| الطبية
على الرغم من النصائح التي تطلق بين الحين والآخر من مراكز ومنظمات طبية مختلفة في جميع بلدان العالم التي تحذر من استخدام الدواء أثناء فترة الحمل لما له من أضرار قد تسبب اعاقات وتشوهات لا حصر لها للجنين، أقول على الرغم من هذه الأضرار إلا أن المرأة الحامل قد تحتاج للعلاج الدوائي لذلك يجب التوخي والحذر وعدم استخدام أي دواء إلا عند الحاجة القصوى وباشراف طبي.
الكثير من الأدوية تستطيع عبور المشيمة ·بنسب متفاوتة الى الجنين عن طريق دم الأم لذلك فإن احتمالية تشوه الجنين واردة وخصوصا اذا أخذ الدواء في الأشهر الأولى من الحمل أيضا هناك عوامل طبيعية وجينية قد تساعد الأدوية في تأثيرها على الجنين، وقت تناول الدواء اثناء الحمل أهم عامل يمكن من خلاله التعرف على الأضرار المحتملة على الجنين:
* ما قبل تكون الجنين البدائي ·اليوم الأول ْ اليوم الرابع عشر من الحمل : في هذه المرحلة تنتقل البويضة المخصبة الى الرحم وتبدأ بالانقسام: تناول الدواء في هذه المرحلة يكون ضرره إما كلياً أو لا شيء.
أما ان تتشوه هذه الخلايا المنقسمة من البويضة المخصبة ويؤدي الى موت هذا الحمل أو لا يحدث شيء لمقدرة هذه الخلايا على التعويض والنمو الطبيعي.
* مرحلة تكون الجنين البدائي ·3ْ8 أسابيع : تعتبر هذه المرحلة من أخطر فترات الحمل التي تتأثر بتناول الأدوية لأن الأعضاء الرئيسية والأنسجة المختلفة تتكون في هذه المرحلة وملامح الجسم الرئيسية تتضح المعالم في نهايته, لذلك هناك بعض الأدوية عند تناولها في هذه المرحلة تؤدي الى تشوهات ونقص في الأعضاء، فمثلا تناول مشتقات فيتامين أ لعلاج حب الشباب في هذه المرحلة قد يؤدي الى الاعاقة العقلية.
* مرحلة تكون الجنين ·من الأسبوع التاسع الى الولادة : في هذه المرحلة بعض الأعضاء تستمر في التكون، والنمو الرئيسي خلال هذه الفترة هو نمو الأعضاء وظهور الوظائف الفسيولوجية, الأدوية التي تؤخذ خلال هذه المرحلة عادة ما تعترض النمو العام وتتداخل وتعيق ظهور وظائف أجهزة وأعضاء معينة ومثال ذلك استخدام أدوية مخفضة للضغط.
كما أسلفت في بداية حديثي ان معظم الأدوية لها المقدرة على عبور المشيمة الى الجنين وقد لا يؤدي هذا الى تشوهات من جراء تركيبته الكيميائية ولكن قد يؤثر على الجنين بسبب آلية عمله الدوائي مثل: وارقيرين ممكن ان يؤدي الى نزيف داخل الجنين وميسوبروستول الذي يحفز انقباضات الرحم مما يؤدي الى الاسقاط.
هذا ما نستطيع تلخيصه عن الأدوية ومشاكلها اثناء فترة الحمل، لذلك يجب على المرأة الحامل ان تبتعد عن تناول الأدوية وعند الضرورة يجب ان تكون تحت اشراف طبي لتفادي الأدوية الخطرة والاستعاضة بأخرى أقل خطورة وضرراً على الجنين ويجب أن تكون هي والزوج أصحاب القرار النهائي في استخدام الدواء أو رفضه.
أيضا هناك أمر آخر لا يقل خطورة عن تناول الأدوية ألا وهو الأعشاب الطبيعية يجب على المرأة الحامل الابتعاد عن هذه الأعشاب.
د, فهد العيدان صيدلي أكلينيكي
|
|
|
|
|