| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة
انخفضت مؤخراً وبشكل سريع مؤشرات الأسهم في سوق ·الماشية وذلك بسبب انتهاء السبب الذي ارتفعت لأجله وهو مناسبة عيد الأضحى المبارك، ويأتي اختياري لكلمة مؤشر لأننا في الحقيقة وفي كل مرة نزور فيها هذا السوق فإننا لا نلبث أن نجده أشبه ما يكون بسوق البورصة، الذي يتأثر بمعايير وظروف مختلفة، لكن مع فارق بسيط هو أن هذا السوق وأعني به سوق الأغنام لا يستخدم المضاربات المالية بالأسهم والسندات وانما تتحكم به ظروف العرض والطلب ومعروضاته جميعاً من بهيمة الأنعام، وخلال تلك الأيام الماضية التي كانت تسبق دخول العيد بأيام كان سعر الأغنام منخفضاً نسبياً بسبب غلاء الشعير بحيث أنك تحصل على الخروف السمين بأقل من 350 ريالا بينما ارتفع هذا السعر إلى اضعافه بثلاث مرات إلى أن وصل السعر الى 900 ريال، وهو أمر يصور لنا مدى ما وصل إليه هذا السوق من تحكم في الأسعار لا تحكمه ظروف وأنظمة معينة بل ان الباعة فيه يرفعون ويخفضون الأسعار حسب أحوال السوق والمواسم كالأعياد ، وفي شهر رمضان وخلال العطلة الصيفية حيث تكثر الأعراس، وعندما تدخل إلى سوق الأغنام في الزحام حيث يبدأ وقت ما يسمى عند العامة والشريطية ·الحراج فإنك حقاً تشاهد العجب العجاب وفي عز النهار وكأنك في أحدى حلقات المسلسل المحلي ·طاش ما طاش فهذا أحد العمالة التي تبيع وتشتري من الحراج لحسابها الخاص تستراً تحت اسم الكفيل ثم تضعها في حوش قريب لتبيعها بضعف ثمنها للزبائن إلى نهاية الشهر، وهذا شخص من فئة الشريطية المتخصصين بالأغنام يقوم بمهمة شراء الأغنام بأقل ثمن وبيعها في نفس المكان والزمان بأعلى ما يمكنه من سعر، وتلك مشاجرة حدثت للتو بين شخصين كل منهم يحاول شد الزبون من ثوبه لكسب المشتري لصالحه وحتى لا يذهب للبائع الآخر، وهذه سيارات مطاعم ومطابخ كبيرة تقودها عمالة أجنبية تشتري بالاتفاق مع ضعاف النفوس من أبناء جلدتها الأغنام المسنة والمريضة وبأقل الأسعار لطبخها للمستهلك الذي يتناولها بطمأنينة بالهناء والشفاء، وهكذا تجد أنك وفي كل مرة تدخل فيها إلى حدود هذه السوق انك في ساحة مفتوحة يختلط فيها البشر بالحيوانات حيث لا يوجد فيه أي ممثل للشرطة أو البلدية فالسوق قائم بذاته وكأنه منطقة تجارة حرة لأنه لا يحكمه التنظيم والتسعيرة وأي شيء من هذا القبيل، وانما تدور فيه بعض الأحيان سلوكيات الغش ورفع الأسعار لأنه ليس ببقالة أو محل تموين خاضع للشروط الصحية والتنظيمية المعينة والمحددة والتي منها على أقل تقدير اختيار ·شيخ للسوق على غرار شيخ الصاغة وشيخ الحرفيين والعمد في الأحياء بحيث تكون مهمته الأصلية حصر الباعة النظاميين وأصحاب الأحواش وتنظيم البيع والشراء والالتزام بتسعيرة في حدود المعقول وذلك لمنع المشاكل ولاسترداد حقوق الناس التي قد تضيع نتيجة لعدم معرفتهم بالمعروض ونوعيته وأسعاره.
محمد بن راكد العنزي محافظ طريف
|
|
|
|
|