| العالم اليوم
اثر الاعلان عن فشل قمة جنيف التي جمعت الرئيسين بيل كلينتون وحافظ الاسد، اتجهت الانظار الى المنطقة العربية لمعرفة الآثار السلبية التي سيولدها فشل القمة، سواء من جهة زخم عملية السلام وبالذات بين الفلسطينيين والاسرائيليين او من جهة ما سيكون عليه الوضع في جنوب لبنان، بل وحتى هضبة الجولان التي ظهرت اشارات قبل القمة من السوريين والاسرائيليين على حد سواء، بأنها هي الاخرى مرشحة كخط مواجهة بين من يحتلون الارض واصحاب الارض الذين لا يعوزهم العزم ولا الادوات في مواجهة الاحتلال,
ولمحاولة معرفة ما سيترتب على فشل قمة كلينتون الاسد نبدأ بالشق السياسي، حيث ينتظر ان ينشط الامريكيون لمحاولة تطويق أية تطورات سلبية تجعل الامر خارج نطاق السيطرة ولهذا فقد بادر الرئيس كلينتون بارسال مبعوثه للسلام في المنطقة دنيس روس الى تل ابيب، ومع ان المهمة المعلنة لروس هي ابلاغ الاسرائيليين بنتائج مابحثه الرئيس الامريكي مع الرئيس السوري، إلا ان من مهام روس ايضا الطلب من باراك عدم تصعيد الموقف الامني وبالذات في جنوب لبنان المرشح لحصول مواجهات قد يصعب السيطرة عليها خاصة اذا ما تمادى الاسرائيليون في الرد عند تعرضهم لأي هجمات من قبل رجال المقاومة اللبنانية وربما ما تبقى من الفدائيين الفلسطينيين,
ضمن هذا التحوط الامريكي الذي نتج بعد تزايد تصريحات كبار المسئولين من تهديدات واقوال اعتبرها كثير من المراقبين استفزازات، وبالذات ما صدر عن وزير خارجية اسرائيل ديفيد ليفي الذي استبدل لغة الدبلوماسية التي يفترض ان تحكم اقوال وتصرفات وزراء الخارجية بلغة الجنرالات، حتى اصبح المراقبون يتشككون هل هو وزير خارجية,, ام وزير حرب، فأقواله جميعها تهديدات مبعثها الشعور بغطرسة القوة، والمزايدة على مواقف واقوال رئيس الحكومة الذي يشغل وزير الحرب، ومع ان المراقبين يرون في مواقف ليفي محاولة انتهازية لتعويض نقص شخصي وسياسي ولكن مع هذا فإن هذه المواقف تظهر ما يعيشه الكيان الاسرائيلي ككل من تأزم لاصطدامهم بالارادة الصلبة والقوية لسوريا ولبنان معا، ولهذا فلا يستغرب المتابعون ان يحاول قادة اسرائيل الخروج من هذا التأزم بزيادة حجم عدوانهم على جنوب لبنان سواء من خلال تكثيف العمليات العدوانية او اتساع مساحاتها والتحرش بقوى اخرى متواجدة في لبنان سواء القوات السورية او مخيمات الفلسطينيين,
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|