| الطبية
يعتبر مرض الفشل الكلوي من أحد الأمراض الشائعة في جميع أنحاء المعمورة وكذلك في المملكة العربية السعودية.
وفي الغالب أن يكون مصاحبا للفشل الكلوي عدد من الأمراض الأخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم التي يترتب عليها الحاجة الى المتابعة الدقيقة وتعدد الأدوية للتحكم في مراحل تطور المرض الذي يؤدي في النهاية الى زيادة التكلفة المادية للرعاية الصحية.
ومن أحد الأسباب الرئيسية لزيادة هذه التكلفة هو احتياج مرضى الفشل الكلوي الى ما يقارب 10 أدوية يوميا ولفترة طويلة مما يسبب زيادة احتمالية حدوث مشاكل وتعارض هذه الأدوية مع بعضها البعض مما يدعو الحاجة الى المراقبة الدقيقة للتعرف وحل هذه المشاكل خلال تناول هذه الأدوية أو منعها قبل حدوثها وهو الهدف المقصود من الرعاية الصحية.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر مشاكل الأدوية لمرضى الفشل الكلوي من احد الأسباب الرئيسية التي تكلف الخزانة الأمريكية ما يقارب 76,6 مليار دولار سنويا, ونظرا لهذه التكلفة العالية تبرز الحاجة الى التعرف على هذه المشاكل من خلال التعرف على المرضى الأكثر تعرضا لحدوث هذه المشاكل وهم كالتالي:
1ْ المرضى الذين يتناولون أكثر من خمسة ادوية يوميا.
2ْ المرضى الذين يحتاجون الى أكثر من 12 جرعة يوميا.
3ْ المرضى الذين يعانون من ثلاثة أمراض فأكثر.
4ْ المرضى المعروفون بعدم تقيدهم والتزامهم بتناول الأدوية بانتظام.
وبناء على ما سبق من المؤشرات يعتبر مرضى الفشل الكلوي من أكثر المرضى تعرضا لحدوث هذه المشاكل مما يحتم دقة المتابعة والتقييم الشاملين بين فترة وأخرى للتأكد من عدم حدوث أي مشاكل صحية, وقد بينت احدى الدراسات التي عملت لتقييم ومعرفة حدوث المشاكل الصحية المترتبة لعدم الالتزام بالدواء في أحد مراكز الغسيل الكلوي ·الديلزة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تم فيها دراسة 30 مريضا فقد لوحظ حدوث 216 مشكلة دوائية منها 76% عدم اخذ الدواء وخاصة أدوية مرض الكلى، كالحديد، فيتامين دال، مقللات الفوسفات، وغيرها.
ومن أكثر المشاكل التي يتعرض لها مريض الفشل الكلوي هي اختيار الدواء المناسب لحالة المريض التي من خلالها قد يحدث نسيان إعطاء المريض بعض الأدوية الضرورية حدوث الاعراض الجانبية لبعض الأدوية خلال فترة العلاج وتعارض الأدوية مع بعضها البعض وهي من احدى المشاكل التي تحتاج الى توعية خاصة للمريض واعطائه الارشادات اللازمة لطريقة ووقت تناول الدواء وذلك لكثرة الأدوية التي يحتاجها المريض خلال فترة المرض, ومن المشاكل كذلك أخذ جرعات أقل من الحاجة الفعلية وخاصة أدوية ارتفاع ضغط الدم والحديد, بالاضافة الى المشاكل الصحية والمالية ومستوى التعليم مما يؤثر سلبا على تناول الأدوية وذلك لضعف الحالة المالية أو التعليمية أو معا.
أما بالنسبة لعدم التقيد والانتظام بتناول الأدوية فتعتبر احدى مشاكل المكلفة ماليا التي تعاني منها معظم دول العالم مع العلم بأنه يمكن تلافي أو منع هذه المشكلة لكون أكثر من 50% من 1,8 مليار وصفة طبية تصرف للمرضى تؤخذ بطريقة غير صحيحة والتي يترتب عليها اعادة ادخال أكثر من 10% من المرضى للمستشفيات وكذلك 23% لرعاية المسنين والتي تكلف ما يقارب من 100 مليار دولار سنويا لذلك فإن المساهمة في تقليل حدوث هذه المشاكل وذلك بالتقيد بالدواء تساعد على توفير ما يقارب 80 مليار دولار سنويا وذلك قيمة الرعاية الصحية لعلاج هذه المشاكل الصحية لهؤلاء المرضى.
أما بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي فإن ما يقارب 50% من المرضى لا يتقيدون بالنظام الغذائي أو الدوائي ويعزى ذلك لعدة عوامل منها الوضع الأسري للمريض حيث بينت الدراسات انه في الأسر المستقرة عائليا التي يلقى فيها المريض الدعم المعنوي والمادي يكون الانتظام في تناول الأدوية أكثر مقارنة بالأسر غير المستقرة وكذلك فإن معرفة المريض بحالته الصحية وأهمية العلاج واعتقاده بالفائدة المرجوة من تناول الدواء تعتبر من أكبر العوامل المساعدة على تناول الدواء والالتزام به خلال فترة العلاج.
وبناء على ما تم طرحه سابقا من تبيان للمشاكل الصحية والمالية المكلفة لعدم معرفة والتزام مرضى الفشل الكلوي بالأدوية المتناولة خلال فترة المرض فإنه تبرز حاجة مرضى الفشل الكلوي للمتابعة الدقيقة والشاملة وذلك بسبب تناول عدد من الأدوية وكذلك الحاجة الى زيادة الوعي والتثقيف الدوائي والدعم المعنوي والنفسي لكونها من أحد العوامل المساعدة على تحسن الحالة الصحية لهؤلاء المرضى والتي يترتب عليها التقليل بشكل كبير للكثير من التكلفة المادية اللازمة لعلاج وتلافي المشاكل المصاحبة لعدم الالتزام والانتظام بالبرنامج الغذائي والدوائي بخاصة مع زيادة عدد مرضى الفشل الكلوي والحاجة المستمرة لمراكز غسيل الكلى.
د, عبدالملك محمد الكثيري صيدلي أكلينيكي - مستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|