انني اؤكد,, في غير تحفظ، ان الاخ الدكتور زاهد محمد زهدي، قد بذل جهدا مشكورا,, في تقديم هذه الدراسة الواسعة، عن الشاعر الكبير,, محمد مهدي الجواهري وشعره، وقد اعانه على ذلك صحبته المبكرة لشعر الشاعر، وسيره الطويل معه، ومعرفة الشاعر عن قرب، ثم تعلق المؤلف بهذا الشعر,, الذي ملك عليه نفسه، على ما يبدو، واعجابه به,, وبارادة صاحبه وقوته، لان الشعر القوي,, في تقديري، لا يصدر الا عن شاعر قوي، لا يهاب ولا يتردد، والشواهد قائمة,, عبر تاريخنا, خذ مثلا: المتنبي، وابا العلاء، وابا تمام وأضرابهم,, من الشعراء عبر العصور الجاهلي والاسلامي، والاموي والعباسي، وشعراء النهضة,, في العصر الحديث، مثل الزهاوي والرصافي,, في العراق، وبعض شعراء مصر، مثل البارودي وحافظ ابراهيم، وشعراء الشام، مثل ابي ريشة وبدوي الجبل، وكذلك الحال في الجزيرة العربية وتونس والمغرب، وبقية الاقطار العربية.
ان دراسة الاخ زاهد,, التي بين ايدينا، ممعنة في الجودة والتتبع، والاحاطة بالكثير,, الذي يتصل بالشاعر الكبير وشعره, وليس كثيرا,, ان يكتب نحو ستمائة صفحة، كاتب عن شاعر فحل كالجواهري، بل انه يستحق,, ان يؤلف في شعره الكثير والغزير، من الاطروحات الجامعية، ودراسات شتى, تعني بشعره وحياته وتشرده ونضاله، في سبيل ما يؤمن به, لكني اطمح الى ان تكون المنهجية في التأليف اساسا، لتفادي الحشو والتكرار,, اللذين يبعثان على الملل، ويضيعان على القارىء الجاد متعة القراءة والدرس، لان التكرار,, في اكثر من فصل، يفقد القيمة الدراسية الجادة ونهجها,, لأي مؤلف, انظروا مثلا الى كتاب المتنبي، الذي كتبه المحقق محمود محمد شاكر، فحين ظهر لاول مرة في طباعة عن المقتطف كان متميزا مركزا، ذا قيمة ومعنى, وحين وسعه مؤلفه، فجعله مجلدين، كثر فيه التكرار والحشو، وفقد قيمته الادبية، التي عرف بها وتميز في طبعته الاولى,,!
انني اؤكد ان الاخ زاهد يدرك ذلك، غير ان حبه للشاعر الكبير,, دفعه الى ما آل اليه كتابه، ليكون ذلك التكرار,, مرات ومرات، في كل الابواب، وكان ينبغي ان يكون التركيز، هو الهدف الاول، لتقديم دراسة مقننة وافية، في كتاب تبلغ صفحاته من المئات ستا، ليصبح مرجعا للدارس، قبل القارىء، غير ان الكتاب,, لم يرق الى هذا المستوى, ولعل اخص ما يفتقده القارىء الجاد، ان المؤلف صرف النظر، وهو في حماسة الاهتمام,, وجمع المعلومات والتكرار، في هذا الاندفاع عن بعض جوانب مهمة، رغم انه صاحب الشاعر وشعره وابن الشاعر الاكبر سنين، جعله يتجاوز عن النقد,, الذي يحتاجه هذا الكم من الشعر، وهو ما يتطلع اليه قارىء الكتاب، ولم يعن الاستاذ زهدي,, الا بالمطالع ْ قوة وضعفا ْ وبعض الملحوظات.
وكنت اود، وربما غيري من قراء كتابه، ان يعنى المؤلف، ويقف على الشعر الضعيف المتكلف والمتوسط، كما عنى بالشعر القوي,, الجيد المتميز، في كل ما كتب وقدم، كما هو دأب ودور الدارس الحاذق، الذي يعنى بدرسه، كما فعل طه حسين في كتابه ْ مع المتنبي ْ, وحتى الذين كتبوا مقدمات لدواوين شعرية وكتب ذات قيمة، كما فعل,, الاستاذ عبدالعزيز الربيع، في ديوان: قدر ورجل ، للشاعر السيد محمد حسن فقي، فقد اعطى ذلك الشعر حقه، من التقييم والتقويم، فبلغت مقدمته الدراسية، وليست اطراء فحسب، مائة صفحة,ولا يغيب عن بال الاخ الدكتور زاهد زهدي، ولا المثقفين، ما جرى في عرف البلاغيين، على جعل الاسلوب الوسط,, الذي تساوت به الفاظه ومعانيه، اصل الاساليب, فاذا زادت الالفاظ على المعاني,, كان الاطناب، واذا زادت المعاني على الالفاظ,, كان الايجاز, والبليغ الحق، لا يكون من طبعه الطول ولا الفضول، وانما يسلك الى تأدية معانيه الى ذهن القارىء او السامع، طريق المساواة والتقدير، او طريق القصر والحذف, اما الاطناب او الاسهاب,, فليس من طبيعة اللغة العربية، لانها لغة سامية, واول الفروق بين اللغات السامية واللغات الآرية، ان الاولى اجمالية، والاخرى تفصيلية، ذلك ان طبيعة اللغات الاجمالية، الاعتماد على التركيز، والاقتصار على الجوهر، والتعبير بالكلمة الجامعة، والاكتفاء باللمحة الدالة, اما طبيعة اللغات التفصيلية، فهي العناية بالدقائق، والاحاطة بالفروع، والاهتمام بالملابسات، والاستطراد,, الى المناسبات، والميل الى الشرح, ولم تعرف العربية التفصيل والتطويل والمط,, وتعاقب اللفظ,, كلما او جملا على المعنى الواحد، الا بعد اتصالها بالآرية الفارسية في العراق، والآرية الاوروبية في الاندلس,, كما يقول البلاغيون 1 .
2
كنت اود,, من المؤلف، ان يقف مع كتاب: سليم طه التكريتي، الذي كتبه عن حياة الجواهري ْ حكايات مع الادباء ْ، لكن الاستاذ زاهد، اشار اشارة عابرة مقتضبة الى ذلك الكتاب, واكبر الظن ان مؤلف كتاب الجواهري ، رافض ما جاء في كتاب التكريتي جملة وتفصيلا, غير ان الواقع يدعو الى الوقوف على ذلك الكتاب، يؤخذ منه ما يرى انه حق، ويرد على المزاعم,, التي لا صحة لها، اما ان يرفض دون ابداء الاسباب، فان القارىء للكتابين، لابد ان يتساءل: لماذا الكتاب اللاحق، الذي عنى بشعر الشاعر وحياته، لم يتوقف عند الكتاب الاول، يحاوره، ويجادل صاحبه بالمنطق، وينقض الباطل فيه بالدليل!؟ لم نر شيئا من ذلك فعله الاخ زاهد زهدي، وهذه حجة تحسب عليه، لان مبدأ التجاهل المطلق,, ليس من دأب الذين يعنون بالدراسة المنهجية المتقنة,! وخلال السطور التالية، فاني اتوقف عند كتاب,, سليم التكريتي، لاني سبق ان قرأته، وكتبت حلقات نشرتها في صحيفة البلاد منذ ان وصل الكتاب الى يدي,!
3
يتحدث سليم في كتابه عن الجواهري، فيقول: ارتفعت مكانة الجواهري وشهرته في آفاق العالم، واصبح في عداد شعراء الانسانية، فشارك في مؤتمر المثقفين العالميين، في ْ بلونيا ْ، في اغسطس 1948م، وكان العربي الوحيد بين خمسمائة مندوب، فاختير عضوا في حركة السلم العالمي, هذا كلام جميل، لماذا تجاهله الاستاذ زاهد، ولم يشر اليه، ولم يأخذ منه؟.
ويشير سليم الى ان الجواهري,, في عودته من ذلك المؤتمر، توقف في بلد الجمال ْ باريس ْ، فأعجب بها واخذ يغرد:
كأن طيوف الخطايا تتوه مدى، ثم تحتضن الاعينا كأنك باريس ام الدنى بكل الغموض، بكل السنا وكم من فم حشوه وردتان هما الشفتان، هما الجمرتان اراق الزمان دماء الشباب ليرويهما وهما يلهثان |
وقال كذلك:
تمسح خدا بخد يذوب من الحب في وجنتيه ندوب ولاح كما لاح فوق السهوب رؤى شفق في الوجوه الشحوب كأني رأيت فؤادا يذوب |
تعلمت كيف يشق الغزل طريق الحياة اذا اظلما |
ويقول الكاتب,, ان الشاعر الكبير، مكث في باريس زهاء خمسة اهلة، ورغم ذلك,, لم يتعلم الفرنسية، ولعلي ارى انه غير معنى بتعلم اللغات، وحتى حين ذهب مع الوفد الصحافي,, الى بريطانيا، وانشق عن الوفد، اختير له مترجم, ليرافقه في رحلاته وجولاته، ولم نر للمؤلف,, الاخ زاهد,, اي توقف او اشارة، عن رحلة باريس وبريطانيا!
4
وحين ضاقت الدنيا بالشاعر، ثم حانت ساعة فرج، بانعقاد المؤتمر الثقافي لجامعة الدول العربية,, في الاسكندرية، في عام 1950م، ودعي الجواهري اليه، بعيدا عن الوفد العراقي الرسمي، فذهب، والقى قصيدته: الى الشعب المصري ، هاجم فيها الحكومة العراقية، وحين اكمل انشاده، وقف الدكتور طه حسين، وكان يومها وزيرا للمعارف، فأثنى على الشاعر وابلغ الثناء، كما اثنى على القصيدة,, بما تستحق، ونحن نعرف من هو طه حسين خطيبا بليغا، حين يطرب لشيء ويعجبه، فانك تسمع منه العجب,, من سحر البيان! واعلن الاستاذ العميد للشاعر,, ان الحكومة المصرية على استعداد، للانفاق على ابناء الشاعر تعليما واعاشة في مصر، وهم: فرات، اميرة وفلاح, ولم نقرأ شيئا من هذا فيما سطره الاخ زاهد في كتابه الكبير عن موقف الحكومة المصرية، والموقف الكريم,, للاستاذ العميد طه حسين!, اما قصيدة الشاعر في مصر، التي مطلعها:
يا مصر تستبق الدهور وتعثر والنيل يزخر، والمسلة تفخر |
فقد اتى عليها المؤلف في كتابه الجواهري .
لم يطل بقاء الجواهري في مصر، فعاد الى بغداد، وحصل على امتياز جريدته الرأي العام , وبدأت الظهور, ثم دعي الى تأبين عبدالحميد كرامي,, في لبنان، من قبل رياض الصلح، رئيس وزراء لبنان يؤمئذ، وحسين العويني، وألحا عليه في الحضور، ذهب الى هناك، وفجر قذائفه وهجومه,, في رائعته الرائية، التي بدأها بقوله:
باق واعمار الطغاة قصار من سفر مجدك عاطر موّار |
وعصفت هذه القصيدة بوزارة الصلح,, فاستقالت، واسندت الى العويني، ورحلت الشاعر,, في اربع وعشرين ساعة من قيام الوزارة الجديدة, وكانت حكومة العراق للشاعر بالمرصاد، لما نالها,, من شواظ قصيدة رثاء كرامي، واتيح لها الانتقام من الشاعر، حين نشر قصيدته تنويمة الجياع ، التي يقول فيها:
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام نامي فان لم تشبعي من يقظة، فمن المنام |
وكان ا لجواهري,, يصدر جريدة ْ الاوقاف البغدادية ْ، فعطلت، وفكر الشاعر مجددا في الذهاب الى مصر، لا سيما وقد لقي منها ترحيبا على لسان وزير معارفها,, الدكتور طه حسين، ابان مشاركته في المؤتمر الثقافي لجامعة الدول العربية، والانفاق على أبنائه تعليماً,, واعاشة, وذهب الى امه في النجف لوداعها، وجاء دافق الشعر,, في اثناء زياتها،ْ فأنشأ قصيدة بعنوان: قفص العظام ، نشرت في جريدة النصير الدمشقية، ونقلتها عنها,, جريدة صوت المبدأ ، فنشرت فيها، يوم 4/6/1951م وفيها يقول:
تعالى المجد يا قفص العظام بورك في رحيلك والمقام حججت اليك والدنيا تلاقي عليك بكل خاصمة عقام وفي صدري، تدور مسومات عصين على اللجام |
ترك الجواهري,, بغداد الى مصر, وفي مطار القاهرة,, لم يسمح له بالدخول، فهاتف ابنه فرات,, ليبلغ الدكتور طه حسين الامر، فأسرع الاستاذ العميد، الى الاتصال بوزير الداخلية يومئذ فؤاد سراج الدين، يطالبه السماح بدخول الشاعر مصر، وجرى ذلك على عجل، ولعل عدم السماح للجواهري بدخول مصر,, كان كما يبدو بايعاز من حكومة العراق!
وفي مصر يومئذ، كانت المقاومة الشعبية,, تكافح الاستعمار، فحركت مشاعر الجواهري، فنظم قصيدة يقول فيها:
خلي الدم الغالي يسيل ان المسيل هو القتيل مدي بهامك، فالجها د لديه من هام تلول متراكمات، لا تبالي الدهر يقصر او يطول من ها هنا فجر يطل ومن هنا ليل يزول قل للشباب بمصر والدنيا لمن يصغي تقول هذا أوان الجولة الكبرى تبارك من يجول ان لم تصولوا للذياد عن الحياض، فمن يصول خوضوا دم المستعمرين فطالما خضبت وحول وتصيدوهم,, مثلما صيدت لمحترش وعول |
ويعلن الكاتب، ان الجواهري,, لم يلق بمصر ما يحلم به، من المجد والشهرة والاشادة بمواقفه البطولية، فقرر,, ان يغادرها، وبدأ في نظم قصيدة غاضبة, ولعله اخبر,, الاستاذ العميد بذلك، فهون عليه, ولعله رجاه الا يفعل، واكتفى الشاعر بكتابة بيتين اثنين,, هما:
ما انفك يا مصر والاذلال تعويد يسومك الخسف كافور واخشيد مقالة كبرت، والحب شافعها حسب المسودين لو شاؤا لما سيدوا |
وعاد الجواهري ْ خالي الوفاض ْ, ويقول التكريتي، في ص 104 من الصفات المميزة للجواهري، عدم اعترافه بالوفاء لاي انسان كان، فكلمة الوفاء,, لا وجود لها في قاموس الجواهري، مثل كلمة ْ الانضباط ْ ولم يوف حالما! وانا لست اشكك او اؤيد هذا الاتهام، لانه قاس وبشع، لكن هذا الاتهام,, الحكم فيه الى العارفين والمخالطين للرجل, وانا لا ازكي على الله احدا!
وخلال حركة عام 1958م، كان الجواهري,, يعيش في منفاه بمدينة براغ في شقة منحت له من الحكومة التشيكوسلوفاكية، مكث فيها سبع سنوات، ثم استدعته حكومة البعث، ومنحته مرتبا، وطبعت اعماله الشعرية، وارسل الى لندن للعلاج,, على نفقة الدولة، واستأجرت له شقة في عاصمة اليونان,, يقضي فيها الصيف، على شاطىء البحر، ومنحته شيكات ينفق منها، كما منحته عشرة ْ دونمات ْ، من ارض على الضفة اليمنى,, من نهر دجلة لبناء دار.
5
كان الجواهري يسير في الفلك اليساري، وتدور نغمة اليسار في اشعاره، لا سيما خلال الحرب العالمية الثانية,, وما بعدها, ويقول سليم التكريتي: ان الشيوعيين لم يكونوا يشاركون في تحرير الصحف التي كان الجواهري يصدرها، وقد نشرت صحف الجواهري بعض مقالات لكتاب شيوعيين,, ومنح الشاعر,, امتياز جريدة، اسماها الجهاد واعتقل الجواهري مع آخرين، ثم افرج عنهم، نظم وهو في المعتقل قصيدة بعنوان: ظلام ، يقول منها:
ظلام يغور ونجم يغور وزنجي ليل يخيف الدهور كأن ثناياه عش النسور كأن المجرة فيها بثور اقم يا ظلام رواق الضباب وشد في فيافيك سود القباب |
اقم يا ظلام رواق الضباب
وخيم فلا نجمة تطلع
ولا همسة من فم تسمع
غفا الحقد بالليل والحاقد
وحين تولى الملك فيصل الثاني (ملك العراق)، مدحه الشاعر بقصيدة، بعنوان: ته يا ربيع , فذهب خصوم الجواهري وحساده واعداؤه، او ْ المنقلبون ْ عليه,, من اليساريين، للنيل منه، واتهامه بالتزلف، ونظم فيه احدهم قصيدة، فيها قذعٌ وسباب! ولم ينل الجواهري شيئا عن قصيدته,, في مدح الملك فيصل الثاني (ملك العراق),, سوى اعادة امتياز واصدار صحيفته الرأي العام ، وهي مصدر رزقه, وتجددت ثورة الشاعر,, على الحاقدين والحاسدين وغيرهم، فنظم قصيدة بعنوان: كما يستكلب الذئب ، نشرها,, في آخر 1953م، في جريدته، بعد اسبوع,, من اصدارها، فقال: |
عدا عليّ كما يستكلب الذيب
خلق ببغداد، انماط اعاجيب
خلق ببغداد، ممسوخ يفيض به
تاريخ بغداد، لا عرب ولا نوب
لوشئت مزقت استارا مهلهلة
فراح سيان منهوك ومحجوب
اني لاعذر احرارا اذا برموا
بالحر يلويه ترغيب وترهيب
فما لعبدان اهواء وعندهم
في كل يوم من التغرير اسلوب
مشت الى بعوضات تلدغني
وهل يحس دبيب النحل يعسوب
ما اغرب الجلف لم يعلق به ادب
وعنده للكريم الحر تأديب
ويستثير شجاهم اصيد عصرت
منه الخطوب، وشدته التجاريب
ما كنت اول محسود تهضمه
وَكْسٌ، وحاربه بالسب مسبوب
يبقى القصيد لظى والارض مشربة
دماً وتذري مع الريح الاكاذيب
ان الاحداث لا تضعف نفس ولا همة القوي وارادته، ولا تهزمه الخطوب والاحداث, ولقد حدث صراع,, بين عبدالاله الوصي على عرش العراق، ونوري السعيد,, رئيس الوزراء، دفعت الثاني الى باريس,, بحجة العلاج، ولم يعد,, الا باشتراطه، حل مجلس النواب، ففعل عبدالاله، وانشأ في ذلك الجواهري قصيدة بعنوان: التعويذة العمرية ، وهي قصيدة تهكمية,, ساخرة لاذعة، ويقول سليم التكريتي انه لم يتمها، وربما كان مرد ذلك خوف العاقبة,, كما يعلل الكاتب، او انها ضاعت,, مع ما ضاع من اوراقه,, يقول الشاعر: |
يا تحفة العصر الحديث
بحيث تحسده العصر
يا ايها الفكر العظيم
بحيث تنحسر الفكر
يا خير من حكم البلاد
وخير من ساس البشر
سبحان خالقك المبرأ
كيف صاغك من درر
يذكر المؤلف,, سليم التكريتي، ان عبدالاله، في عام 1955م، اراد ارضاء الشاعر وتعويضه عما حل به من كرب وتعب، بمثابة عمااصاب الرجل واضناه,, وحرمه من الحياة الكريمة، التي كان ينبغي ان ينالها، وهو الصوت المجلجل للعراق,, في العالم العريض، وان كانت له تقلبات هي,, من الاسباب في حرمانه واهماله . وكان التوجه ان يعطى للشاعر ارض زراعية وآلات حرث وحصاد والمواد الزراعية الاخرى، وزين اصدقاء الجواهري له ذلك, وقدر الرجل,, ان هذا الزرع سيحقق له بعض احلامه، لا سيما في الثراء، وتزوج الشاعر بفتاة ريفية، لكنه طلقها,, بعد التجائه الى الشام، وشغل بالزراعة، وانشغل عن الشعر، فلم ينظم سوى قصيدة,, خلال تلك الفترة، عنوانها يا ام عوف، في عام 1950م . لقد فاتني,, وقد تذكرت بآخرة، انه كان ينبغي علي ان اشير,, وانا اقدم هذه النماذج,, التي اتى بها التكريتي، في سياق حديثه عن الشاعر الجواهري, اقول فاتني الوقوف على الابيات الجياد، لاشير اليها، لان الجواهري,, شاعر مطبوع,, من كبار شعراء القرن العشرين, واشير كذلك الى ابيات واشطر,, مهزوزة وضعيفة، ليحيط بها القارىء، وقد شغلت بالاحداث,, التي عاشها الشاعر، وصراعاته ونصبه ومواقفه, ولم يكن في حسباني,, التوقف عند الابيات التي ساقها سليم، من خلال حديثه وسرده,, لشؤون وشجون الجواهري، وهو قد عايشه زمنا، وعمل معه، وعرفه من قرب, اما امانة الصدق وتجاوزه الى ما عداه، فليس من شأني التوقف عند ذلك السرد لحياة الشاعر، وما غمز به ولمز، وشكك وعلل,, وابدى وحدث، معنيا بذلك، الا اذا كان يبدي ما ينقض ما قرأت,, مما ساقه الكاتب سليم التكريتي، وحينئذ اضطر الى المقارنة,, بين حالين، وروايات، يعارض بعضها بعضا، ويناقض بعضها بعضا كذلك, الى غير ذلك مما تدعو اليه المواقف والتقصي,, والتحليل والتأمل، لئلا نظلم الشاعر الكبير,, اذن هذه الوقفات,, ليست دراسة وتأملات فيها عمق، انما هي وقوف على نماذج مما ساقه المؤلف، لا تمت الى الدراسة بمعانيها الواسعة بصلة, وحسبي انها وقفات سريعة، على صور,, من حياة الشاعر الكبير، وهو قد قدم ثلاثة مجلدات، يمكن الرجوع اليها وقراءتها واستنطاقها,, والتوقف حيث ينبغي ذلك والتأمل, والابيات التي جاءت في قصيدة الشاعر ام عوف ، وشكوى الشاعر، شعر جيد، سوى صدر البيت الثاني,, فانه لم يعجبني، لانه ضعيف، وهو قوله: في كل يوم بلا وعي ولا سبب ، فهو حشو لكلام او كلمات,, ليست في مستوى القصيدة وجودتها، ولا مستوى شعر الجواهري القوي، وهذا شيء طبيعي، ان نجد في شعر اي شاعر فحل,, بعض الضعف والتكلف، وحتى الركاكة, اذ لا يوجد شاعر يجيد في كل ما ينظم ويقول، لان الشاعر بشر، والبشر خطاء، ذلك ان من طبعه,, ان يصيب وان يخطىء. ومطلع قصيدة ام عوف : |
يا ام عوف عجيبات ليالينا
يدنين اهواءنا القصوى ويقصينا
وعنوان القصيدة,, مأخوذ من اسم كوخ، صاحبته، ام عوف ، كان يتوقف عنده الشاعر,, وهو في طريقه الى مزرعته، فيجد منها التكريم والترحيب,, وهذه القصيدة,, من روائع شعره، وفيها الم ممض، ولوعة وشكوى! وذهب الشاعر الى الشام مدعوا، للمشاركة,, في الحفل الذي تقررت اقامته لمأتم عدنان المالكي، الذي صرع في دمشق، في عام 1956م, والجواهري,, في صراعاته وحروبه لا يهدأ، ويتلقى الضربات، فيضيق بالحياة ومن حوله,, في العراق، فيفر الى الدول الاوروبية الاشتراكية حينا، والى مصر حينا آخر، والى سورية ولبنان، لينفس من الكرب الذي يحيط به ويعيشه، وليبعد بعض الوقت,, عن حياة الاقتتال، وان كانت لا تهدأ له حال، حتى وهو بعيد,,عن بغداد، فينسج الملاحم والبراكين، ضد اعدائه وشانئيه وحاسديه، لانه يحس بالظلم والغبن، ذلك,, انه لم يقدر كشاعر كبير، وصوت مجلجل لوطنه,, في المؤتمرات والمحافل التي يدعى اليها ويحضرها! شد الشاعر الرحال الى عاصمة الامويين,, للتنفيس، وليهتبل الفرصة المتاحة، فيلقي شعره، وينال من خصومه، بصواعقه التي تأتي ليس عرضا,, من خلال نسيج شعره، وانما هو يمعن في التعريض بمن يكرهونه ويكرههم, ويحاربونه ويحاربهم! يقول المؤلف سليم التكريتي: وكان في ذلك الوقت يحس بأنه قد غدا منبوذا من اطراف الحركة الوطنية، وغير محترم من لدن الطبقة الحاكمة,, التي عقدت لسانه بالمزرعة الموهومة، ولذلك وجد في حضور حفل ْ المالكي ْ متنفسا له، لكي يعيد ما اضاعه من مكانة لدى الشعب قال الجواهري: |
خلفت غاشية الخنوع ورائي
واتيت اقبس جمرة الشهداء
ودرجت في درب على عنت السرى
الق بنور خطاهم وضاء
دوى على المستعمرين صواعقا
وعي الشعوب ويقظة الدهماء
وتكشفوا عريا على اضوائها
مثل اللصوص بليلة قمراء
ستدوس اقدام الشعوب كخرقة
مهروءة من كان سوط بلاء
سيري عتاد الاجنبي بعينه
مرمى عقيدة امة عزلاء
ستعود تصهر طلقة وقذيفة
ترمي الطغاة سلاسل السجناء
وخلال لجوء الشاعر الى الشام,, لم يمسك لسانه، وهو كالطائر الذي الف التغريد وهو محلق,, او حتى وهو حبيس في قفص, والشعر متنفس الشاعر,, وهاجس نفسه عما يختلج في صدره, وقد نظم في دمشق قصيدة بمناسبة اسبوع الجزائر,, الذي اقيم في سورية، في عام 1956م، وهي قصيدة من روائع الشعر العربي، منها: |
ردي علقم الموت لا تجزعي
ولا ترهبي جمرة المصرع
فما سعرت جمرات الكفاح
لغير خليق بها اروع
دعي شفرات سيوف الطغا
ة تطبق منك على المقطع
فسارية العلم المستقل
بغير يد الموت لم ترفع
فانك والموت دون الحياض
صنوان للشرف الارفع
جزائر، دارت بمستعمر
رحى، من يضرس بها يهلع
واذن فجر الشعوب الهتو
ف ينشق في يقظة الهجع
مشت بك باريس ام الحقوق
وحشا يدب على اربع
تمزق اظفاره امة
بحق الحياة لها تدعي
سقت تلك الصفحات,, ولعلها طالت، وذلك من خلال قراءة كتاب الدكتور زاهد زهدي، غير اني,, لم ادخل في التفاصيل، التي سأبدأ فيها بدءا من هذه السطور, وقرأت كتاب سليم التكريتي، واستنتجت منه,, ما قدمت من صفحات، وتركت الكثير, والسؤال التلقائي: لماذا لم يخصص الاستاذ زاهد صفحات,, من كتابه الضخم، يحاور فيها ما كتب سليم، يقبل منه ما يقبل، ويرفض ما يرفض!؟, لان القارىء، اي قارىء، قرأ ذلك الكتاب، ويقرأ اليوم دراسة زاهد، سيقول: ما رأي اللاحق فيما كتبه السابق!؟ مع اوضد!, كنت اتطلع الى وقفة من الاخ زاهد,, يفند فيها ما كتبه سليم عن شاعره, لان سليما عايش الجواهري، وعمل معه في الصحافة، عاش ظروف الشاعر وحاله، وقال كل ذلك في مؤلفه,, بأسلوب لا تنقصه الصراحة, ومن حق الجواهري,, على مؤلف كتاب الجواهري ، ان يتوقف لحوار كتاب سليم، والرد على ما قد يكون فيه من تجاوزات!, اما ان يقول كلمتين، كاشارة عابرة، ثم لا يأبه لما حمله كتاب التكريتي,, من دعاوى واتهامات، فان هذا يعني عند القارىء,, اي قارىء، ان ما قاله سليم صحيح، ما لم يأت ما ينقض ذلك بأدلة وحجج ومنطق حواري بين, وهذا مالم يفعله الاستاذ زاهد، رغم ضخامة كتابه,, الذي الفه عن الشاعر الكبير,,!,, يتبع --------------------------------- المسرح المحْْْْْْْْْْْْْْْلي في عيْْْْْْْْْْْْْْْْْْْون النقد الصحفي مشعل الرشيد --------------------------------- المسرح هو احد روافد فنون التعبير الانساني, لذا اصبح وجوده ظاهرة حتمية لمجتمعنا الذي دخله هذا النوع من الفنون منذ وقت قصير قياسا ببعض المجتمعات العربية والاوروبية التي احتضنته كمنبر من منابر التعبير الانساني,, فاستطاعت ان تقفز قفزات ثقافية,, مما ساعد على ظهور اشكال مختلفة له,, بينما نحن في مجتمعنا اصبحنا متلقين لهذا الفن الوافد الذي جاءنا متأخرا لكنه وجد اهتماما من المسئولين والفنانين والموهوبين ولا ادل على ذلك من وجود عدة مهرجانات مسرحية محلية، ومشاركات مسرحية على المستوى العربي، فعلى المستوى المحلي هناك مهرجان الجنادرية المسرحي، مهرجان ابها المسرحي، ومهرجان المسرح السعودي بالجامعات السعودية,, وجميع هذه المهرجانات ذات طابع سنوي، وللحقيقة فان المسرح قد فرض نفسه ووجوده رغم كل المعوقات,, لعل من اهمها عدم وجود القاعة المسرحية,, فظل دوره قاصرا نتيجة الظروف الاجتماعية والتي حدت من انطلاقته الفنية الموضوعية,, فاذا نظرنا الى الواقع المسرحي فسوف يتأكد للمسرحيين ان ما يقدمه المسرح الآن ليس هو الطموح وليس هو المسرح الحقيقي,, الا ماندر من بعض العروض التي قدمها قلة من الفنانين وذلك لمناسبة مهرجانية فقط وبعدها ينفض المولد ويعود المسرح الى سكونه,, والمسرح الذي دخل علينا متأخرا,, قد بدأ بقلة من الفنانين والمهتمين، ففرض وجوده دون توصية جماهيرية فأصبح هذا المسرح يشد المتلقي دون قناعة داخلية بأنه ظاهرة حضارية,, والمفارقة هنا تظهر وتتضح بأن الرأي السائد عند المتلقي هو التسلية والترفيه,, اللهم الا قلة من الذين يشعرون بأهمية وجود المسرح، اذ نجد ان لهم مذاقا خاصا تجاه المسرح، فيعتبرونه أداة فنية,, ذات اهداف تعليمية وتثقيفية وتنوير مع شيء من الترفيه والتسلية,, وهناك امثلة كثيرة,, منها اذا صادف الواحد منا طبيبا او مهندسا او مدرسا او موظفا,, ودعوناه مثلا لمشاهدة مسرحية ما ,, فانه قد يتعلل بأسباب واهية تمنعه من الحضور,, ولكن الحقيقة هي ان النظرة مازالت قاصرة تجاه المسرح,, اذ ينظر اليه او الى الفنانين به على انهم مشخصاتية وليسوا اكثر من مجال للتسلية,, وهذا هو الخطأ بعينه الذي يشكل معوقا كبيرا لمسيرة المسرح,, اذاً فالسواد الاعظم من الناس لايعرفون اهمية المسرح على عكس الانسان في المجتمعات الاخرى كالاوروبية مثلا، حيث ينظر الانسان فيها للمسرح على انه جزء هام من برنامجه الحياتي، ذلك لأن الوعي الجماهيري او وعي المتلقي هنا ليس واضحا له ما هو المسرح بسبب قلة العروض والبعد الاعلامي عن هذا اللون الفني الراقي,, وايضا ان المسرح بدأ من خلال قلة من المبدعين كما اسلفت ولم يبدأ من خلال متلقيه الذين يشكلون حجر الزاوية للمسرح,, اذ بدون المتلقي وما يحمله من مضامين اجتماعية لايكون هناك مسرح. ْ هذا فيما يتعلق بالمسرح,, اما فيما يتعلق بالنقد المسرحي في الصحافة المحلية، فبحكم ارتباطي بالمجالين المسرحي والصحفي والتجربة المتواضعة فيهما,, فأقول وبكل صراحة ان النقد المسرحي في الصحافة الفنية يكاد يكون هامشيا وسط ما تطرحه الصحافة الفنية من موضوعات ولقاءات غنائية,, واذا اردنا ان نقول ان هناك مادة نقدية مسرحية موجودة في الصحافة المحلية، فاننا نتجاوز الحقيقة ونقفز الواقع,, فالواقع والحقيقة يقولان وبالتأكيد خلو صحافتنا المحلية من المادة المسرحية الا ما ندر,, وتأكيدا لذلك، فلنأخذ اية صحيفة من صحفنا المحلية ونتابعها شهرا او اكثر بشكل منتظم,, لن نجد فيها نقدا مسرحيا بالمعنى المعروف,, حتى في احسن حالات المسرح الا وهي المهرجانات المسرحية المحلية، اما العربية فانها غائبة تماما عن الصفحات المحلية كجانب نقدي وتحليل موضوعي لأي عرض من عروضه، وان وجدنا نقدا فانه مجرد اشارات قصيرة جدا وانطباعات ذاتية لاتعني شيئا سواء للعروض المحلية او العربية. ْ ان النقد المسرحي هو احد اهم العناصر الاساسية لتقديم الاعمال المسرحية الجيدة لما للناقد من نظرة موضوعية تظهر فيها قدرته على التأمل، مقدما للجمهور عملا مسرحيا اخر كصورة تكاملية مع الخشبة, والنقد المسرحي في صحافتنا المحلية ان وجد فهو ضعيف، نتيجة عدم اهتمام الصفحة الفنية بالمسرح,, وهذا الضعف جاء عنوة اما من المحرر المشرف على الصفحة او من التوجه العام للجريدة، ذلك ان نسبة الاهتمام بالمسرح مقارنة بالاغنية تشكل تقريبا واحد الى عشرة ان لم يكن اقل,, وقد يسأل سائل ,, ما حل إشكالية العلاقة بين الصحافة الفنية المحلية والمسرح؟ ان حل هذه الاشكالية لايكمن في مطالبة الصحفي او الناقد المسرحي بالكتابة عن المسرح قبل واثناء وبعد العرض,, سواء كان العرض منفردا او وسط مجموعة من العروض بمهرجان مسرحي,, بل ان المطالبة تكمن في استمرارية العروض المسرحية طوال العام وهو مطلب يستطيع المبدع المسرحي تحقيقه متسلحا بأسلحة الصبر والتضحيات والنفس الطويل، عندها سيجد الناقد الصحفي الفني نفسه مجبرا على مجاراة واقع المسرح المتواصل مع متلقيه,, اي انه لابد ان يكون المسرح في البداية حصانا يجر عربة النقد الصحفي,, حتى تتحول العربة الى حصانا آخر مجاورا للحصان المسرحي,, وانا على يقين بأن المسرح اذا وجد هذا الحصان المجاور له سيسبقه فلن يغضب,, لان الفنان الواعي سيحترم الناقد الواعي ويتبعه للوصول الى محطة المتلقي التي هي الهدف والغاية للاثنين معا,, ولابد من استمرارية المهرجانات المسرحية المحلية لانها تعتبر محطة هامة من اجل التزود بمعان ذات حركة ديناميكية تحرك من جمود وتزيد من تفعيل الحركة المسرحية، اذ تدفعنا للاستمرارية والنماء والعطاء. والذين سيأتون للمشاركة في هذه المهرجانات المسرحية من فنانين ومبدعين ونقاد واعلاميين مسرحيين سوف يجدون مناخا طيبا للحوار بين الصالة وما بها من متلقين,, وبين الخشبة وما بها من فنانين مسرحيين، وبين داخل الصالة وداخل المجتمع، في حالة تفاعلية اساسها الاستفادة والافادة، وهو حوار بلا شك,, سيكون اضافة وتأكيدا لضرورة وجود المسرح كظاهرة حضارية حتمية يستكمل بها الناس في مجتمعهم,, نشاطاتهم التراثية والثقافية والفنية. --------------------------------- لو أنهم جاءوك --------------------------------- استحضرت قصيدة الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة لو انهم جاءوك وانا اطأ ارض مهبط الوحي، فكانت هذه الابيات. |
لو انهم جاءوا وما استكبروا
واستقبلوا منك الذي استدبروا
لو انهم اذ ظلموا جهرة
انفسهم جْْْْْْْْْْْْْْْْاءوك فاستغفروا
ما هان سيف قُدَّ من عزمهم
ولا هدا من تحتهم منبر
كانوا مصابيح الهدى اعصرا
فصار منهم تجْْْْْْْْأر الاعصر
دان لهم كسرى وايْْْْْْْْْوانه
واسلم الامر لهم قيْْْْْْْْْصر
فكل ربع منهم مشْْْْْْْْْْْرق
وكل روض منهم مزهْْْْْْْْْر
من ذا الذي اخرس الحاننا
فغْْْْْْْْْْاب عن نديّنا السُّمَّر
وطائر التوحْْْْْْْْْْْْْْْْْيد مستضعف
فلا يكاد قيده يكسْْْْْْْْْْْْْْر
سمعت صوتا هاتفا في الدجى
واضلعي جراحْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْها تقطر
لا تقنطوا مما يكيد العدى
فالله مْْْْْْْْْْْْن كيدهم اكبر
++++++++++++++++++++++++++++ حسن الأمراني ++++++++++++++++++++++++++++ |
|