| الاقتصادية
* لندن (باريس) كورالي شوب ْ (أ,ف,ب):
تفيد الأرقام الاخيرة التي نشرتها الوكالة الدولية للطاقة ان انتاج الدول الْ11 الاعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط ·اوبك الذي يتوقع ان تعلن زيادته في الاجتماع الوزاري اليوم الاثنين في فيينا يبلغ في مجموعة 26,63 مليون برميل يوميا.
وقد حددت حصة انتاج المنظمة بْ22,97 مليون برميل يوميا منذ الأول من نيسان/ابريل 1999 عندما قررت البلدان المنتجة خفض انتاجها 1,7 مليون برميل يوميا لمدة عام لتحسين الاسعار.
وخفض العرض العالمي للنفظ في الاجمال الى 2,1 مليون برميل يوميا بسبب التزامات بعض الدول التي لا تنتمي الى اوبك خفض انتاجها ايضا.
والدولة الاولى المنتجة للنفط في اوبك هي السعودية التي بلغ انتاجها في شباط/فبراير الماضي 7,52 مليون برميل يوميا، أما حصتها من الانتاج التي حددتها اوبك في نيسان/ابريل 1999 فهي 7,438 مليون برميل.
وتحتل إيران المرتبة الثانية بين دول المنظمة وتنتج حاليا 3,7 ملايين برميل يوميا تصدر 2,4 مليون منها، أما حصتها في اوبك فهي 3,359 مليون برميل.
وبلغ انتاج العراق 2,57 مليون برميل يوميا لكن هذا البلد لم يخضع لنظام الحصص منذ فرض الحظر النفطي عليه في آب/اغسطس 1990 بعد حرب الخليج ويصدر العراق حاليا 1,9 مليون برميل يوميا في اطار الاتفاق الموقع مع الامم المتحدة ·النفط مقابل الغذاء .
وتنتج فنزويلا الدولة الوحيدة في امريكا اللاتينية التي تنتمي الى اوبك 2,87 مليون برميل بينما تبلغ حصتها 2,72 مليون برميل.
أما الإمارات العربية المتحدة فتنتج 2,1 مليون برميل يوميا، وتبلغ حصتها مليوني برميل وكانت الإمارات تنتج 2,15 مليون برميل قبل اذار/مارس 1999.
وييلغ انتاج نيجيريا من النفط 2,05 مليون برميل ·حصتها 1,885 مليون .
والكويت 1,63 مليون برميل ·حصتها 1,863 مليون وليبيا 1,4 مليون ·حصتها 1,22 مليون
ويبلغ انتاج اندونيسيا 1,23 مليون برميل ·حصتها 1,18 مليون برميل بينما تنتج الجزائر 740 الف برميل يوميا وحددت حصتها بْ731 الف برميل.
وأخيرا يبلغ انتاج قطر التي يتولى وزير الطاقة فيها عبدالله العطية رئاسة اوبك منذ ايلول/سبتمبر 650 الف برميل ·حددت حصتها بْ593 الف برميل يوميا .
ومن الدول غير الاعضاء في اوبك هناك النرويج التي يبلغ انتاجها 3,2 ملايين برميل يوميا خفض مائتي ألف برميل في الاول من نيسان/ابريل 1999، والأمر نفسه ينطبق على سلطنة عمان التي شاركت في الاتفاق وخفضت انتاجها ستين الف برميل يوميا ليبلغ اليوم 890 الف برميل.
وتصدر المكسيك التي لا تنتمي الى اوبك ولكنها كانت إحدى الدول الثلاث التي تقف وراء اتفاق خفض الإنتاج في 1999 مع فنزويلا والسعودية، 1,52 مليون برميل يوميا مقابل 1,8 مليون برميل قبل الخفض الذي قررته اوبك، ويبلغ انتاج المكسيك 3,3 ملايين برميل يوميا.
من جهة اخرى وخارج اوبك ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، تنتج دول الاتحاد السوفيتي السابق 7,62 ملايين برميل والصين 3,2 ملايين برميل.
وقد ادت الصدمتان النفطيتان اللتان حدثتا في 1973 و1979 ْ 1980 الى زلزال في الاقتصادات الغربية اتسم بزيادة التضخم والبطالة، بينما لم يؤد ارتفاع الاسعار بمقدار ثلاثة اضعاف خلال عام، اليوم سوى الى ·صدمة صغيرة من دون اي انعكاس حقيقي على النمو.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان الدول الفقيرة هي الأكثر تأثرا بارتفاع الاسعار لأن مطالبها النفطية الكبيرة تزيد من نفقات الانتاج في اقتصاد مرتبط الى حد كبير بحاجة الصناعات الى الطاقة.
وفي المقابل، في الغرب لم تمنع ·الازمة النفطية منذ اذار/مارس 1999 معظم المعاهد من تأكيد نسب نمو اكبر من تلك المتوقعة.
وقالت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ·من غير المرجح ان يؤدي تطور السوق النفطية الى انعكاسات على الاقتصاد شبيهة بتلك التي حدثت في السبعينيات والثمانينيات .
وقال المراقب الفرنسي للأوضاع الاقتصادية ان ثلاثين دولارا للبرميل الواحد لا يثقل الا ببضعة اعشار من النقطة على النمو.
وفي الدول الصناعية اصبح النمو الذي نشطته التقنيات الجديدة ·اقتصاد الشبكة المعلوماتية اقل تبعية للنفط كما اصبحت الدول الصناعية اقل تبعية لتقلبات الاسعار, وقال جان فرنسوا جيانيسيني من المعهد الفرنسي للنفط ان ·الانترنت والكومبيوتر لا يعملان على النفط .
من جهة اخرى نجحت دول مثل فرنسا في تحقيق استقلال في قطاع الطاقة لم يكن قائما في السبعينيات بفضل الطاقة النووية.
بالتأكيد تؤدي اسعار النفط عند ارتفاعها الى زيادات في نسبة التضخم ففي فرنسا، ارتفعت هذه النسبة من 0,3% على مدى العام في نهاية 1998 الى 1,6% في نهاية كانون الثاني/يناير.
لكن هذا التضخم ·المستورد لا ينتشر ليشمل بقية قطاعات الاقتصاد ويبقى التضخم بعيدا عن تقلبات الاسعار هادئا.
وقال جيانيسيني ·نعيش اليوم في عالم من عدم الاستقرار الصغري في اسعار النفط ليس له اي معنى اقتصادي حقيقي بل استقرار شامل للاسعار بفضل العولمة .
واضاف ان الغربيين ·يميلون الى تفضيل الاستقرار الآني معارضين خصوصا ارتفاعا مفاجئا في الاسعار بينما تملك الدول المنتجة رؤية ابعد مدى .
يذكر ان تقلبات سعر برميل النفط ليست امرا جديدا، فمنذ حوالي قرن ونصف قرن، في كانون الثاني/يناير 1861 بلغ سعر البرميل عشرة دولارات وانهار الى عشرة سنتات في كانون الاول/ديسمبر.
وبالرغم من تراجع اسعار النفط مؤخرا، لا تشك الاسواق في ان منظمة الدول المصدرة للنفط ·اوبك ستقرر اليوم الاثنين زيادة انتاجها النفطي اعتبارا من نيسان/ابريل المقبل ولكنها تعتد ان الزيادة ستكون متواضعة ولن تكفي لتلبية توقعات الدول المستهلكة.
ويفترض ان تحدد اوبك في السابع والعشرين من اذار/مارس في فيينا حجم انتاجها للفترة التي تبدأ في الاول من نيسان/ابريل بعد انتهاء مهلة الاتفاق الذي ابرم في اذار/مارس وقد بلغ سعر برميل البرنت ·نفط بحر الشمال تسليم ايار/مايو 26,23 دولارا الجمعة الماضي في لندن، مقابل 32 دولارا قبل اسبوعين، وفي نيويورك تراجع سعر برميل النفط ايضا بعد ان بلغ 34 دولارا.
وقال الاقتصادي في مركز دراسات الطاقة في لندن ليو درولاس ان هذا التراجع ·اثار بالتأكيد قلق المنتجين وهذا يمكن ان يقودهم الى خفض حجم زيادة الانتاج ولكن من دون ان يمنعهم من تطبيق هذه الزيادة اعتبارا من نيسان/ابريل .
وقد عادت ايران على ما يبدو الى موقفها ·المتصلب معتبرة يوم الجمعة ان زيادة في الانتاج في الوضع الحالي ·ليست مبررة ومتهمة الولايات المتحدة اول امس السبت بممارسة ضغوط على اوبك لزيادة الانتاج، كما اشارت الإمارات العربية وقطر الى تراجع الاسعار.
وقال محللون ان الزيادة الفعلية ستكون ضيئلة وستتراوح بين مليون و1,5 مليون برميل يوميا بينما تطالب واشنطن بزيادة تتجاوز المليوني برميل لتطويق الآثار التضخمية الناجمة عن ارتفاع الاسعار.
وقال المحلل في دار الوساطة ·جي ان اي في لندن لورنس ايغلز ان ·كل الدول الاعضاء في اوبك تنتج اكثر من حصصها ، موضحا ان الكمية التي يتم انتاجها في الاطار تبلغ حوالي مليون برميل لدول اوبك.
وقال ايغلز ان ·الشعور السائد هو انهم سيتجنبون اضفاء شرعية على هذا التجاوز اي انهم لن يعلنوا سوى زيادة طفيفة في الانتاج موضحا ان ·هذا سيسمح لأوبك بالاحتفاظ بهامش كبير للمناورة فإذا تراجعت الاسعار يمكن لدول اوبك ان تحسن احترامها للحصص والعكس صحيح .
واضاف ان اوبك يمكن ان تحدد سعرا ·مثاليا ْ حوالي 24 دولارا لبرميل النفط المرجعي لأوبك مثلا ْ وتقرر عقد اجتماع جديد اذا تجاوزت الاسعار مستويات محددة.
وعلى كل حال يتوقع الخبراء ان تبقى الزيادة التي ستقررها اوبك غير كافية لتلبية الطلب ودعم المخزونات العالمية التي بلغت مستويات هي الادنى منذ عشرة اعوام.
وقال ايغلز ان ·تقلبات الاسعار يمكن ان تستمر اشهرا بعد هذا الاجتماع ولكن في هامش محدد يتراوح بين 23 و27 دولارا لبرميل البرنت الواحد .
يذكر ان اوبك خفضت في نيسان/ابريل 1999 انتاجها 1,7 مليون برميل يوميا في اطار اتفاق مع الدول المنتجة غير الاعضاء في المنظمة حول خفض يبلغ في اجماله 2,1 مليون برميل ورفع اسعار النفط من اقل من عشرة دولارات في نهاية 1998 الى اكثر من ثلاثين دولارا في بداية 2000، وهو اعلى مستوى له منذ كانون الثاني/يناير 1991 وحرب الخليج, وقد اعلنت الدول الثلاث التي كانت وراء هذا الاتفاق اي السعودية وفنزويلا العضوان في اوبك، والمكسيك التي لا تنتمي الى المنظمة تأييدها لمبدأ زيادة في الإنتاج من دون ان تحدد برنامجها الزمني ولا حجمها.
|
|
|
|
|