أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th March,2000العدد:10044الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,ذو الحجة 1420

متابعة

رحلة في الخيال
الطالب سطام بن عبد العزيز
هذه رحلة في الخيال,, كتبها الطالبسطام بن عبدالعزيز عام 1377ه في صحيفة الناصرية التي كانت تصدر عن معهد الأنجال,,
إنها رحلة في الخيال لفتى غض ملأه عشق بلاده,, فأرادها بلاداً ناهضة يرفل أبناؤها بالسعادة والهناءة,, كانت الرحلة خيالاً ,,
فإذا بها الآن واقع وكأن الفتى استشف ما تخبئه السنوات,
تعالوا نبحر مع الطالب سطام بن عبدالعزيز في رحلته مع الخيال,, ونرى كيف تحول الحلم إلى واقع زاهٍ بهي نابض بكل معاني الحياة:
** كثيرا ما يرغب الانسان في أن يخلو الى نفسه ليستعيد ذكرياته، ويسبح في الخيال مع بعض أيامه التي مرت به وليست ذكريات الانسان كلها من نوع واحد، بل منها ما يبهج النفس ويشرح الصدر ويسر الخاطر، ويجعله يعيش في لحظات سعيدة، فإذا كان مهموما فإنها تمسح بيدها الناعمة ما علق بنفسه من اسى وحزن,
ومنها البغيض الذي يوحش النفس، ويضيق به الصدر، ويجعل الطريق مظلما فاذا طرقت ذهنه فسرعان ما يرغب في التخلص والتهرب منها,
وقد كانت ذكرياتي التي سرحت فيها من النوع الأول، فهي ذكريات جميلة، اجد فيها المتعة واللذة كلما خطرت في خيالي لأنها تجعلني أعيش في أحب أوقاتي التي أفرغ فيها الى نفسي,
وفي ليلة قريبة، كنت أقرأ مقالا عن أوربا وحياة شعوبها، وحينما فرغت من قراءته، أردت ان استعيد بعض ذكرياتي في أوربا، فقمت الى حقيبة عندي اسميتها حقيبة الذكريات بها مجموعة كبيرة من الصور والمناظر لتلك البلاد التي كتب عنها المقال,
أخذت أقلب النظر في هذه الصور برهة من الزمن,
ولما فرغت من هذه المتعة التي أوحى بها الي ما شاهدته فيها، أعدتها الى مكانها، ثم استلقيت على فراشي، فحملتني الذكريات على أجنحتها الى رحلة طويلة في الخيال,
رحلة رأيت فيها بلادي بعين الخيال وهي لا تقل شأنا عن هذه البلاد او من ناحية الحضارة والتقدم,
رأيت بلادي وقد كثرت فيها المدارس المتنوعة، والجامعات المتعددة، التي تستوعب أبناء هذا الشعب العزيز,
والتي يجد فيها كل طفل وكل شاب مكانا، يتلقى فيه علومه المختلفة، التي تهذب الخلق وتنير العقل، وتوسع المدارك وتجعله يعيش كمواطن صالح، يستطيع ان يؤدي ما يجب عليه نحو وطنه وأمته رأيت بلادي وقد اكتشفت فيها آبار المياه، وأنشئت بها السدود التي تحفظ مياه الأمطار لاستغلالها في زراعة كثير من صحرائها، فكثرت الحبوب والفواكه والخضراوات بها، وأصبحت تكتفي بزراعتها وتستغني عن الاستيراد من الخارج,
رأيت بلادي وفيها كثير من المستشفيات التي تفتح ابوابها لجميع المرضى، وتنشر الوعي الصحي، لتقضي على جميع الأمراض والأوبئة، وتمنح هذا الشعب الصحة ليستطيع أن يقوم أبناؤه بواجبهم خير قيام,
*
رأيت بلادي وفيها كثير من المصانع والمعامل، فيها مصانع للغزل والنسيج، وفيها مصانع لما نحتاجه في بيوتنا ومرافق حياتنا، وفيها مصانع للحديد والزجاج، وفيها مصانع للسيارات والطائرات، وفيها مصانع للأسلحة من مدافع ودبابات,
*
رأيت بلادي وقد امتلأت بالمدن الجميلة ذات المباني الشاهقة، والشوارع المنظمة المرصوفة، يرتبط بعضها ببعض بشبكة من الطرق المعبدة، ووسائل المواصلات وغيرها من الوسائل الحديثة، وكذا تتصل بغيرها من البلاد الخارجية,
رأيت بلادي وفيها جيش قوي مد بتدريبا حديثا، يملك من العتاد والمعدات الحربية أحدثها، يستطيع أن يحمي ويدافع عن بلاده، ويناضل في سبيل حريتها يهزم الأعداء، ويرد كيد الكائدين,
رأيت بلادي وفيها شعب قوي راق يفهم الحياة، ويعرف معنى الحرية، ويكافح من أجل عقيدته ودينه الاسلامي، ويبذل النفس والنفيس في سبيل إعزاز كلمة الحق، ونشر الاسلام والسلام في العالم حتى تحتل بلاده المكانة اللائقة بها اسلامية ، وضع الله فيها بيته الحرام، وهي قبلة للمسلمين في أنحاء المعمورة، وأرسل خاتم الأنبياء من أبنائها، وانتشرت منها الدعوة الاسلامية التي كانت ولا تزال دعوة كبرى,
وبينما كنت أحلق في سماء تخيلاتي سمعت صوتا يجلجل في الأفق ينادي لصلاة الفجر، فنهضت من فراشي وتوضأت ثم استقبلت القبلة وابتهلت إلى الله ان يوفقنا جميعا الى أن نحقق هذا الحلم الذي اعتقد انه امل كل مواطن صالح يحب لبلاده وأمته العزة والكرامة,ثم دعوته سبحانه ان يعينني على واجبي نحو وطني وأمتي وعقيدتي,
أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved