وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون( صدق الله العظيم,
اللهم اجعلنا من الصابرين على قضائك, المؤمنين بقدرك, الراضين بحكمك, المسلمين بارادتك, فلك الحمد على ما أعطيت ومنك الصبر والاحتمال على ما أخذت,
لروحك أبا ياسر الرحمة ونعيم الجنان بإذن الله تعالى,
كنا بالأمس أبا ياسر بصحبتك واليوم نتجرع الصبر على فراقك, بالأمس كنا وكانت الدنيا تزهو بك صديقا وتزهو بنا أصدقاء لك, كنت الوفي ونحن كذلك وكانت الدنيا تجمعنا ونحن أنقى من نطف الطل,
آه أبا ياسر من سواعد الموت ما أقساها علينا ولكنه حق علينا,
أبا ياسر,, أيها الأخ والصديق سبع وعشرون عاما مضت ونحن أصدقاء لم تنقطع صلتنا عرفتك طالبا بالجامعة تطلب العلم بعيدا عن أهلك وذويك وأنا موظف أؤدي واجبي نحو الوطن في إحدى الدول الشقيقة, عرفت فيك الصدق ودماثة الأخلاق, احترامك للآخرين, ترفعك عن الصغائر, صمتك حين يكون الصمت مرغوبا, والرأي السديد حين يكون مطلوبا, عرفت فيك الروح الهادئة واللسان الدافىء ونقاء السريرة,
أبا ياسر,,
عرفتك وانتظرت لك المستقبل عندما سألتني أين مكاني بعد التخرج وتخرجت وعملت فأخلصت وكوفئت وارتقيت,
هكذا الدنيا لا تدوم وسبحانه الدائم,
لم يبق لك فيها إلا الذكر الحسن, كل من عرفك سأل لك الرحمة حتى من لم يعرفك وسمع عنك يعطر سيرتك, هذا جانب من حياتك التي عرفتها عن قرب أما الجوانب الانسانية فلك أن تعذرني لم آت على ذكرها, وأنا أعرف منها الكثير واختزن الكثير حتى يكون احتسابها عند الله خالصة,اللهم امسح على قلوبنا وقلوب والديك وحرمك وابنائك واخواتك واخوانك واحبائك ببلسم لطفه, لك منا الدعاء بالرحمة والمغفرة, ولنا من الله الصبر على فراقك,
) يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي( صدق الله العظيم,
محمد إسماعيل
|