| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الضعف القرائي لدى الطلاب ظاهرة متفشية,, ففي أي مرحلة من مراحل التعليم العام تجد أن تلك المشكلة هي التي تقلق المعلمين، ويتفاوت الطلاب فيما بينهم في مستوى القراءة، ولكن الملفت للنظر انك تجد أن بعضاً من الطلاب قد تقدموا في المستوى التعليمي ووصلوا إلى المراحل الثانوية ومع ذلك مستواهم القرائي متدن واعتقد ان هذا الضعف يرجع لأسباب نفسية أو تعليمية أو عقلية لعلي أن أطرقها بما يلي:
1 عيوب بصرية: وتلك مشكلة يتولى اكتشافها لدى الطلاب المرشد الطلابي ومعلم الصف، فالطلاب ضعيفو البصر قد يعانون من مشكلتهم ويؤثر ذلك على مستواهم التحصيلي والقرائي ولكنهم لا يفصحون بذلك أمام معلميهم رهبة أو حياء أو عدم مبالاة، فتستمر تلك المشكلة لدى الطالب إلى أن يبلغ من الدراسة مبلغاً ويقيض الله له من يكتشفها أو يخبر بها ولي أمره وفي تلك الحالة يجب على المعلم أن يعامل تلك الفئة من الطلاب معاملة خاصة فيقدمهم على زملائهم في الصف ويقربهم من السبورة ويكونون تحت الملاحظة من قبل المعلم، فضعف البصر يورث لدى الطالب الملل والسأم أثناء القراءة وخاصة عند كثرة وقوعه بالأخطاء وترداد تصويب الأخطاء من معلمه فقد يدفع الطالب الى التوقف اثناء القراءة ثم الهروب منها وبالتالي الامتناع التام عنها.
2 عيوب سمعية: من المعلوم ان القراءة أو التعلم تعتمد في بداياتها على المحاكاة والتقليد، ويكون ذلك عند استماع الطالب الى شرح معلمه وكيفية نطقه للحروف، فإذا كان الطالب يعاني من قصور سمعي فإنه سيؤثر على مستواه التحصيلي.
والمعلم كما أنه مطالب باكتشاف الطلاب ضعيفي البصر، فإنه في الوقت نفسه مطالب باكتشاف الطلاب ضعيفي السمع والطلاب الذين تبدو عليهم علامات القصور في أي عضو من أعضائه التي تخدم العملية التعليمية، فعند اكتشاف المعلم لمشكلة ضعف السمع لدى أي من تلاميذه فإن الواجب عليه أن يقوم بواجبه مع الاستعانة بالمرشد الطلابي الذي يجب أن يقوم بدوره الذي يراه تجاه ذلك الطالب بحكم تجربته وخبرته وتعامله مع تلك النوعيات من الطلاب فيطالب المعلم الطالب الذي يقرأ برفع الصوت كي يسمع زميله، والمعلم نفسه يجب أن يكون صيتاً عند القراءة كي يسمع جميع الطلاب وخاصة من لديهم قصور سمعي.
3 عيوب النطق والكلام: قد يكون لدى أحد الطلاب بعض من المشكلات النطقية والكلامية كإبدال الراء ياء، أو السين ثاء أو الثأثأة أو الفأفأة، وفي تلك الحالة قد يخجل الطالب من القراءة على مسمع من زملائه خشية الإعابة عليه أو الضحك أو السخرية منه أو التهكم به، وهنا يبرز دور المعلم وتتجلى خبرته تجاه ذلك الطالب كي يرفع من مستوى تلميذه كي يكون سوياً بين زملائه، ويحاول أن يشجعه على القراءة كي يتخطى تلك المشكلة ويكون جريئاً أثناء القراءة مهما استمرت لديه تلك العقدة.
4 ضعف القدرة والادراك العقلي: فيتفاوت الطلاب من حيث مستواهم الادراكي والذكائي فمنهم النوابغ ومنهم المتوسطون ومنهم المتأخر، وكلهم أمانة في عنق المعلم بشكل خاص، والمدرسة بشكل عام، والمعلم الناجح هو الذي يستطيع أن يدير الفصل مع مراعاة تلك الفروق الفردية بين طلابه ويحاول أن ينهي الحصة باعطاء جميع الطلاب ما يحتاجون من القراءة وتصويب أخطائهم لهم، فيضع برامج للمتأخرين عقلياً ويدربهم على القراءة والتمييز بين الحروف ومتى يقف ومتى يقرأ، ويحاول أن يمزج بين القراءة والصور التي تعبر عن الحرف وتدل عليه ويكون ذلك باستخدام الوسائل التعليمية التي تزخر بها المكتبات، وبذلك نستطيع أن نوجد لدينا جيلاً يقرأ ينشأ على حب القراءة واتقانها والله ولي التوفيق.
عبدالله بن خليفة السويكت ثانوية الأندلس بحي السلام
|
|
|
|
|