الأستاذ محمود شلبي كاتب اسلامي ومثقف وأديب، لا يعرفه الكثير منا! وهو من الأعلام المغمورين,, وقد دأب على كتابة المؤلفات في حياة المتقين والصالحين من الرسل والانبياء والخلفاء والصحابة والقادة,, قادة الاسلام الفاتحين وأعلامه المبرزين في تاريخ الحضارة العربية الاسلامية وتاريخ الفكر العربي والأدب والتراث الاسلامي.
لقد نشر تراجمهم في عشرات الكتب وآحادها الجمة المتينة مادة وفكراً وأدباً, مبتدئا بأبي البشر آدم عليه السلام الى المجاهد الصالح المسلم عمر المختار, متناولا رسل الله وانبياءه مثل نوح ويحيى وابراهيم عليهم السلام والخلفاء مثل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -وعمر بن عبدالعزيز - رحمه اله -، وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أفرد له المؤلف الفاضل كتاباً مستقلاً كاملاً بعنوان (حياة رسول الله).
وتراجم الصحابة مثل الصحابي الجليل سعد بن معاذ وأبي عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنهم أجمعين.
كما صنف وألف الكاتب الشلبي عن حياة الصالحات مثل مريم عليها السلام وخديجة وعائشة من أمهات المؤمنين.
وبشيء من الايضاح أود أن اقول ان عناوين هذه الكتب الجليلة عن أولئك الصالحين وتلكم الصالحات، واحدة هي (حياة فلان) فهناك (حياة آدم) و(حياة نوح) و(حياة ابي بكر الصديق) و(حياة خديجة) و(حياة مريم) وهلم جراً وذكراً.
أي أن الاستاذ محمود شلبي، عمل في مصنفاته على الغوص في حياة المتقين من الرسل والصحابة والقادة، وحياة الصالحات والتقيات, فيتناول لقارئه الدرر الثمينة والكنوز القيمة من خصال حميدة وصفات رزينة ومزايا طيبة وأخلاق عظيمة، ويقوم في نفس المكان والمكانة بتحليها ايمانيا وعقيديا، وأدبيا وفكريا، بأسلوب المثقف الأديب، وطريقة المفكر الأديب, فيكتب الاهداء على سبيل المثال بالقول: (اللهم,, منك,, وإليك) كما في كتابه (حياة يحيى) أو أن يقدم الإهداء بنص آية قرآنية مثل قوله تعالى: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) في كتابه (حياة آدم) ثم يكتب مقدمة لكل ترجمة في اول كل كتاب مبرزاً مزية المترجم له كقوله عن نبي الله يحيى بن زكريا عليهما السلام: (وبعد,, هذا كتاب,, ان شاء الله,, فريد,, عن نبي فريد,, عن موجة فريدة,, أشير اليها في قوله سبحانه: (لم نجعل له من قبل سميا؟!,, الخ) ثم يقص الآيات القرآنية المناسبة مثل قوله تعالى: كهيعص,, إذ نادى ربه نداء خفيا,, يا زكريا إنا نبشرك,, وآتيناه الحكم صبباً,, اسمه يحيى,, لم نجعل له من قبل سميا,).
فيه تحليل جميل كما يقول الناشر لشخصية يحيى عليه السلام, وهكذا دواليك وجوزي المؤلف خيراً بإذن الله.
|