أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th March,2000العدد:10042الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,ذو الحجة 1420

الريـاضيـة

دعوة للحوار
سعد المقرن
هل نحقق كأس العالم لعام 2010؟
قد يتعجب البعض ويقول لماذا هذا السؤال ولماذا اخترت العام 2010 بالذات لماذا لا يكون العام 2002 أو العام 2006؟ وأنا بدوري أقول إنني اخترت هذا العام من الواقع الذي تعيشه الرياضة لدينا في الوقت الحاضر، والحصول على كأس العالم ليس بالأمر السهل ولا يمكن أن يتحقق بالأماني فقط ولكنه ليس بالمستحيل أيضاع، وحصولنا على كأس العالم هو قمة النجاح الذي ينشده الجميع بما فيها دول سبقتنا في المجال الرياضي، ولكن كيف لهذا أن يتحقق؟,, هنا يكمن السؤال.
ان تحقيق النجاح في أي عمل نريده لا بد أن يكون هدفه محددا وواضحا ويكون محددا بزمن منطقي وأن نختار الطريق المثالي الواضح للوصول للهدف، أن نستخدم الوسائل المتوفرة لدينا للوصول لهدفنا، وكذلك ايجاد الوسائل الأخرى غير المتوفرة لدينا لتوفيرها.
وأخيراً يجب أن نقوم بتقييم العمل في كل مرحلة من المراحل المقررة وتصحيح مسارنا في حالة وجود أي خطأ ْْ لا سمح الله ْْ وهدفنا هنا هو تحقيق كأس العالم لعام 2010 وهو هدف واضح ومنطقي ومحدد بزمن معقول وحتى نكون واقعيين وصادقين مع أنفسنا فالانجاز الذي حققناه في عام 1994 ،1998 يعتبر جيدا جداً ولكنه لا يكفي وهو قمة ما يمكن أن نصل إليه في حالة استمرارنا على نفس النهج السابق,,!!
أرجو أن لا يفهمني أحد بأنني أنتقص من الفترة السابقة بل على العكس كانت فترة ناجحة جداً وقد تحققت فيها انجازات كثيرة على مستوى المنتخبات والاندية ولكنها مرحلة وانتهت ويجب ان ننظر في المرحلة القادمة على أنها مرحلة أخرى جديدة وتختلف عن المراحل السابقة وهنا يجب أن نراجع أنفسنا ونخطط بشكل علمي لمرحلة أفضل.
دعوني أطرح بعضا من التساؤلات التي تخطر ببالي في الوقت الراهن وهي:
هل نحن نملك الرؤية أو النظرة العلمية لمستقبل الرياضية في المملكة ونحن دخلنا للتو قرنا جديداً؟,, أي بمعنى آخر هل حددنا هدفنا أو أهدافنا للمرحلة المقبلة؟.
هل نملك الجهاز الذي يمكننا من وضع وتحقيق هذه الرؤية؟.
هل نرى صورة مختلفة للنادي السعودي عما هي عليه في الوقت الحاضر؟
ان أهم الوسائل لتحقيق هذا الهدف هو ضخ دماء جديدة وشابة متعلمة للرياضة السعودية، فعنصر الخبرة لوحدة لا يكفي إذا لم تكن الخبرة مقرونة بالعلم والحيوية والنشاط، ان هذه الدماء الجديدة الشابة ستكون خير داعم لقيادتنا الرياضية الشابة المتعلمة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير الشاب سلطان بن فهد.
يجب كذلك أن تتغير كثير من الكوادر التي تدير الأندية الرياضية لدينا وبالذات غلاة التعصب لأنديتها والتي لا تزال تدير هذه الأندية بالبركة والتفرد,, فالأندية هي الشريان الذي يضخ اللاعبين للمنتخبات الوطنية، لذلك متى كانت الأندية لدينا في وضع صحي سليم بالتأكيد سيكون انعكاسه على المنتخب الوطني السعودي وكذلك العكس صحيح, ان الاندية في تراجع واضح وإذا لم يتدارك وضعها قريبا ستتدهور أكثر والأمثلة كثيرة ومتى سنحت لنا الفرصة سنتحدث عنها بالتفصيل.
ان الاحتراف هو أجمل نقلة تحصل للرياضة السعودية، وهو قرار شجاع ويدل على رؤية صائبة ولكن إذا لم يتوافق معها وجود أجهزة إدارية متمكنة سيكون الوضع غير جيد وستكثر المشاكل.
يجب أن تتخصص الأندية لدينا، فالنادي حالياً (رياضي ، ثقافي، اجتماعي)علماً بأن لدى النادي السعودي ومهما كانت درجته أكثر من 20 لعبة مختلفة، اضافة إلى درجات كل لعبة، وهذا لعمري كثير على الأندية والعاملين بها ومهما وصلت قدرة العاملين بالنادي الإدارية لا يمكنهم تحقيق المعادلة، لذلك لابد من تخصيص الأندية لدينا.
والسؤال هنا لماذا لا يكون في مدينة الرياض مثلاً أربعة أندية لكرة القدم فقط وهي الهلال، النصر، الشباب ، الرياض، وتوجد أندية أخرى لفرق السلة وأندية لفرق الطائرة وهلما جرا، هنا نكون وفرنا جهداً كبيراً لكل لعبة على حدة كذلك سوف نقوم بتوفير الكثير من المال وهذا سيطول شرحه ولكن ممكن أن نتطرق إليه في مقال آخر.
الإعلام أيضاً له دور كبير في امكانية وصولنا للهدف وذلك ببث الوعي الرياضي وزرع حب الوطن أكثر من حبنا للأندية، ومطلوب منه توجيه النقد الهادف والبناء البعيد عن التجريح الشخصي ومحاربة بعض الأندية وبعض لاعبيها حتى لو كانوا لاعبي منتخبات فقط لكرههم لهذه الأندية ومحاربة لاعبيها فقط لانجازاتها وبطولاتها لذلك يجب حماية هذه الأندية ولاعبيها من هواة الهدم وخروجهم من غير رجعة للإعلام الرياضي، فالوطن كما قلنا فوق الأندية والأفراد.
اللاعبون وهم عامل مهم لتحقيق هذا الهدف ولذلك لابد من ايجاد المواهب الصغيرة وتنميتها وتطويرها والمحافظة عليها من جزاري الملاعب وجزاري الصحافة وتثقيفها وتوعيتها بنظام الاحتراف الصحيح ويجب أن يكون لديهم الطموح الكبير أن يمثلوا في كأس العالم وتحقيقه لا أن يكون طموحهم محدود ولا يتعدى ناديهم وجمهورهم فقط.
أنا على يقين أن هذا الموضوع الذي أطرحه هو اجتهاد شخصي يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ كذلك يحتمل النقص بل أنا على يقين أن كثيرا من النقاط التي أثرتها تحتاج إلى ايضاح أكثر ولكنها دعوة صادقة ومخلصة للحوار آمل أن يجد صدى طيبا لدى الجميع، أتمنى أن أرى الحلم يتحقق وأن نحصل على بطولة كأس العالم لكرة القدم في ظل قيادتنا الرياضية الشابة المخلصة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد, وما ذلك على الله ببعيد.
أخيرا أحب أن أوضح أن ما ذكرته عن كرة القدم ممكن أن ينطبق على أي لعبة من الألعاب الأخرى متى ما حددت الأهداف بكل وضوح ووضعت الطرق السليمة للوصول لهذا الهدف مع تمنياتي الصادقة لرياضتنا السعودية التقدم والحصول على المراكز العليا وبالله التوفيق.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved