أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th March,2000العدد:10044الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

مصاعبُ في الزمنِ السهل ,,!
)1(
* تقومُ القيم في نفس الإنسان بالدور الذي يقوم به الربّان في السفينة، يجريها ويرسيها عن قصد مرسوم، وإلى هدف معلوم، ففهمُ الإنسان على حقيقته هو فهم القيم التي تمسك بزمامه وتوجهه,,
د, زكي نجيب محمود
* * *
يا نفس خوضي بحار العلم أو غوصي
فالناسُ ما بين معمومٍ ومخصوص
لا شيء في هذه الدنيا يحيط به
إلا إحاطة منقوصٍ بمنقوصِ
الخليفة المهديّ
* * *
*يجب ان نظلَّ قادرين على الاعتراف بأن الأمور هي بدون أمل، وأن نظل مصممين على الأقل أن نعمل لكي تسير الأمور بشكل مختلف
ف, سكوت فيتز جيرالد
* * *
)2(
** في زمان الوصلِ
لا معنى لفصلٍ
لم يشأه العاملون
أو لوصلٍ
في زمان الفصل
قد يحياه
فينا الحالمون ,,
* * *
)3(
** في الزمن )السهل( يصبح الجميع مُعجزين ,,!
* البطولة لا تحتاج إلى أبطال
* والإنجاز يتم دون عناء ,,
* والصوت هو مبتدأُ الفعل ,,
وخبرُ الفاعل ,,!
* * *
)4(
** الفضائيات مُدخلٌ تقنيٍّ أضاف، وأضاء، وغيّر، وأثّر,,
** لا جدل أننا اليوم غير الأمس ، وأن الجهر طغى على الهمس ، وما كان مستتراً ظهر، وعيباً ، أُلف، وغريباً عُرف,,!
* * *
)5(
** في الإنترنت أجدنا حكاية البريد الإلكتروني )للمبتدئين( حيث ننافسُ على تبادله وإعلانه ، وأساليب الهاكرز ، وتصميم الفرونت بيج( للمتقدمين ، والتسكع بين مواقعه للباقين ، ونظل فيه - كما في الفضائيات - متطفلين على الموائد الإنتاجية ، القادرة على الفعل والتأثير والتغيير ,,!
** سهل أن تكون مجرد رقم عابر في عالم المعادلات ,,!
* * *
)6(
** قالوا إن الشعر صعبٌ وطويل سلّمه ,,
** كان ,, ويا ما كان ,,، أما في هذا الوقت فقد أصبح الجميع شعراء ، وأصحاب دواوين ، ومُقدَّمين )بفتح الدال وتشديدها( في الأمسيات والندوات والمهرجانات,,!
** وتصورُوا أن الفن إبداع ورؤية وموقف ,
** ولكنه - في أيامنا - مجموعة خربشات في الرسم، وزعيق في الغناء ، وتهريج في التمثيل !
** وعرفُوا الثقافةَ معانيَ كبيرة، تحولت بفضل الطبّالين والراقصين الى تسلّق وفراغٍ وتنظير ,,!
** وغيرُها,, وغيرُهم حكاية نقرؤها في ممارسات يومية تحمل شكل الحقيقة وتتجاهل روحها,,!
** هذه المشكلة امتدت,, بشكل واضح,, إلى الحوار الثقافي الفضائي الذي تحوّلت بسببه البرامج الأثيرية إلى مقدِّمٍ وضيفٍ أو ضيوفٍ ، ونظّارة يتفرجون على نقاش غير ذي بالٍ، كثيراً ما ينتهي بصراخٍ واتهام ، أو بتبريرٍ ونفي ووعود ,!
* * *
)7(
** النماذجُ السابقةُ مجرد مؤشرات عربية قريبة يُحسّها مَن غاص في الأعماق ، أو اكتفى بالفرجة على الأسطح ، فكما تلك، تأتي الصِّحافة مثلا لتعلنَ المسافة بين النجاح والفشل ، دون أن يدل ذلك على ما هو مُعلنٌ أو ذائعٌ أو معروفٌ لدى الناس,,!
** الجامعة كذلك,, معبرٌ بين الشكل والمضمون ، فالمبنى الكبير، والدرجات العليا، وأعداد الطلاب ، والدعاية الإعلامية لا تعني بقدر ما تعني المحصلة البحثية والناتج المعملي والفكر الإنساني القادر على الخلق والتجريب,,!
** وهكذا مسائل التنمية في مختلف أبعادها البشرية والتقنية دون النظر إلى ما يشاع أو يذاعُ أو يعتادُ الجمهورُ عليه,,!!
* * *
)8(
** لم يلجأ المتنبى إلى السَّهل فظلَّ صعباً ، ولم يحاول الاكتفاء بالسطح فاستمر عميقاً يُدرسُ ولا يزال منطقةً ثرّةً لمن أراد ثراءً معرفياً يغذي داخله وخارجه ,,!
** لماذا نجح أبو الطيب وكان حقه أن يخفق لتناقض شعره مع كثير من القيم العالية التي يسعى الرأي النزيه لترسيخها,,؟!
** ربما يجيب بالإنابة ابنُ جنِّي الذي يذكر عن شاعرنا عدمَ اهتمامه بممدوحيه ممن وجّه إليهم قصائده، وكان يكفيهم - في نظره - بيتٌ أو بيتان من مجموع الأبيات التي توجّه فيها إلى القارئ الذي يُدرك المعنى ، وما وراءه، والحقيقة وما يخالفها,,!
** هنا يتجلّى الرمزُ الجميل الذي يقدّم - دون مباشرة - ما يحتاج إليه الذهن القادر على التحليل والفهم ، ولا يُهمه ما قد يوحي به ظاهرُه من عاديةٍ حيناً، وغموضٍ حيناً ، واختلافٍ عن السائد أحياناً,,!
** إن رأي المتنبي في شعره - كما رواه ابنُ جنّي - يبرز دلالةً مهمةً على قيمة الحضور في زمن الغياب ، والتميّز بين الجوقة والمرددين ,,!
** لهذا خلد شاعرُنا ، ولهذا سيخلدُ من لم يستأثر به المسارُ الهيّن، فاستهواه المركبُ الخشن ,,!
** مَن يَقدِرُ، ويُقَدِّرُ إلا مَن قَدرُه الإخلاص لوجهِ الجُهد والبذل والحق وقليل من هم,
* * *
)9/1(
** تأخذُ الحقيقةُ البعد التجريبيّ ، وإن استندت إلى الفكر التنظيري، فالظاهرُ ملموس أو محسوس في شكله أو معناه ، وهو مهم، ليبقى الأهم فيما وراء ذلك من مقومات ذهنية تصنعُ الشيءَ أو إدراك الشيء ,,!!
** كان كانت مؤمناً أن كل الموضوعات الموجودة في المكان ليست قائمة بذاتها وإنما هي تمثلات مشاهدة للعيان، وهو هنا يتحدث عن خاصيّة غائبة في العقل المستترِ خلف الأحكام المرئية ، فما أحسبُه رمزاً ستراه شخصاً وما أظنُّه جميلاً ستؤمن أنه أقل ، وما أدافعُ عن مشروعيته ستقف ضد وجوده,, وهكذا,,!!
)9/2(
** قد تبدو هذه الرؤيةُ فلسفية بعض الشيء,,، غير أنها تفسر كثيراً من الاختلافات البشرية ,, المتكئة على الأحكام المتغيّرة بين إنسان وآخر، مما يعطي مساحة لجدٍّ يُرى هزلاً ، وحقٍّ يُعتقد باطلاً ، وضوءٍ يستحيل إلى ظلام ، وهكذا,,
** وعلى رأي ميكافيلِّي فالناس معجبون بشؤون الحاضر، وحين يُحسُّون بالرفاهية الآن لا يبحثون عن سواها، وما دام المرء ناجحاً فإن الآخرين سيجدون الوسائل التي يسلكها وسائل نبل وشرف,,!
* * *
)10(
إذا تفكرتَ فكراً لا يُمازجُه
فسادُ عقلٍ صحيحٍ، هانَ ما صعبا
فاللب إن صحّ أعطى النفس فترتها
حتى تموت، وسمّى جدّها لعبا,,
والمرءُ يُعييه قودُ النفسِ مصبحةً
للخير، وهو يقود العسكر اللجبا
** من غيرُ أبي العلاء لمثل هذا التحليل النفسي الفريد الذي يغني عن أيِّ تفسير يحاول قراءةَ العبث الذي أضحى قدوةً وقوةً وألقاً ,,!!
** وإذن فليأذن رهينُ المحابس لهذه الأربعاويَّة أن تتوقف عنده فلا مزيد,,

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved