| الاولــى
*
* واشنطن عمان الوكالات:
وصل الى اسرائيل أمس دنيس روس المنسق الأمريكي لعملية السلام لاطلاع رئيس وزراء اسرائيل ايهود باراك على نتائج قمة كلينتون والأسد التي لم تسفر عن اعلان استئناف المفاوضات.
وقال راديو اسرائيل أمس ان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون اجرى اتصالا هاتفيا مع باراك أمس الأول استمر نصف ساعة اطلعه خلاله على نتائج القمة في ثالث اتصال بينهما يوم أمس الأول.
وفي أول رد فعل إسرائيلي حول القمة الأمريكية السورية أبدى حزب المفدال الديني الاسرائيلي عن ارتياحه لفشل القمة لأنها كانت على حد قوله كانت سترتب انسحابا اسرائيليا من الجولان وتخليا عن المستوطنات.
ومن جانبه قال زعيم شاس الديني ايلي يشاني انه يأسف لفشل القمة,, داعيا باراك الى استمرار الحفاظ على اسرائيل.
وصرح نواف مصالحة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي أنه لا يمكن لأي استئناف ان ينجح في اسرائيل اذا تجاهل أي اتفاق مع سوريا مصادر المياه وبخاصة منطقة طبريا.
وأفاد رسميون أمريكيون ان المبعوث الأمريكي روس سيحمل معه رسالة من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك خلال زيارته الى اسرائيل التي تشكل جزءا من مساعٍ دبلوماسية جادة يعتزم كلينتون الاضطلاع بها خلال الأيام القليلة المقبلة لتقريب وجهات النظر بين سوريا واسرائيل.
وكان روس قد شارك في محادثات القمة الأمريكية السورية اضافة الى وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت.
ويؤكد الرسميون الأمريكيون ان فشل محادثات القمة الأمريكية السورية سوف لن تثني من عزم وتصميم الرئيس الأمريكي كلينتون على مواصلة السعي الحثيث لدفع مسيرة السلام السورية الاسرائيلية الى الامام بشتى الطرق والوسائل.
ويفيد الرسميون الأمريكيون ايضا ان الرئيس الأمريكي لم يكن يتوقع نتائج حاسمة من محادثاته مع الرئيس السوري حافظ الأسد وان المحادثات لم تستهدف دفن الخلافات السياسية الجدية بين سوريا واسرائيل قدر ما كانت تستهدف بحث وتقييم فرص وامكانات استئناف محادثات السلام السورية الاسرائيلية في واشنطن في وقت قريب.
واجمع الرسميون الأمريكيون ان فشل محادثات القمة الأمريكية السورية يعود بالدرجة الثانية الى رفض اسرائيل طلب سوريا الداعي الى وجوب ربط انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان بنجاح مفاوضات السلام على المسارين السوري واللبناني.
ويسود الاعتقاد بين الأوساط الدبلوماسية هنا ان زيارة المبعوث الأمريكي روس الى اسرائيل تتعدى اطلاع رئيس وزراء اسرائيل على تفاصيل ونتائج القمة الأمريكية السورية وانها تستهدف الوقوف على موقف القيادة الاسرائيلية حيال افكار أمريكية جديدة تمخضت عن محادثات القمة بين كلينتون والأسد.
وتتوقع الأوساط السياسية هنا ان ينشغل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون في بحث مستقبل مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية خلال محادثاته المكثفة مع ضيفه الزائر الرئيس المصري حسني مبارك وخلال مشاورات هاتفية يجريها مع قيادات عربية معروفة باهتمامها المركز بعملية السلام الشرق أوسطية بما فيهم العاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والعاهل السعودي الملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قبل ان يعلن عن أية خطوات أو مبادرات سياسية يعتزم تبنيها لدفع مسيرة السلام بين سوريا واسرائيل.
وكان المراقبون هنا قد وصفوا محادثات القمة الأمريكية السورية قبل انعقادها بأنها اخر فرصة للرئيس الأمريكي بيل كلينتون لوضع قواعد رصينة لاتفاق سلام سوري اسرائيلي خلال ما تبقى من ولايته الرئاسية كما أنها اخر فرصة لحمل اسرائيل على التخلي عن اصرارها على الانسحاب من جنوب لبنان بغض النظر عن التوصل الى اتفاق سلام مع سوريا وتوريط لبنان في دائرة عنف جديدة نتيجة لذلك.
هذا وعلى الصعيد السوري قال وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في تصريحات نشرت أمس الاثنين ان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون لم يعرض مقترحات اسرائيلية جديدة خلال قمة جنيف.
لكن الشرع قال في مقابلة مع صحيفة السفير اللبنانية ان مساعي استئناف المحادثات السورية الاسرائيلية ستستمر, واضاف ان الرئيس السوري حافظ الأسد أكد لكلينتون خلال القمة انه لن يتنازل أبدا عن مطلب استرداد مرتفعات الجولان كاملة.
وقال الشرع في المقابلة ·لا يمكن القول ان القمة فشلت أو نجحت, ان قمة جنيف هي جزء من جهود أمريكية ستتواصل بهدف تحقيق السلام العادل, واذا ما تبين حتى الآن ان هذه الجهود لم تحقق النتائج المرجوة فذلك لأن الحكومة الاسرائيلية تمارس في عملية السلام منطق القوة وليس قوة المنطق .
|
|
|
|
|