رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th March,2000العدد:10042الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,ذو الحجة 1420

تقارير

وسط الاهتمام العالمي ·الجزيرة تتابع وترصد أبرز
آراء المراقبين والمعلقين السياسيين حول قمة جنيف
الأسد استقبل كلينتون في مطار جنيف قبل عقد قمة ·الفرصة الأخيرة للسلام
* متابعة وتغطية:
القسم السياسي بالجزيرة
وسط اجراءات أمن بالغة التشدد في محيطي مطار جنيف وفندق انتركونتننتال بوسط المدينة الذي يستضيف القمة الحاسمة بين الرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد,, التقى الرئيسان في محاولة اعتبرها كثير من المراقبين السياسيين والصحفيين والاعلاميين ·فرصة أخيرة لاستئناف أو انهيار مسار السلام السوري الاسرائيلي,, وزيادة في الحرص على سلامة الرئيسين، وأمنهما,, قطعت الشرطة السويسرية جميع الطرق المؤدية الى الفندق وانتشرت عناصر الدرك السويسري عند المفارق القريبة وعند مدخل الفندق في حين توزعت عناصر أمنية أخرى متخصصة داخل الفندق نفسه حيث تم منح النزلاء بطاقات خاصة تخولهم الدخول والخروج مع خضوعهم للتفتيش الدقيق رغم الصعوبة في هذا نسبة لكثرة عدد النزلاء، وضخامة عدد أفراد الوفدين السوري ·150 عضوا والأمريكي ·650 عضوا
وقد حجز الوفد الأمريكي ·700 غرفة في ·12 فندقا في المدينة,, الجدير بالذكر انه سبق لفندق انتركونتننتال أن اسْْْْْْتضاف ثلاثة لقاءات رئاسية سورية/ أمريكية تركزت جميعها على عملية السْْْْلام بين سوريا واسرائيل,.
وفيما يلْْْْْي رصد لتلك اللقاءات السْْْْْْابقة مع أحداث اللقاء الحاسْْْْم أمس بين الرئيسين الأسد وكلينتون.
اللقاءات الثلاثة السابقة
* في نوفمبر عام 1990م، التقى الرئيسان السوري حافظ الأسد والأمريكي السابق جورج بوش ابان رئاسته في نفس الفندق الذي التقى فيه أمس الأسد وكلينتون وكانت مباحثاتهما حول عملية السلام على المسار السوري/ الاسرائيلي.
* في يناير عام 1994م، التقى الرئيسان السوري حافظ الأسد مع الرئيس الأمريكي الحالي بيل كلينتون حول نفس عملية السلام.
* مايو/ عام 1997م التقى الرئيس حافظ الأسد مع الرئيس السابق جيمي كارتر.
الأسد كان في استقبال كلينتون في المطار
هذا وفي لقائهما الحاسم أمس وصل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الى مدينة جنيف السويسرية في ساعة مبكرة من صباح أمس الاحد للاجتماع مع الرئيس السوري حافظ الأسد لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط.
وقد حطت طائرة سلاح الجو الأمريكي رقم واحد التي تقل كلينتون في مطار كوينترن بجنيف في الساعة الرابعة وعشرين دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي.
وكان الأسد في أحسن حالة صحية
وكان الرئيس السوري قد وصل الى جنيف مساء أمس الأول ووجد الأسد في استقباله في المطار حشدا من الدبلوماسيين العرب, ولم تبد عليه أي مظاهر المرض حسبما زعمت بعض التقارير في الأيام الأخيرة حيث سار دون مساعدة أي من معاونيه.
الشرطة استكملت استعداداتها للقمة
واستكملت شرطة جنيف استعداداتها الأمنية للقمة المهمة التي قد تؤدي الى احلال السلام بين اسرائيل وسوريا، أكثر جيران الدولة العبرية عداء لها.
وتم نقل المئات من نزلاء فندق انتركونتننتال الى فنادق أخرى لحين انتهاء القمة التي من المقرر ان تبدأ الساعة الحادية عشرة صباحا بالتوقيت المحلي ·التاسعة بتوقيت جرينتش .
كلينتون وصل جنيف قادماً من مسقط
وكان كلينتون قد وصل الى جنيف قادما من آسيا وسلطنة عمان حيث اجتمع مع قادة عدد من الدول في المنطقة ومع السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.
وفي عمان، قال مسؤولون أمريكيون يرافقون الرئيس ان كلينتون اطلع السلطان قابوس على مقترحات سيعرضها على الأسد تتعلق باستئناف محادثات السلام السورية ْ الاسرائيلية.
تحليق بعملية السلام أو تقويضها
وذكر دبلوماسيون في بيروت ان القمة يمكنها أن تحلق بعملية السلام في الشرق الأوسط أو تقوضها تقويضا كاملا, وقال مصدر دبلوماسي أجنبي أن إحدى أهم النقاط الرئيسية التي تشغل القيادة السورية هي الوسيلة الكفيلة بضمان نفس المستوى من النفوذ السوري بعد التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل.
يذكر أن محادثات السلام متوقفة بين اسرائيل وسوريا منذ كانون الثاني يناير الماضي.
وقد حذر مسؤولون أمريكيون من توقع تحقيق انفراج خلال قمة جنيف.
ويشار الى أن سوريا تريد ان تتعهد اسرائيل بالانسحاب الكامل من مرتفعات الجولان،وهو أمر ترفض حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك القيام به.
أمل سوري في كلمة من كلينتون
هذا وعبرت الاذاعة والصحف الرسمية في سوريا عن أمل سوري كبير فيما اسمتها ·كلمة سحرية يحملها الرئيس الأمريكي كلينتون الى الرئيس الأسد.
وأعرب الصحف الرسمية في سوريا أمس مجددا عن أملها في أن يحمل الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ما أسمته الكلمة السحرية عندما يقابل الرئيس السوري حافظ الأسد في جنيف.
وقال عميد خولي في افتتاحية صحيفة الثورة ·سيجد الرئيس كلينتون ان كان يحمل في جيبه مفتاح السلام الذي يشكل الحد الأدنى للمطالب السورية المفتاح الذي نصر دائما على القول أنه سحري أنه الكلمة التي تشكل منعطفا حادا في مسيرة التسوية السلمية التي تجعل من السلام عادلا وشاملا,, هي تلك التي تسمي الأشياء بمسمياتها هي الانسحاب الشامل من الجولان وما صار متعارفا عليه بحدود الرابع من حزيران ولا شيء على الاطلاق ولا سلام عادلا أو شاملا بغير هذا المطلق السياسي والجغرافي,, الرابع من حزيران .
واضاف خولي ·ونأمل أن يكون الرئيس كلينتون يحمل في جيبه مالم يكن يحمله في العام 1994 القمة الأولى بينهما في جنيف ايضا وما نعنيه قرار اسرائيلي واضح شفاف لا يحتمل أي لبس باعتماد السلام قرارا دون مواربة أو احتيال أو أوهام .
ومضى خولي ·وأن يكون الرئيس كلينتون يحمل هكذا قرارا اسرائيليا كخيار استراتيجي ايضا كما كان خيار سوريا منذ سنوات بعيدة بكل ما يرتبه هذا الخيار على اسرائيل من التزامات ومقتضيات أولها الاعلان الواضح الصريح بالانسحاب الى حدود الرابع من حزيران والضمانة الأمريكية لتنفيذها هذا الاعلان .
وقال محمد خير الوادي في افتتاحية صحيفة تشرين ·لابد من التركيز على ان الموقف الاسرائيلي الرافض لفكرة ترسيم حدود الرابع من حزيران هو الذي عطل مفاوضات شبيردزتاون وان مناورات الحكومة الاسرائيلية كانت السبب في تخريب الجهود الطيبة التي بذلها الرئيس كلينتون
واضاف خير الوادي ·ويبدو ان الاسرائيليين يكررون الآن المحاولة نفسها فهم بدل تأييد مبادرة الرئيس كلينتون الجديدة وتهيئة الظروف المناسبة لانجاح قمة جنيف يسعون الى تسميم الأجواء عبر اطلاق مقولاتهم العدوانية القديمة التي عطلت عملية السلام ويعبئون الرأي العام الاسرائيلي ضد السلام مع سوريا .
وقال خير الوادي ·المشكلة ان القوى المعادية للسلام في اسرائيل لا تقتصر على ما يسمى المعارضة اليمينية التي قررت القيام بتظاهرات صاخبة يوم الاحد للمطالبة بعدم الانسحاب من الجولان بل ان عددا كبيرا من اعضاء الحكومة الاسرائيلية يندرجون تحت هذه التسمية .
ومضى خير الوادي ·فبدل تهيئة الأجواء المناسبة لانجاح المسعى الأمريكي لاستئناف عملية السلام بادر ديفيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي الى اطلاق تصريحات تلقي مزيدا من الشك حول رغبة باراك بالسلام .
وكان ليفي أعلن الجمعة الماضي ان اسرائيل لن تعيد الأراضي السورية التي احتلتها الى حدود الرابع من حزيران عام 1967م.
سوريا تريد ·نتائج واضحة وحاسمة
ومن جهتها ذكرت الاذاعة السورية أمس عشية قمة جنيف بين الرئيسين حافظ الأسد وبيل كلينتون ان سوريا تريد ·نتائج واضحة وحاسمة في مفاوضات السلام مع اسرائيل.
وقالت الاذاعة ان ·سوريا تذهب الى القمة وهي صادقة في مساعيها للوصول الى نتائج واضحة وحاسمة في انجاح عملية السلام .
كما اشادت الاذاعة بادارة الرئيس كلينتون ·التي بذلت جهودا كثيرة باتجاه تحقيق عملية السلام التي ظلت تراوح مكانها بالنظر لطبيعة النهج الاسرائيلي المناور .
واضافت ان ·الادارة الأمريكية هي الأكثر قربا ومعرفة بتفاصيل عملية السلام والأكثر الماما بثوابت الموقف السوري .
وقالت الاذاعة السورية الرسمية ان ·حكومة ايهود باراك الاسرائيلية هي المسؤولة عن تعطيل استئناف المحادثات وهي التي تستطيع فتح الطريق امام انجاحها لكن فقط بأسلوب واحد هو الالتزام بترسيم خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 .
مرونة سورية واتفاق سلام خلال شهرين
هذا ووصف الدبلوماسيون العرب اللقاء الذي عقد أمس الاحد في جنيف بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس السوري حافظ الأسد بأنه ·قمة الفرصة الأخيرة .
وقال مصدر دبلوماسي أجنبي ·اذا مضت الأمور على ما يرام في قمة جنيف، فقد يتم التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل وسوريا خلال شهرين .
وقال ان المرونة السورية كانت وراء لقاء قمة جنيف وان سوريا قد تنازلت عن سيطرتها على مياه بحيرة طبرية لصالح اسرائيل كما تنازلت عن حوالي 60 في المائة من المياه التي تغذيها وكذلك السيطرة على الضفة الشرقية لنهر الأردن.
وقال: المصدر ·وفي مقابل ذلك سوف يكون لسوريا السيطرة على بلدة الحما والضفة الغربية لنهر الأردن .
مقترحات جادة وراء عقد قمة جنيف
ويتفق المراقبون على أن قمة جنيف ما كانت لتعقد لو لم تكن هناك بعض المقترحات الجادة المطروحة للنقاش, وقد أجرت واشنطن محادثات مكثفة مع الجانبين منذ توقفت المحادثات الاسرائيلية السورية بعد شهر واحد فقط من استئنافها وذلك بعد توقفها على مدى أربع سنوات.
وترى المصادر الدبلوماسية ان الاستئناف المتزامن لأعمال اللجان التي تتناول الموضوعات الأربعة اي الحدود والأمن والمياه والتطبيع، هو أرجح الصيغ لبدء المفاوضات ثانية، بحيث يتم تجنب الجدل حول أي المسائل يتعين البدء بها أولا.
ووفقا لهذه المصادر فسوف يقدم كلينتون لنظيره السوري ما يعتقد أنه أفضل العروض التي يمكن توقعها من الجانب الاسرائيلي ثم ينتظر قرار الزعيم السوري.
كلينتون حريص على عملية السلام
وفي مسقط قال يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العمانية ان الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أعرب خلال محادثاته مع السلطان قابوس سلطان عمان عن أمله في التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الأوسط بحلول نهاية العام.
وأدلى ابن علوي بهذه التصريحات خلال لقاء مع الصحفيين الليلة قبل الماضية عقب محادثات كلينتون والسلطان قابوس في العاصمة العمانية مسقط.
ونقلت وكالة الأنباء العمانية عن وزير الشؤون الخارجية العماني قوله ·من الواضح ان الرئيس كلينتون يأمل أن جهود الولايات المتحدة والدول الأخرى التي تهتم بعملية السلام في الشرق الأوسط ستكلل مساعيها باتفاق كامل في نهاية هذا العام .
واضاف قوله ·فخامة الرئيس كلينتون استعرض مع جلالة السلطان المعظم الاجتماع الذي سيعقده في جنيف مع الرئيس السوري حافظ الأسد مستعرضا تفاصيل وخلفية المشكلات القائمة بين اسرائيل والدول العربية المجاورة لها معربا عن ثقته في ان الرئيس حافظ الأسد سيبادله نفس المشاعر من أجل الوصول الى رؤية تعيد المفاوضات بين سوريا واسرائيل الى المسار الجدي .
وقال ابن علوي ان السلطان قابوس ابلغ كلينتون خلال محادثاتهما انه اذا أعادت اسرائيل كل الأراضي التي احتلتها فسيفتح ذلك الباب امام قيام علاقات متوازنة مع الدول العربية.
الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي
واستطرد قائلا ·نعتقد ان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي واذا كان هناك من دور للدول العربية غير تلك المشاركة في مفاوضات مباشرة نقول ان الدول العربية تبادل اسرائيل علاقات متوازية وجيدة اذا ما وقعت اسرائيل على السلام مع الدول العربية على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام والقرارات الدولية 242 و338 والانسحاب من لبنان على أساس القرار 425 .
وفتحت سلطنة عمان مكتبا تجاريا في اسرائيل عام 1996م واصبحت أول دولة من دول الخليج العربية لديها أي نوع من التمثيل مع اسرائيل.
كما سمحت قطر لاسرائيل بفتح مكتب تجاري في الدوحة عام 1996.
تجميد العلاقات العمانية الإسرائيلية
لكن الدولتين جمدتا علاقات التطبيع مع الدولة اليهودية عام 1997 بسبب المواقف المتشددة لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء اسرائيل السابق وان ظل المكتبان التجاريان الاسرائيليان في مسقط والدوحة مفتوحين.
واعلنت عمان ان عودة تمثيلها التجاري الى اسرائيل مرهون بتحقيق تقدم في عملية السلام.
موسى قال نحن أقرب من أي
وقت مضى إلى السلام
وفي واشنطن اعلن وزير الخارجية المصري عمرو موسى ان منطقة الشرق الأوسط هي أقرب من أي وقت مضى الى السلام، وذلك عشية القمة المرتقبة بين الرئيسين السوري حافظ الأسد والأمريكي بيل كلينتون في جنيف.
وقال موسى في كلمة القاها بمناسبة تدشين مجلس العلاقات المصرية الأمريكية في واشنطن ·لم نكن يوما أقرب الى تحقيق أهدافنا, لم يكن هناك أبدا رغبة أكبر للنجاح, التفاؤل، وان كان حذرا، هو الشعور السائد .
واضاف موسى في كلمته التي ألقاها مساء الجمعة الماضية بتوقيت واشنطن ان ·اللقاء بين الرئيس كلينتون والرئيس الأسد يتيح مجالا كبيرا لتوقع التوصل الى حل سريع على المسار السوري من عملية السلام.
وقال موسى ان ·الرئيس المصري حسني مبارك يبذل قصارى جهده لدفع العملية الى هدفها الأخير تحقيق سلام شامل وعادل .
واضاف ·الرئيس وصل الى واشنطن وهو مصمم، ألا يدع هذه الفرصة تفوت، وانما على اغتنام الفرصة ودفع الأطراف على المسارات الثلاثة السوري والفلسطيني واللبناني، الى المحطة الأخيرة, اعتقد اننا سننجح .
ويقوم الرئيس المصري بزيارة للولايات المتحدة تستغرق عدة أيام يلتقي خلالها كلينتون الثلاثاء المقبل, كما تستضيف واشنطن منذ الثلاثاء محادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين للاعداد للاتفاق الاطار للوضع النهائي للأراضي الفلسطينية بشكل خاص.
ترقب دبلوماسي حذر لنتائج القمة
وفي جنيف ترقب حذر في الأوساط الدبلوماسية في جنيف حيث عقد أمس الاحد لقاء قمة بين الرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد حاولت واشنطن خلاله الدفع في اتجاه استئناف مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية بعد اتصالاتها المكثفة مع الجانبين.
وقال مصدر دبلوماسي عربي في جنيف لوكالة فرانس برس ان ·لدى الجانب الأمريكي بالتأكيد اسباب موجبة لعقد القمة مع سوريا، لكن التطمينات التي يحملها كلينتون قد لا تكون كافية لمعاودة اطلاق عملية السلام بشكل فعلي .
واضاف المصدر نفسه ان سوريا ·ربما لن تكون مستعدة هذه المرة للعودة الى طاولة التفاوض لتكرار ما حدث في الجولتين السابقتين في واشنطن وفيرجينيا، اذا لم يكن هناك تقدم فعلي في الموقف الاسرائيلي من ترسيم الحدود .
وكانت سوريا قد اشترطت تعهد اسرائيل بالانسحاب الى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 لاستئناف المفاوضات المجمدة منذ 10 كانون الثاني/ يناير الماضي.
وأوضح مصدر دبلوماسي سوري ان الأسد ·سيطلع خلال القمة على رؤية الجانب الأمريكي لهذه المرحلة من عملية السلام بعد توقفها بسبب تلمص اسرائيل من الاستحقاقات , واضاف ·نأمل ان يكون لدى الأمريكيين ما يستدعي استئناف العملية السلمية .
ورفض المصدر توضيح ما اذا كانت دمشق متفائلة بنتائج القمة, وقال ·الأمور رهن بما يحمله كلينتون من اجابات اسرائيلية على مطالب سوريا .
وقد التزمت واشنطن هي ايضا جانب الحذر حتى الآن واكدت مرارا على صعوبة المسار السوري الاسرائيلي وعمق الخلافات بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جيمس روبن انه ·يجب عدم انتظار حصول اختراق خلال هذا الاجتماع, بل على العكس لا تزال هناك خلافات جوهرية , واضاف ·ليس لدينا أي وسيلة لمعرفة ما سيكون عليه رد الرئيس الأسد على ما سيقوله له الرئيس كلينتون .
وتؤكد دمشق ان لمسألة ترسيم الحدود وانسحاب اسرائيل الى خط ما قبل حرب حزيران/ يونيو أولوية على سواها، وان باقي الملفات قابلة للأخذ والرد وان كانت تشدد على مبدأ التوازي والتوازن والتماثل.
الموقف السوري من ملف المياه
وبالنسبة الى ملف المياه يوضح السوريون انهم ملتزمون بالقانون الدولي في شأن تقاسم المياه بين الدول المتجاورة وأنهم لن يخرجوا عليه اذا ما نوقشت القضية في اطار المنطقة ككل.
ويحاذي خط الرابع من حزيران/ يونيو الضفة الشمالية لبحيرة طبرية مما يمنح سوريا ورقة تفاوض قوية نظرا للشح في المياه الذي تعاني منه المنطقة كلها.
أما بالنسبة الى الترتيبات الأمنية فتعتبر سوريا انه لا يمكن ضمان الأمن لطرف دون الآخر، وأن أي ترتيبات يجب ان تأخذ مخاوفها في الاعتبار كون اسرائيل هي التي تحتل ارضا سورية وليس العكس.
ورغم صعوبة الملفات المطروحة وتمسك كل طرف بمواقفه تمنح القمة مختلف الأطراف فرصة قد لا تتكرر في وقت قريب بسبب الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي باتت على الأبواب، وهذا يعني ان على واشنطن بذل جهود هائلة اذا أرادت انجاز شيء ما قبل انقضاء ولاية كلينتون,وأمس أكدت صحافة دمشق ان الرئيس الأسد لن يساوم في المواقف المبدئية السورية.
صحيفة بريطانية تعلّق على القمة
وفي لندن علقت صحيفة ·الفاينشنال تايمز البريطانية في تحليل سياسي لها أمس على ما وصفته بوضع المساومة للرئيس السوري حافظ الأسد الذي اجتمع بالرئيس الأمريكي أمس لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط.
وتساءلت الصحيفة عن أسباب حرص الولايات المتحدة على استرضاء السوريين قائلة انه لا حاجة للاجابة عن هذا التساؤل لأنها تكمن في مهارته السياسية.
الأسد جعل من نفسه مفتاحاً للسلام
ونقل راديو لندن مساء أول أمس عن الصحيفة قولها ·لقد جعل الرئيس الأسد من نفسه مفتاحا للسلام الشامل في الشرق الأوسط لكونه سياسيا داهية ويستطيع بسبب قدرته على الاستشراف السياسي وحنكته افشال محاولات تحقيق السلام الأخرى في المنطقة اذا لم تلب مطالبه ويمكن ايضا فتح بوابات العالم العربي أمام اسرائيل اذا كان مقتنعا بذلك !!.
واضافت ·ولما كان الزعيم العربي صاحب أشد المواقف تشددا ضد الدولة اليهودية فان اعلانه عن انتهاء الصراع بين سوريا واسرائيل سيتيح للدول العربية الأخرى فرصة تطبيع العلاقات
واشارت الى ان وجهة نظر الرئيس الأسد عامل حاسم في حل مشاكل الشرق الأوسط الأخرى المحيرة,, موضحة أن الأهمية الاستراتيجية لسوريا تتجاوز الصراع العربي الاسرائيلي.
ورأت الصحيفة ان تحقيق تقدم مبكر ليس أمرا واردا وتقول سيكون اجتماع الرئيس كلينتون بالرئيس الأسد اختبارا عما اذا كان من الممكن ازالة العقبات بما يسمح للمحادثات بالمضي قدما.
وقد حذر بعض المسؤولين الأمريكيين من أنهم لا يتوقعون صدور اعلان بتحقيق انفراج.
وزير الإعلام الأردني يرجح
نجاح قمة جنيف
هذا ومن ناحيته فقد رجح صالح قلاب وزير الاعلام الأردني أن يحقق لقاء الرئيسين السوري حافظ الأسد والأمريكي بيل كلينتون في جنيف أمس نجاحا وتقدما كبيرا بالنسبة لمسار التسوية على صعيد موضوع هضبة الجولان وربما ايضا على صعيد الجنوب اللبناني مؤكدا ان القمة لم يكن ليتم الاتفاق على عقدها إلا بعد توفير ضمانات نجاحها.
وأشار قلاب في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية الى ان انعقاد القمة يجيء بعد اتصالات ووساطات قامت بها جهات متعددة لضمان نجاحها باتجاه احراز تقدم كبير على المسار السوري الاسرائيلي.
وشدد على ضرورة ان يؤدي التقدم المتوقع بعد هذه القمة على المسار السوري الى انفراجات كبيرة ايضا بالنسبة للقضية الأساسية وهي القضية الفلسطينية,,موضحا ان السلام لن يكون شاملا وكاملا ومستمرا في الشرق الأوسط الا بعد حل القضية الفلسطينية وعودة حقوق سوريا في أراضيها المحتلة بهضبة الجولان وكذلك استعادة لبنان لأراضيه المحتلة في الجنوب.
وقال الوزير الأردني انه اذا تحقق ذلك ستدخل منطقة الشرق الأوسط مرحلة جديدة بعد ان يصبح السلام حقيقة واقعة تتيح للمنطقة الاستقرار والدخول في مرحلة اقتصادية وسياسية مبشرة.
ومن ناحية أخرى انتقد صالح قلاب تصريحات ديفيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي برفض تل ابيب الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة المحاذية لبحيرة طبرية في الشمال,, واعتبر ان هذه التصريحات تعكس المأزق الذي يعاني منه معسكر اعداء السلام في اسرائيل الذي ينتمي اليه ليفي.
قمة جنيف ستؤدي لاستئناف المفاوضات
ومن ناحيته أعرب نواف مصالحة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي عن تفاؤله بأن قمة جنيف بين الرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد ستفضي الى استئناف مفاوضات السلام بين دمشق وتل أبيب.
وذكر في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية ان الرئيس الأمريكي يحمل معه توضيحات اسرائيلية شفوية تتعلق بقضايا الحدود والأمن مع سوريا لكي يعرضها في لقائه مع الأسد,, وقال ان كلينتون على اتصال يومي مع ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي ومع الرئيس الأسد والسيد فاروق الشرع وزير الخارجية السوري.
كلينتون لا يحمل رسائل من إسرائيل
وأوضح مصالحة ان الرئيس الأمريكي لا يحمل معه رسائل من اسرائيل الى سوريا,, وبرر ذلك قائلا ان باراك لا يستطيع ارسال رسائل خطية الى المسؤولين السوريين لأنه لم يحصل حتى الآن على أغلبية في الكنيست أو على مستوى الاستفتاء الشعبي العام لاتفاق السلام المرتقب بين الجانبين رغم ان باراك نفسه اعلن قبل نحو شهر ان أربعة مسؤولين سبقوه من حزب العمل ومن الليكود بعثوا للولايات المتحدة بتعهدات خطية وشفوية بالانسحاب من الجولان الى حدود الرابع من يونيو عام 1967.
وحاول مصالحة التقليل من خطورة تصريحات ديفيد ليفي وزير الخارجية الاسرائيلي المتشددة حول رفض العودة الى خط الرابع من يونيو عام 1967 في هضبة الجولان السورية,, وقال انه يعتقد ان ليفي كان خائفا من الرأي العام الاسرائيلي وحاول ان ينفي اتهامات المعارضة الليكودية بأن كل شيء تم الاتفاق عليه مع سوريا وان لقاء جنيف هو فقط صورة شكلية لانهاء الاتفاق.
الإذاعة العسكرية الإسرائيلية تعلن الاتفاق مع سوريا
وفي القدس ذكرت الاذاعة العسكرية الاسرائيلية أمس الاحد ان اسرائيل وسوريا توصلتا الى الاتفاق حول المياه وحول الابقاء على مؤسسات اسرائيلية في الجولان في حال اعادة هذه الهضبة الى سوريا.
وسعى الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أمس الاحد في جنيف خلال لقائه نظيره السوري حافظ الأسد الى تحريك مفاوضات السلام بين سوريا واسرائيل المتوقفة منذ العاشر من كانون الثاني/ يناير الماضي.
وزعمت الاذاعة ان البلدين من خلال اتصالات سرية اتفقا على ان سوريا لن تستخدم الينابيع الصغيرة في هضبة الجولان التي تغذي نهر الأردن على ان تحصل بالمقابل على مياه اضافية من نهر الفرات بالاتفاق مع تركيا, ووعدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدة مالية لأنقرة بالمقابل.
ويتمسك المسؤولون الاسرائيليون بالابقاء على سيطرتهم على موارد المياه في الجولان التي تغذي بحيرة طبريا الواقعة الى جانب الهضبة لأن هذه البحيرة تعتبر أهم احتياطي مياه لاسرائيل.
كما اتفق البلدان ايضا على ان أصحاب المؤسسات الاسرائيلية في هضبة الجولان سيتمكنون من مواصلة استغلال مؤسساتهم حتى بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من الهضبة السورية المحتلة.
وتابعت الاذاعة ان هذه المؤسسات لن ترفع العلم الاسرائيلي إلا انه سيسمح للعاملين فيها بعبور الحدود يوميا مزودين بأذونات خاصة للعمل فيها قبل العودة الى منازلهم في الجليل.
وتشترط سوريا تعهد اسرائيل بالانسحاب الى خط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 قبل الموافقة على استئناف المفاوضات.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved