| محليــات
رغم الحذر الذي أبدته الدوائر السياسية والاعلامية في سوريا واسرائيل ازاء النتائج المحتملة لقمة جنيف بين الرئيسين الأمريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الأسد، إلا أنها لم تخف قدراً ملحوظاً من التفاؤل بإمكان حدوث انفراج سياسي يسمح باستئناف المفاوضات السورية/ الاسرائيلية من أجل التوصل الى حل للمشكلات العالقة والتي حالت ْ حتى الآن ْ دون احراز تقدم باتجاه السلام العادل والشامل الذي يضع نهاية لحالة ·اللاسلم واللاحرب القائمة بين الدولتين منذ يونيو 1967م.
صحيح ان سحابة من التشاؤم لم تنقشع من الأجواء التي تنعقد فيها القمة، ولكن مجرد اجتماع الرئيسين اللذين يعتبران أكثر المعنيين بمستقبل مسار المفاوضات السوري/ اللبناني من جهة والاسرائيلي من جهة ثانية، يبرر التفاؤل بما قد يتوصلان إليه من نتائج يهمهما ْ قبل غيرهما ْ أن تكون ايجابية ولصالح عملية السلام.
فالرئيس كلينتون حريص على النجاح لجهة كونه راعي عملية السلام برمّتها في الشرق الأوسط وترتبط مصالح بلاده في المنطقة الى حدٍّ بعيد بما سيكون عليه مستقبل أو مصير عملية السلام,, وأيضاً يهمه النجاح لكونه رئيساً لأكبر دولة في العالم اليوم يريد أن ينهي رئاسته بإنجاز غير مسبوق وهو السلام الشامل والعادل الذي يضع نهاية سعيدة لأكثر من نصف قرن من العداء والحروب بين العرب واسرائيل.
والرئيس كلينتون هو أكثر مَنْ يعرف قوة ارتباط ما يسعى إليه بنوع القرار الذي يمكن أن يتخذه الرئيس السوري حافظ الأسد.
فهناك قناعة بين معظم دوائر صنّاع القرارات في الولايات المتحدة، وأوروبا واسرائيل بأن الرئيس حافظ الأسد بخبرته وحنكته ودهائه وطول أنفاسه وقوة الأوراق السياسية والعسكرية التي تحت يديه والتي عرف دائماً كيف يُحسن اللعب بها، هو ْ الأسد ْ المفتاح الحقيقي ْ ليس فقط للسلام العادل والشامل كما يريده وكما وضعت أسسه ومبادئه قرارات مؤتمر مدريد ومجلس الأمن الدولي، بل وللأمن والتطبيع الذي يمكن ان يتم في العلاقات العربية/ الاسرائيلية.
ويكاد يكون الرئيس السوري حافظ الأسد هو الرئيس العربي الوحيد الذي تعددت معه اجتماعات ثلاثة من رؤساء الولايات المتحدة، خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، فقد اجتمع بجميع الرؤساء الأمريكيين بدءاً من جيمي كارتر وانتهاءً بالرئيس الحالي بيل كلينتون.
والعالم كله يترقب الآن نتيجة هذا اللقاء في جنيف لمعرفة ما ستكون عليه عملية السلام بعده.
الجزيرة
|
|
|
|
|