أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 29th March,2000العدد:10044الطبعةالاولـيالاربعاء 23 ,ذو الحجة 1420

مقـالات

حول التكنلوجيات الحديثة
د, خليل إبراهيم السعادات*
شهدت العشرون عاماً الأخيرة ثورة في تكنولوجيا المعلومات ساهمت في فتح آفاق جديدة للأفراد والمجتمعات وعناصر التكنولوجيات الحديثة التي تدعم الأغراض الاجتماعية والفردية هي تكنولوجيا الحاسبات الرقمية الشخصية وتكنولوجيا الاتصالات وتكنولوجيا الوسائط المتعددة، وتكنولوجيات الانترنت والطرق السريعة للمعلومات وتكامل واندماج تكنلوجيات المعلومات الحديثة,
ذكر أحد الباحثين في دراسة مقومات البنية المؤسسية لارساء قواعد التعليم عن بعد ان الحاسبات الرقمية الشخصية ظهرت في أواخر السبعينات ومع دخول منتصف الثمانينيات كانت قد غزت مكاتب العديد من الشركات والمؤسسات والهيئات والجامعات والمدارس والمنازل, ويتنوع استخدام الحاسبات الشخصية ليشمل الأغراض البحثية والتعليمية والأغراض الهندسية الصناعية والأغراض الطبية العلاجية والأغراض الترفيهية والألعاب الإلكترونية, وتوفر الحاسبات الرقمية الشخصية إمكانية حفظ واسترجاع وتحليل ومعالجة البيانات والمعلومات بصورها المختلفة من نصوص وأرقام صور ورسوم متحركة بالإضافة إلى الصوت والفيديو وغير ذلك, وقد شهدت العشر سنوات الأخيرة ارتفاعا ملحوظاً وتزايداً في قدرات هذه الفئة من الحاسبات الى الحد الذي أثر في سعة انتشار الحاسبات الرقمية من الفئات الأعلى والتي كانت هي الأكثر شيوعاً في الأوساط الحكومية والعلمية والبحثية وفي الشركات والبنوك والجامعات والهيئات في فترة السبعينات والثمانينات من ناحية أخرى,
وقد شهدت التسعينات تطورات متلاحقة في قدرة وكفاءة الحاسبات الرقمية الشخصية مع الانخفاض المستمر في أسعارها مما يسهم في اتساع انتشارها وجعلها في متناول الجميع، وتذكر الدراسة ان حجم تجارة الحاسبات الرقمية الشخصية وملحقاتها والبرمجيات والتطبيقات الخاصة بها أكثر من 70 بليون دولار أمريكي عام 1990 ويتضاعف حجم هذه التجارة بصورةمتزايدة ومستمرة, كما اتسعت دائرة مستخدمي الحاسبات الرقمية الشخصية لتشمل أغلب الشركات والهيئات والمدارس والجامعات والمصالح العامة والخاصة وأكثر من 20% من المنازل في الدول المتقدمة,
أما بالنسبة للوطن العربي فبالرغم من أن حجم انتشار استخدام الحاسبات الرقمية الشخصية ما زال محدوداً إلا أن عدد مستخدميها في زيادة مستمرة وبخاصة مع اتساع نطاق تعريب البرمجيات والتطبيقات الخاصة بهذه النوعية من الحاسبات وكذلك مع الانخفاض المستمر في أسعارها وارتفاع وتنوع قدراتها ومجالات تطبيقاتها, وقد اقترن تطور الحاسب الرقمي الشخصي بتطور مماثل له في امكانيات حفظ واسترجاع ومعالجة البيانات والمعلومات، حيث أصبح بالامكان التعامل بسهولة وبكفاءة مع النصوص والصور والرسوم المتحركة والرسوم متعددة الأبعاد والمقتطفات الصوتية والمرئية ويطلق على هذه الوسائط المتباينة المتكاملة اسم الوسائط المتعددة, وتتسع مجالات تطبيقات الوسائط المتعددة لتشمل التطبيقات التعليمية والتدريبية وبخاصة في مجال محاكاة النظم الهندسية والتطبيقات الطبية والعلاجية بالاضافة الى مجالات الدعاية والاعلان والترفيه,
ويعتبر اختراع أسلوب النص الفائق من العوامل التي يسرت التعامل مع الوسائط المتعددة حيث يمكن المستخدم من التحكم في المعلومات الممثلة بالوسائط المتعددة بصورة مبسطة ومجمعة كما يتيح له التجول في المستندات والملفات الالكترونية وقواعد البيانات ذات الوسائط المتعددة بحرية ويسر كاملين,
وشهدت التسعينات كذلك ظهور تكنولوجيا الحقيقة الاصطناعية التي تخاطب طب حاسة اللمس الى الوسائط المتعددة حيث يمكن للمستخدم من خلال وضع قبعة ونظارة خاصة على الرأس من ارتداء قفاز الكتروني التجول داخل فراغ تخيلي والتعامل مع صور ثلاثية الأبعاد وغيرها من الوسائط المتعددة ولهذه التكنولوجيا تطبيقات وتعدده في مجالات التدريب العملي ومجالات التعليم والتصميم الهندسي والترفيه, كما تهدف التجارب التي تجرى حاليا الى اضافة الروائح وذلك لمخاطبة حاسة الشم عند مستخدم الوسائط المتعددة ولهذه الخاصية تطبيقات في مجالات مختلفة مثل التدريب الطبي والعلاج عن بعد, وقد انتشرت في كثير من الدول العربية المراكز المتخصصة في استخدام وتطوير النظم ذات الوسائط المتعددة وكما أصبح تدريس هذه التكنولوجيا شائعا على مختلف المستويات التعليمية في الجامعات والمعاهد وبعض المدارس التي تدرس بها علوم الحاسب, وتتيح الوسائط المتعددة أنماط جديدة من التعليم والتدريب مبنية على المحاكاة المجسمة مما يجعل لها قدرة متميزة على نقل الأفكار والخبرات والمهارات الخاصة بحيث يتحول المدرس من ملقن الى موجه ويصبح الطالب هو قلب العملية التعليمية,
وبتوفر الحاسبات الرقمية الشخصية ذات قدرات التخزين والمعالجة والمجهزة لدعم استخدام الوسائط المتعددة يمكن التفاعل مع متطلبات التعليم العام والتعليم المتخصص والتعليم الذاتي مما يسمح للمتعلم باختيار موضوع المعلومة التي يبحث عنها ووسيلة التعلم المناسبة له في الوقت المناسب له وفي المكان الذي يريده,
وقد تطورت تكنولوجيا الاتصالات السلكية واللاسلكية بصورة عامة في النصف الثاني من هذا القرن ويرجع ذلك الى تطور هندسة الاتصالات والالكترونيات بصفة عامة والى اختراع الألياف الضوئية والأقمار الصناعية بصفة خاصة, فقد شهدت العشر سنوات الأخيرة انتشار وتطوير شبكات الاتصالات الأرضية الرقمية التي تعتمد على الألياف الضوئية حيث ان هذه التكنولوجيا توفر الاتصالات الرقمية بكفاءة عالية وبسرعة كبيرة مقارنة بغيرها من التكنولوجيات، كما بدات بعض الدول العربية في توسيع وتطوير شبكات الاتصالات الأرضية الخاصة بها مستخدمة الألياف الضوئية, وقد ظهر الكثير من المشروعات العالمية والاقليمية لتطوير ورفع كفاءة شبكات الألياف الضوئية مثل الشبكة التي تديرها شركة سبرنت الأمريكية والتي أدخلت خطة لرفع كفاءتها وادخال خدمة جديدة تمكن المستخدمين من تبادل البيانات الرقمية وفي نفس الوقت اجراء اتصال صوتي، وتم محاسبتهم على أساس حجم الاستخدام الواقعي للشبكة وليس على أساس سعة الربط, وقد تجاوز حجم الاستثمارات الحالية في هذه الشبكة أكثر من 2 بليون دولار أمريكي,
كما يشهد النصف الثاني من هذا القرن تطورا هائلا في الاستخدامات المدنية للأقمار الصناعية, وقد بدأ الاستخدام المدني والتجاري لهذه الأقمار على المدارات العالية في منتصف الستينات ويوجد أكثر من 180 قمرا صناعيا من هذا النوع تستخدم في أغراض مدنية عديدة مثل نقل الارسال التلفزيوني والاتصالات المباشرة بالمنازل وشبكات الاتصال الخاصة والمتخصصة فيمكن لثلاثة أقمار من هذا النوع تغطية الكرة الأرضية بالكامل ما عدا القطبين، اذا تم توزيعهما بصورة مناسبة في الفضاء الخارجي مع تزويدهم بطاقة كافية,
ومع نهاية هذا القرن بدأ التوسع في استخدام أقمار صناعية على المدارات القريبة من سطح الكرة الأرضية وعلى المدارات المتوسطة البعد عن سطح الأرض على ارتفاعات تتراوح بين 500 الى 1500 كيلو متر من سطح الأرض للنوع الأول ومن 5000 الى 12000 كيلو متر من سطح الأرض للنوع الثاني وتذكر الدراسة ان هذه الأنواع تتباين في قدراتها وتكاليف اطلاقها وتشغيلها وتكاليف مستلزمات استقبال ارسالها وكذلك في العدد اللازم اطلاقه منها لتغطية الكرة الأرضية بصورة كاملة كما تتعدد استخداماتها لتشمل الاتصالات الهاتفية وبخاصة الهاتف النقال الذي تجاوز عدد مستخدميه 120 مليون مستخدم عام 1995م وينتظر ان يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول عام 2001 في الوقت الذي يعيش فيه أكثر من 70% من سكان العالم في مناطق محرومة من الاتصالات الهاتفية الأرضية المناسبة, فكثافة الخطوط الهاتفية الأرضية لكل 100 نسمة في بعض الدول مثل الولايات المتحدة ودول أوروبا الغربية أعطي بثلاثين ضعفا من الكثافة في دول أخرى مثل الصين والهند وباكستان وكثير من الدول العربية, ولذلك تمثل تكنولوجيا الأقمار الصناعية فرصة فريدة للتغلب على مشاكل الاتصالات في الوطن العربي,
وعلى الله الاتكال,,
كلية التربية جامعة الملك سعود

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved