| مقـالات
بنبان ماء قديم، عرف في الجاهلية، وكان يحل بجانبه الزبرقان بن بدر، الصحابي الجليل، وصاحب القصة المشهورة مع الشاعر الحطيئة، وقد تحول الى بلدة صغيرة، وبالأمس القريب كانت هذه البلدة بمنأى عن مدينة الرياض، فالقادمون من المناطق الشمالية يبيتون فيها ليلا ليستأنفوا السير نهارا، حتى يصلوا الى مدينة الرياض مع حلول الظهر أو قبله، واليوم امتدت الرياض شمالا حتى وصلت الى بنبان، وقد تربعت مؤسسة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على الناحية الغربية من بلدة بنبان، فكونت مدينة متكاملة، تعج بالنشاط والحركة، ومهمة هذه المؤسسة نفع الناس فيما هم بحاجة اليه، من تقديم الخدمات الاجتماعية المختلفة، واهم هذه الخدمات علاج المرضى، والعناية بالمسنين، والمعاقين، وعلاج الأطفال، وبحث مرض الخرف, ان من يقف على مباني المؤسسة ليعلم علم اليقين ان هذه المباني الواسعة ستسهم ان شاء الله في علاج فئات من المجتمع، وسيكون لها الأثر الكبير في المجتمع السعودي، والعربي، والعالمي، ان اهتمامات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز كثيرة ومتنوعة، وهو يحفظه الله لا يغفل عن شيء ينفع المريض والمحتاج، على الرغم من كثرة مشاغله داخل المملكة وخارجها، فالتفاته الى انشاء هذه المؤسسة بأهدافها النبيلة دلالة على عمق حب الخير، وعموم النفع، جزاه الله عما قدم خير الجزاء، تجاه هذه الفئات التي هي بأمس الحاجة الى مثل هذه الرعاية، التي لا تستغرب من سموه، فهو منبع للخير والعطاء، ومن اهتمامات سموه نشر الثقافة، فالموسوعة العربية العالمية مشروع ثقافي جدير بالتقدير، لقد اهتم سموه بالموسوعة حتى اكتملت ورأت النور، وهي الآن ولله الحمد بين يدي القراء، ينهلون من معينها، وينتفعون بما احتوت عليه من علوم جمة، لقد صرف عليها سموه بسخاء، كعادته في جميع الأمور النافعة، من ثقافية، وصحية، وتعليمية,
ان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نجله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز ليكون أمينا عاما لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية, اختيار موفق، فصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز رجل ادارة، فقد عرف بالنشاط، والعمل الدؤوب، ومساعدة المحتاجين، وقد عرفت ذلك عنه عن قرب، أثناء عملي معه مستشارا غير متفرغ في وزارة التخطيط، فعمله في المؤسسة امتداد لعمله في الوزارة، أعانه الله على هذه المهمة الانسانية، فقد حمله والده عبء عمل انساني يمتد ويتشعب، فنهاياته غير مرئية، فهو كالماء الجاري، الذي ينفع الناس، ويمكث في الأرض، ولكن اذا علمنا بنشاط الأمين العام، وحبه للخير، وصبره على العمل، استبشرنا خيرا بالمردود الخير الذي سيعود على المتطلعين الى أعمال هذه المؤسسة بلهفة وأمل, ان تضاعف اعداد سكان المملكة العربية السعودية سيحمل المؤسسات الحكومية ما لا تطيق، وقد ظهر ذلك في القبول في الجامعات، وفي توظيف الشباب، وفي البحث عن العلاج في المستشفيات، وفي مجالات أخرى، فاذا قامت المؤسسات الخيرية بتحمل جزء من العبء العلاجي، والتعليمي، بجانب الأعمال الانسانية الأخرى خف العبء الثقيل الذي تتحمله المؤسسات الحكومية ان عددا غير قليل من رجال الاعمال السعوديين لديهم القدرة على انشاء المؤسسات الانسانية المماثلة لمؤسسة الأمير سلطان الخيرية، ولكنهم يتقاعسون عن أعمال البر، ونفع الناس، مع ان هذا المجتمع بحاجة الى المؤسسات المساندة للمؤسسات الحكومية، وقد نمت ثروة رجال الأعمال السعوديين في هذا البلد، فهم مدينون له في جمع ثرواتهم, ان عددا قليلا من أصحاب الثراء والمال يتجه الى الوقف اذا أحس بدنو أجله، وذلك عمل خير وبر، ويشكر عليه صاحبه، ولكننا نريد من أصحاب الأموال ألا ينتظروا تلك الساعة، التي يحس فيها الانسان بأن المال سينتقل من يده الى يد غيره، فيوصي بجزء قليل من ماله ينحصر في مشروع ضيق، انني أريد من أولئك ان يقتدوا بصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز في طرق أبواب الخير، ما داموا في كامل صحتهم ونشاطهم، فالله قد انعم عليهم بالمال، والوطن له دين في أعناقهم، فاذا أقاموا المستشفيات، أو دور التعليم، أو دور رعاية الأيتام والمسنين، فقد وفوا بحق الوطن وأبنائه, أعود مرة أخرى الى اسداء الشكر والتقدير للرائد في أعمال البر، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود,
|
|
|
|
|