أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th March,2000العدد:10044الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

نور وهداية
عجائب في عقود النكاح
د,عبدالعزيز بن إبراهيم العسكر*
لا جدال في ان مجالس عقود الانكحة تعتبر مجالس عبادة وذكر لله تعالى وذلك لقيمة العمل الذي يتم فيها وهو عقد الزواج حيث ان الزواج عمل مسنون من افعال المرسلين ومن اخلاق الصالحين,
لذا فمن السنة في حالة العقد تلاوة آيات من القرآن الكريم وقراءة جملة من احاديث سيد المرسلين، مما فيه الامر والحث على الزواج وبيان بعض احكامه، ومن ذلك ايضا قراءة خطبة الحاجة التي كان يخطب بها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ومطلعها )إن الحمد لله نحمده ونستعينه,, الخ(,
ومن اهم الامور في العقد حصول الايجاب من ولي المرأة، والقبول من الزوج، وتسمية الصداق، ورضا المرأة، واثبات ما بينهما من شروط مباحة، والإشهار على العقد ان امكن ذلك,
وقد تعارف المسلمون على ان يقوم بالعقد شخص يفقه احكام العقد وشروطه واركانه وموانعه وان يكون ممن يحسن تلاوة الآيات الكريمة وقراءة الاحاديث الشريفة ويستحضر خطبة الحاجة,
ولما كثر في الناس الجهل بالاحكام، وزادت احتمالات الاختلاف والمغالطة وفشا الكذب وعدم الوفاء بالشروط استدعى الامر كتابة العقود وتحريرها واثباتها رسميا لدى المحاكم وتكليف اشخاص يؤذن لهم باجراء العقود بعد التحري والاجتهاد,, وعرف الناس بهذا مأذون عقود النكاح,
غير ان هناك احوالا تجري في بعض مجالس العقود ويظن بعض الناس ان لها اصلا شرعيا، أو أن لها تأثيرا إيجابيا أو سلبياً على سعادة الزوجين ودوام عشرتهما, ومن ذلك ما يلي:
أولا: الحرص على قصر حضور مجلس عقد النكاح على اطراف العقد فقط، دون اقرب الاقارب، حيث لا يدعى احد منهم لمناسبة العقد، أو اذا تمت دعوتهم وحضروا فهو للوليمة فقط، اما عند العقد فيطلب الاختصار مع المأذون والشهود دون غيرهم,
ولا اعرف لهذا التكتم والتضييق أصلا شرعيا، بل من السنة اشهار النكاح، والعقد بداية له,
ومن طريف ما وقفت عليه اشادة لطيفة لشيخ الاسلام احمد بن تيمية رحمه الله وردت في الفتاوى مجلد 32 ص 18، ذكر فيها استحباب عقد النكاح في المسجد ثم قال )وقد جاء في الآثار: من شهد إملاك مسلم فكأنما شهد فتحا في سبيل الله(,
وعلى هذا فان ما يحصل في بعض الاقطار الاسلامية، من عقد النكاح في المساجد قد يكون اقرب الى روح تلك الآثار التي ذكرها الشيخ,
بيد ان هناك بعض المخالفات الشرعية التي تصاحب ذلك ويلزم الحذر منها مثل اختلاط النساء مع الرجال وتبرج النساء وسفورهن لا سيما )العروس( التي ربما حضرت للمساجد سافرة وبكامل زينتها,
ثانيا: وضع الايدي متشابكة تحت منديل، بحيث يطلب المأذون من الزوج مصافحة ولي المرأة ويضع على يديهما منديلاً ويضع يده فوقهما ثم يقوم بالعقد,, وهذا فيما اعلم ليس له اصل شرعي، ولم ينقل عن السلف الصالح عمله، ولعله مما نقله الناس عن غير المسلمين,
ولاشك ان الايجاب يتحقق من الولي بقوله: زوّجتك فلانة ويتحقق القبول بقول الزوج: قبلت هذا الزواج، ولا أثر للمصافحة في ذلك ابداً,
واشنع من ذلك حضور المرأة سافرة حال العقد دون وليها، ومصافحتها للرجل، وقولها له: زوّجتك نفسي على مذهب فلان او فلان، فهذا خلاف ما امر به الشرع بل ان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال: )لا نكاح الا بولي وأيما امرأة أنكحت نفسها دون اذن وليها فنكاحها باطل باطل(,
وما دام الحديث حول تشابك الايدي فهناك تصرف آخر عجيب، وهو ان بعض الناس يأمر الحاضرين لمجلس العقد ألا يشبكوا اصابعهم في حال اجراء عقد النكاح، وهذا ايضا لا يعرف له اصل شرعي، ولا علاقة له في نجاح او فشل الزواج البتة، ولا صحة لما يظنه البعض ان الشيطان يحضر حال تشبيك الاصابع، والله اعلم,واذا كان لدى بعض القراء شيء ثابت في هذا فالامر يحتاج الى بيان وايضاح والله المستعان,
خطيب مسجد الإمام محمد بن سعود بالدرعية

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved