| عزيزتـي الجزيرة
إن لأسبوع المرور الخليجي أهمية قصوى لرفع مستوى الوعي المروري لقائدي السيارات ومرتادي الطريق، ولابد أن تشارك فيه طبقات المجتمع لإنجاح هذا الأسبوع وخصوصا الجهات التربوية لأنه يكشف لأبناء الخليج صورة واضحة عن مخاطر الطريق.
لقد حرص المسؤولون في بلاد الخليج وهذه البلاد حفظهم الله على سلامة أبناء المجتمع من مفاجآت الطريق ولاسيما أن بلادنا ولله الحمد واكبت الحضارة ودخلت إليها من أوسع الأبواب في مجال الطرق السريعة، فالمملكة ترتبط بشبكة من الطرق السريعة التي تخترق الصحارى لتربط بين المناطق لتقليل المسافات والحد من الزحام ومن كثرة الحوادث.
ولوزارة الداخلية وخصوصا الأمن العام جهود مشكورة في الحد من كثرة الحوادث سواء بوضع الارشادات أو وضع الجزاءات إلى غير ذلك، ولكن بعض المتهورين هداهم الله الذين لا يقدرون للنعمة حقها يستخدمون هذه الطرق الحديثة من أجل إزهاق أرواح الأبرياء، أما بالسرعة الزائدة أو التهور الممقوت, والمتأمل في انتشار الحوادث في بلادنا انتشار النار في الهشيم، حيث باتت كل أسرة في مجتمعنا تعاني ألماً وحسرة، أما بفقدان أب حنون أو أم رحيم، أو أطفال أبرياء لا يعرفون عن القيادة شيئاً فقدتهم أمهاتهم.
في كل يوم نفقد أخا عزيزا أو جارا محبا، بل في كل ساعة يموت إنسان على هذه الطرق، عوائل وأسر بأكملها تنتهي على هذه الطرق، فالمشكلة لم تعد فردية، بل أصبحت هاجسا اجتماعيا وفي مملكتنا تقدر الوفيات بقتيل في كل ساعة بينما يصل معدل الإصابة إلى 4 مصابين في الساعة، إذاً هناك نهر من الدماء يجري على الطرق لابد من إيقافه، وخسرت المملكة عام 1998م 25728 شخصا بينما بلغ عدد الجرحى 252367.
وبلغ عدد الوفيات العام الماضي 4000 شخص, وفي مدينة الرياض كشفت إحدى الدراسات المتعلقة بالسلامة المرورية أن الوفيات الناتجة من الحوادث المرورية تكون غالبا ممن هم أقل من سن الأربعين والأطفال تحت سن 12 سنة وأن الحوادث في المملكة والخليج العربي الفاتك الثاني بعد الأمراض.
وفي دول مجلس التعاون الخليجي بلغ معدل الوفيات السنوي 5505 من الأفراد، أي أن هناك 16 حالة وفاة يومياً، وتبين أن حوادث السيارات تقتل سنويا في جميع دول العالم ما يفوق 3000 ألف إنسان وتصيب ما بين 1015 مليون إنسان، أي بمعدل حالة وفاة كل 50 ثانية، واصابة كل ثانية واحدة, وتتصدر قارة أوروبا عدد القتلى سنويا.
وبلادنا ولله الحمد من أقل الدول في هذا الجانب ولكن نريد أن نصل إلى المثالية في قيادة السيارة وقلة الحوادث وهذا لا يتأتى إلا بتعاون المواطن مع رجل الأمن لأن رجل الأمن والمواطن ركنان للمجتمع لا يمكن أن يقوم المجتمع بدونهما.
ورجل الأمن لا يستطيع أن يؤدي رسالته على أكمل وجه إلا بتعاون المواطن معه حتى يتحقق الأمل المرجو.
ولابد أن يدرك السائق ويكون لديه قناعة عن حجم المسؤولية وثقافة ووعي يجعله على معرفة بمخاطر الطريق فالسيارة قد تكون وسيلة نقل إلى القبور، لأن في كل ثانية يحدث حادث.
إن انتشار الحوادث مشكلة ليست سهلة وليست بالمشكلة التي قد يحلها قلم أو ورقة أو مقال في صحيفة، بل هي أكبر من ذلك وحلها يأتي بتضافر الجهود المتتابعة والتعاون المستمر بين أبناء المجتمع كل حسب قدرته فيما يخصه.
فهد بن مطني القمعان كلية المعلمين - حائل
|
|
|
|
|