ فيها بشكل كبير من حواريات لا من كتب مع مترجم غاني كان يقيم بمكة بعد تطواف بالعراق ومصر ليعمل حيث استقطبني في مكتب رابطة العالم الاسلامي,, محمد ثاني هذا أتاح لي كثيرا ان احاول تفكيك الاسئلة وها انذا ما زلت احاول,, تلك الحلقة كانت في اواسط السبعينيات أو اواخرها.اتذكر انه قال شيئا عن التناقض المنطقي بين الاسرة بنمطها الهيرادكي البطريقي وما يفترضه من طاعة تتنافى جذريا مع تربية حاسة انتقاد عقلانية منطوقة لانها تخرج او تقذف بممارسها في جحيم النبذ الاجتماعي,, فهل هذا جذر المسألة ألهذا ننفر من اية مراجعة ووجهات نظر اخرى,, لا ادري,, ربما كان لذلك دور ما غائر في اللاشعور ولذا يؤذينا كثيرا أي رأي لا يمجدنا,.لكن هل تعتقد ان النقاد قد اصيبوا بالبرود والملل؟ربما في ذهنك اسماء محددة,, والا كيف لم تلحظ المجهود الخارق والمتميز ل:محمد العباس على خلافي المعلن معه الا ترى انه ينفق جهدا غير عادي في ملاحقة الانتاج الادبي المحلي: ألم تقرأ دراساته لروايتي عبده خال ومناقشته ل:الفردوس اليباب عدا عن ما يمارسه من تنظير وما يقدمه عن الادب العالمي من اضاءات بديعة؟ ألم يلفت انتباهك كذلك ما يكتبه معجب العدواني من قراءات جميلة وتحليلات يصعب الا تلحظ ما فيها من اصالة وجهد,, علي الشدوي وحسين بافقيه ومحمد الحرز ايضا لهم اسهاماتهم التي تثمن وخاصة مع وصولهم لاصواتهم الخاصة, نعم قد تجد لديهم بعض انصراف عن الكتابات الابداعية المحلية ولكن هل تلومهم وانت ادرى بما يواجه به أي ناقد هنا؟هل يعجبك الجحود المستفز الذي يلقاه الدكتور محمد الشنطي اكثر من عرفت من النقاد انصاتا لنبض المحاولات الابداعية.ربما لن يكون بين الاجيال القادمة من يلجأ الى شكوى في دوائر رسمية او من يلجأ للاعلام لحمايته من الهذر,, لكن هذا لم يكن واوقعنا من قبل,, ان الثراء الذي قد ينتج عن ازدياد تشابك النسيج الاجتماعي وما يطرأ على القرية الكونية خليق بأن يعدنا بواقع مختلف لا تجد فيه الزعامات القبلية لانصاف الموهوبين مثل هذا التجاهل حين لا يعجبها صوت او آخر فتقرر بديمقراطية قبلية ان تلجأ لكل الوسائل لتجاهله او اخماد صوته وفي كل خير.والى ان يقتنع الكتّاب بأنه لا نماء لهم دن حركة نقدية مواكبة وسابقة ولاحقة بما يدعوهم لتجويداتهم الاولى اي اللغة والانفتاح على الثقافات الانسانية في كل منازعها,, الى ان يخرجوا من حصار القصة القصيرة والرواية الى رحابة الفكر, عندها ستكون هناك نصوص اختراقية يضطر معها الجميع الى اعادة ترتيب اعضائها وستحرضهم على حوار ما,؟ ها هي الآن رجاء عالم تكتب بفرادتها اعمالا تلخبط كل المستقر,, لماذا؟ لأنها تقف على ارضية صلبة وتمتح من محيطات ثقافة متنوعة وقد منحها اخلاص ربع قرن هذه الروائع من نهر الحيوان/ مسيري يارقيب وسيدي وحدانة ثم خزانة الاسرار والكتابة المدهشة في طريق الحرير,, اقرا علوان وسعد الدوسري واحمد اليوسف وجار الله الحميد وصالح الاشقر وستدرك ان عبدالله عسيري مثلا لم ينبت من فراغ, لك تقديري فقد تعبت ولم اكد ابدا الحديث,.
|
|
|
|
|