| مقـالات
لاشك أن صحافتنا قطعت شوطاً بعيدا في خوض غمار الاحداث في طريق التفسير والتحليل وهي لهذا تجاوزت صحافة الامس بأمرين اثنين اولهما هذه الاقلام التي تستوعب الحدث وتطلق العنان لتحليله وهي اقلام محلية,, بحيث لم نعد ننتظر المقال الاسبوعي للكاتب المرموق الفلاني حتى يفسر لنا احداث العالم من وجهة نظر محلية انما كتابنا انفسهم اصبح في مقدورهم القيام بذلك الدور التاريخي بصرف النظر عن مصادر ذلك الانعطاف التحليلي, ذلك ان الاحداث تتدافع سريعة والاستقراء لا يعوز من يجيد اكثر من لغة عالمية وخصوصا ان وكالات الانباء تضخ الحدث وتحليله, ثانيهما الكاتب ليس ملزما ان يجعل مصادره واحدة, فالافق السياسي لم يعد مقفلا عقب ان فرضت سياسة الانفتاح عن طريق وسائل الاتصال الحديث التي اقتحمت ما كان يعرف بالاسوار الحديدية سواء في المعسكر الشرقي او في داخل الاروقة الراديكالية التي تكتم اصوات الآخرين ليعلوا صوتها هي, ومع ان الانظمة العربية ما زالت تتخبط غير عابئة بفطنة ووعي المثقف العربي الذي امتلك الحس وقابلية الاستقراء فهي تدور في حلقة مفرغة لا تريد الاعتراف بأنها اصبحت تابعة لمصادر القرار الغربي وهنا تبرز المشكلة المعقدة فعلا, وكم هو حسن وجميل الاعتراف بأن الحياة الحديثة فرضت ذلك التطابق المصلحي حتى مع الاعداء, لذا فان واضعي السياسة الامريكية او المهيمنين عليها لم يتخلوا عن المصارحة فيما يبيتون من قرارات قد تكون قاسية علينا وربما جائرة والا فمتى كان الغاصب ينال ثمن استعماره وطغيانه بل وغطرسته؟ وهامش الحرية الذي حظيت به الصحافة العربية ما زال يلجم الصراحة والتحليل المنطفي او العلمي حتى وان كانت اسرائيل عدوتنا الاولى تطالبنا عن طريق السياسة الامريكية ان نساهم في دفع نصيبنا من استعمار اسرائيل لهضبة الجولان وهو منطق الاقوياء الذي لا يعرف المجاملة, لذا فان العالم ينتظر ردة فعل من هذه المطالبة التي بلغت المليارات من الدولارات حتى يسكت الشارع الاسرائيلي بغوغائيته وكراهيته للعرب لأن اليهود لا يهمهم في النهاية سوى منطق المكسب بصرف النظر عمن يدفع طالما ذلك سوف يزيد من قوة جيش )الدفاع( الاسرائيلي وهو في الواقع جيش الارهاب والبطش والتنكيل, وعلى جيوشنا ان تتعلم بعد فوات الاوان ان الحرب هي الحرب والرحمة ليست من صفات الجندي والدليل ما يحدث في الشيشان على يد الجندي الروسي وقبلها الصرب في كوسوفا وهكذا هي حضارة هذا العصر السفيه.
|
|
|
|
|