إنه من صميم واجباتنا الدينية أن نتعلم,, فطلب العلم فريضة,, ومن تعلم,, وجب عليه أن يدخل الدائرة,, فيعلِّم غيره,, فدائرة التعلم والتعليم الاسلامية الدخول اليها واجب لا مفر منه والخروج منها مستحيل .فنحن أمة لا تعرف علما مكتوما في الصدور أو العقول ولا جدوى من علم لا ينفع صاحبه والناس من بعد، والنفع دفع ضر أو جلب منفعة أو الزيادة فيها,, وكلها أحوال تقتضي الانتقال من حال لحال,, وهذا هو التغيير.وإذن فالعلم يستوجب التغيير بدءا من قعر الدار في بيتي وبيتك وبيوت الآخرين واذا كانت أنسجة العلاقات الحالية قد ترهلت أو بليت بين الرجل وبنيه وصاحبته وأخيه وأمه وأبيه ثم عمت وتفشت الى ما دونها من علاقات في المجتمع.فينبغي أن يكون لكل منا دور في شد هذه العلاقات أو تجديد ما بلي منها, إن كل فرد منا يستطيع ويجب أن يكون مركزا من مراكز التغيير في المجتمع,, ولدى كل فرد منا ثروة من العلاقات يستطيع ان هو قومها على الحق وزكاها أن يتحول المجتمع في الموقع الذي هو فيه الى نواة من نوى القوة في مجتمعه,, فلا يؤتى هذا المجتمع من قبله.أشير في هذا الى أنه لا ينبغي لأحد أن ينتظر الاصلاح أو التغيير من حيث لا يحتسب,, بل عليه ان يبدأ هو بنفسه من موقعه وبامكاناته,, حينئذ تبدأ في المجتمع كله روح عفيه فتيه تنثر اللقاح حيثما ذهبت الرياح فتثمر كل الأشجار في مختلف الأوطان.أقول هذا,, وإنما أذكر نفسي واياكم, والله الهادي الى سواء السبيل.
|