|
| مقـالات
أحياناً تكون في حياتنا بعض المتداخلات التي تحيرنا فتجعلنا نحتار حقيقة بين السبب والأثر فقد لانستطيع أن نجزم هل هذا الأمر ناتج عن هذا السبب ام لا فهناك من يقول ان الفرد اذا عاش حياة مرفهة نفسياً وخالية من المشكلات والاضطرابات فسيكون في النهاية شخصا مبدعا في اي مجال يميل اليه لأنه سيكون طبعاً بعيد كل البعد عن العقد النفسية وفي المقابل فإن هناك من يقول بأن العقد النفسية الناتجة عن التوتر البيتي هي التي تصنع الفرد المبدع وبين هذا وذاك فإننا نحتار ان نؤمن بأي الاتجاهين ولكن اظننا اقرب بأن نرجح الرأي الأخير فالواقع ان المعاناة كما يسميها الشعراء هي التي توجد المبدع وتطور انتاجه في المجال الذي يبدع فيه وذلك لأن الفرد كلما احتك بموقف يعاني منه استطاع ان يخرج للناس وللمجتمع بخطوة جيدة ناتجة عن تفاعل مشاعره مع ظروف البيئة الاجتماعية المحيطة وبالتالي يكون هنا قد ابدع ولكن لو سلطنا الضوء قليلاً على الفروق مابين الجنسين لوجدنا أن المرأة لها فعالية الابداع في مواقف المعاناة ربما قد يكون ذلك ينصب اكثر من الرجل والسبب واضح طبعاً ويعود بلاجدل لعاطفة المرأة ·وقوة تفاعلها مع الموقف وهذا طبعاً ماهو معروف عن النساء بأنهن اكثر تأثراً بالمواقف التي يعشنها وبالتالي قد يكنّ اكثر ابداعاً من الرجال فيما يخص هذا الجانب الا ان لكل قاعدة شواذ بمعنى ان هناك من الرجال ماقد يكون على درجة اعلى من درجة عاطفة المرأة وبهذا قد يكون اكثر ابداعاً من امراة اقل مشاعر وتفاعلاً إلا ان الحديث دائماً كماهو معروف يدور حول الاغلبية وطبعاً فإن هذا الرأي لايشير الى ان الرجل اقل ابداعاً من المرأة ولكنه يشير الى ان الرجل يستطيع ان يصنع ابداعه بنفسه دون ان ينتظر ان يمر بمواقف تهزه او تحركه الا اذا كان هذا الموقف عظيماً بينما المرأة يأتي لها الابداع ليصنعها من خلال المواقف التي تمر بها وتتأثر بأحداثها وبالتالي فالابداع في مرة يكون سببا وفي مرة نتيجة,, هذا جانب.
ومن جانب آخر فإن هناك نقطة نسمعها دائماً وهي تخص موضوع الابداع ايضاً خاصة فيما يتعلق بالصحافة والكتابة الشعر او ما شابه ذلك وهي عندما تسأل بعض الشعراء عن سبب توقفهم عن كتابة الشعر مثلاً فيرد عليك ليقول بأنه ليست لديه الأوقات الكافية للمزيد من الكتابة!!
اعتقد هنا ان هذا أمر ملفت جداً لأنه امر غير منطقي وغير معقول اطلاقاً فهل ضيق الوقت يجمد الابداع!! لا اظن ذلك فنحن نعرف ان كلمة ابداع تعني ان تتفجر براكين من ذات الفرد في مجال ابداعه لتفرض نفسها على وقته دون ان يختار هو متى تخرج ومتى تحتجز !! ولكن ذلك الفرد الذي يحتاج الوقت للابداع هو فرد يحاول اختلاق الابداع وايجاده او لنقل بمعنى اوضح ·تصنع الابداع على غير طبيعته لذلك هو يحتاج الزمن ليفكر كيف يمثل ما يريد ان (يبدعه) على الورق دون ان تكون لديه الموهبة التي تجعله يسترسل في ابداعه رغم ضيق وقته وكثرة اعماله أما المرض فهو الشيء الوحيد الذي قد يعيق الابداع هذا ان لم يكن لدى البعض نوع من المعاناة التي تدفع لأن يتحدث الفرد عن نفسه بصورة اكثر عمقاً واكثر تأثيراً في الآخرين!!
لهذا أقول ان كنا نفكر كثيراً في ان نكون اناسا مبدعين فإننا بذلك نحاول تزييف واقع نحن ندركه وهو اننا غير مبدعين ولكننا نحاول تصنع هذا الابداع اما اذا كنا نخرج مانحسه دون تفكير او تكلف فإننا بذلك نكون قد وصلنا إلى الابداع الذي يطرق قلوب الآخرين دون حدود,.
والله ولي التوفيق
|
|
|
|
|
