أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 27th March,2000العدد:10042الطبعةالاولـيالأثنين 21 ,ذو الحجة 1420

القرية الالكترونية

رياح التغيير
د, عثمان السلوم
الإرهاب التقني الصهيوني 3-3
في الحلقة السابقة تطرقنا لحقيقة خطر إسرائيل على العالم الإسلامي والعربي بشكل خاص وركزنا على التفوق التقني والإلكتروني لإسرائيل وفي هذا اليوم سنتحدث عن تركيزهم على دعم البحوث التقنية وبعض الاقتراحات لنقل التقنية للدول العربية والإسلامية.
فمن ناحية التخطيط والدعم لماكينة التطور - وهي البحوث - فالبون شاسع وواضح في زيادة دعم إسرائيل للبحوث التقنية والتطويرية مقارنة بالدول العربية. وما هو معروف فإن العلاقة بين الدعم الذي تلقاه البحوث التطبيقية والتطور هي علاقة طردية. أي كلما زاد الدعم والتركيز على البحوث التطبيقية أدى ذلك إلى زيادة التطور. والبحوث التطبيقية هي البحوث التي تجرى لعلاج مشاكل فعلية تقنية واستخراج الحلول لها. وتختلف الدول العالمية في دعمها للبحوث ولكن المتفق عليه هو أن الدول المتقدمة أو التي تسعى للتطور بسرعة تدعم هذه البحوث بشكل اكبر. وبالأرقام فيتراوح الدعم لهذه البحوث من بين 0.5 إلى 3 بالمائة تقريبا من إجمالي ميزانيات الدول. ونصيب دعم البحوث التطبيقية في الدول العربية فيتراوح بين 0.5 - 0.8 بالمائة تقريبا بينما يصل إلى 3 بالمائة تقريبا في إسرائيل. لذلك فان زيادة الاهتمام بالبحوث ودعمها في الدول العربية تمثل ضرورة ملحة، والعكس في حالة الدعم الموجه للقطاعات غير المفيدة فبينما يعطى العدو تركيزاً أقل للثقافة والآداب والرياضة والفن حسب بروتوكولات حكماء صهيون- فان الدول العربية تعطي هذه القطاعات دورا اكبر في ميزانياتها العامة. وختاما فإن دول العرب بشكل عام ودول الخليج بشكل خاص في وضع يحتم عليها الاتجاه لنقل وتوطين التقنية والمعلوماتية المحلية بسرعة.ومازال هناك متسع وفرصة للدول العربية -وخاصة الغنية منها- لجعلها موضع ثقل دولي قوي من النواحي الاقتصادية والتقنية والعسكرية. وهذا يجعل عملية استقطاب علماء العرب والمسلمين المنتشرين في الدول المتقدمة وخلق البيئة التقنية والبحثية لهم ضرورة حتمية وذلك لنقل التقنية وتوطينها ثم تطويرها بسرعة. وعملية استقطاب العقول الإسلامية المهاجرة للدول المتقدمة والاستفادة من عقولهم وعلومهم وخبراتهم وتجميعهم في بوتقة واحدة سيعجل بنهوض العالم العربي والإسلامي. وذلك لان بناء التقنية وتوطينها ثم تطويرها يعتمد أولا واخرا على عقول بشرية بالدرجة الأولى. والعقول البشرية هي التي يمكن أن تصنع شيئا من لاشيء كما حصل في اليابان. ومما يجدر ذكره هو أن أمريكا وصلت ما وصلت إليه بفضل عقول علماء دول العالم الثالث الذين هاجروا واستقروا هناك بعدما منحتهم أمريكا جنسيتها وهيأت لهم المناخ الملائم ماديا ومعنويا واجتماعيا للاستفادة منهم. ولذلك فإن استقطاب هولاء العلماء إلى الدول العربية والإسلامية يتم عن طريق إعطاء ميزات مالية ومعنوية لهؤلاء العلماء المتخصصين في العلوم الطبية والهندسية والتقنية والعلوم الطبيعية والعلوم الطبية وما شابهها. واستقطاب هؤلاء العلماء وتوطينهم وإعطاؤهم المزايا المالية والمعنوية كمنحهم الجنسية لا يزيد من مشكلة التوظيف والعمل وذلك لأن استغلال قدرات هؤلاء سيساعد على إنشاء المصانع والمشاريع التقنية وبالتالي الاستثمار الداخلي وزيادة الوظائف. وتتم الاستفادة من هؤلاء العلماء مثلا في المملكة عن طريق إنشاء معاهد متخصصة تكون منتشرة على أجزاء المملكة ومناطقها. وتكون هذه المعاهد تتمشى مع الطبيعة الغالبة لهذه المنطقة فمثلا يكون هناك معهد متخصص في بحوث الطاقة في المنطقة الشرقية. ومعهد متخصص في بحوث الطب في جدة ومعهد متخصص في البحوث العسكرية في منطقة الرياض ومعهد متخصص في الزراعة والمياه في منطقة الأحساء وهكذا . وقد يبدو أن الأمر مكلف في البداية ولكن إذا علمنا أن تكلفة ابتعاث وإعداد الفرد ليحصل على أعلى الشهادات التي تؤهله أن يقوم بإعداد البحوث العلمية بطريقة صحيحة تقدر بالمبالغ الكبيرة. فإن استقطاب هؤلاء العلماء سيكون بمثابة تجارة رابحة وخاصة أنهم جاهزون للعمل والشروع في الإنتاج العلمي وليس في مرحلة الإعداد العلمي. والى اللقاء في الأسبوع القادم ان شاء الله ,
الصفحة الإلكترونية http://i.am/qmd


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved