لقد كنت دوما أبا عبدالوهاب مثلنا الأعلى في الحكمة والصبر والوفاء، وقد ورث المرحوم أبو ياسر هذه الخصال منك فزانته وزادت محبته في النفوس، وقد عهدناك يا سيدي تنطق بالحكمة وتفعل بالعقل وتنصح بالصبر,, وكثيرا ما قلت لنا عندما نطرح عليك موضوعا ما الصبر جميل فكنت في ذلك اليوم وأنت تتقبل التعازي في الفقيد مثلا حيا لتمالك النفس,, ورباطة الجأش,, وحلاوة الصبر,, وعظيم الايمان,, كنت تهدىء النفوس ونفسك للهدوء أحوج,, وتخفف وطأة الحزن، وحزنك على الفقيد أبلغ, كنت انسانا عملاقا بكل ما تحمله الكلمة من معنى,, وعذرا أبا عبدالوهاب فالكلمات لا تسعفني وأنا لا أملك قيثارتك الشعرية,,إنما هي أحاسيس ومشاعر عبرت أفق نفسي ففاضت بهذه الكلمات:
لفقدك يا حبيب الكل سالت
دموع واكتوى بالهم صدر
ولف الحزن أحبابا تمنوا
لو أعطوا عمرك المفقود عمر
ففقدك نازلة بنا ألمت
فضاعت بسمة من فوق ثغر
فقدنا فيك شهم ذو شعور
سخي بالوفاء شبيه نهر
عزانا فيك أب صبور
له إيمان محتسبا لأجر
واخوان وأبناء عزاهم
دعاء الناس اسرار وجهر
دعاء من أحباء تمنوا
لك الغفران والجنات قبر
|