|
| مقـالات
* دخلت الشخصية الخليجية بشكل حاد في شخوص الكثير من القصص والروايات العربية,, وبدأت تأخذ شكلا رئيسيا في السرد العام للقصة والرواية,, ليس من المهم تحديد اسماء الكتّاب لكن يمكن الاشارة الى اولئك الذين يكتبون بغير لغتهم العربية,, وتحرص دور النشر العربية الى ترجمتها ونشرها بصورة كبيرة ومؤثرة للمتلقي لأنها تركز على الجنس وممارسته بأسلوب مبتذل ومهين، كأن حياة اهل الخليج ليس فيها الا الجنس والبشاعة والاغتصاب والغدر، يبدو ان هناك خيطا قويا يربط بين ما يطرحه الفكر الاسرائيلي للشخصية العربية وما يكتبه بعض الكتّاب العرب عن الشخصية الخليجية، اي ان هناك اتفاقا في التوجه والطرح,, فالفكر الاسرائيلي ينمي في الشخصية الاسرائيلية صورة متوحشة وعدوانية وممارسة للاغتصاب عن الانسان العربي مما خلق حاجزا نفسيا بين تلك الاطراف.
المؤلم والمؤسف في الزمن الحالي ان بعض الكتّاب العرب يمارسون نفس الاسلوب عن الشخصية الخليجية مما أثّر على صورتها لدى العرب في اجزاء كثيرة من الوطن العربي اضافة الى ان الغرب خاصة من يكتب بالفرنسية والانجليزية وتترجم كتبه الى اللغة العربية ليجد التصفيق والترحيب من هنا وهناك، تلك الاصدارات تطبع وتباع في دول عربية وخليجية ايضا رغم ان ذلك يسيء ويهين الانسان الخليجي.
كاتب من هؤلاءيكتب بالفرنسية ركّز كتاباته في السنوات الاخيرة على الانسان الخليجي وبأنه رجل متوحش قادم من الصحراء التي لا يتوفر فيها الا النفط فقط.
كتب في احد اصداراته حوارا مع رجل عجوز وفتاة يصفها الكاتب بأنها جميلة ما نصه: ·يا ابنتي انهم يكنون الاحتقار للكوكب بأسره، احتقار من يسود، المال هو دينهم وقوتهم وهو ايضا ضعفهم، لقد انتقمت لمئات النساء اللواتي تعرضن لعجرفتهم .
في حوار آخر: ·من هو,, اي منهم ,, الابشع والاكثر ثراء، القصير ذو الكرش وذو اللحية الصغيرة يقال انه امي لكنه كريم,, لا تتسلي باظهار الكبرياء,, انه شرير وغادر,, انهم بشر قادرون على كل شيء,, لا شيء يوقفهم,, أموال النفط تمنحهم كل الحقوق .
تلك نماذج مما يكتبه البعض ويوزع ويقرأ جيدا في الدول المهانة,, الكاتب يعرف جيدا,, ان دول الخليج ليست صحارى ونفط فقط لكن حالة اللاتوازن التي يعيشها يجعله يكتب كاذبا ويحكم على تصرف شخصي بأسلوب عام وهو في نفس الوقت يتناسى انه يهين ابناء وبنات وطنه,, هذا اذا كان ما زال يعتز بوطنه او انه تحول الى شخص آخر وخلع جلده واستبدله بجلد مختلف وغيّر دمه بدم بارد كاذب لا يهمه ان يصف الانسان الخليجي بالمتوحش الشرير المغتصب القادر على فعل كل شيء لا شيء يوقفه,, اموال النفط تمنحهم كل الحقوق.
الانسان الخليجي عليه ان يقف امام امثال هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورته، ثم ما هو دور مجلس التعاون الخليجي من الحملة الشرسة التي تؤثر على أسلوب التعامل التي يجدها المواطن الخليجي في تلك الدول من معاملة سلبية يتعرض من خلالها الى الشتم والإهانة والاستفزاز في الشارع والمطعم والمسكن.
الأسئلة,.
لماذا يصر المواطن الخليجي على السفر الى الدول التي تهينه؟ ولماذا يجد امثال هؤلاء الكتاب رواجا وترحيبا في دول الخليج؟
كتّاب تفتح لهم الابواب والترحيب يعودون الى مواقعهم ليشتموا ويهينوا ومع ذلك تجدد لهم الدعوات ويعودون الى الشتم والاهانة بأكثر قوة وانتشارا,, بمعنى ان لا فائدة من فتح الابواب لأن التجربة أثبتت انهم يدورون في الحلقة نفسها وما زالوا يصرون ان الخليج صحراء ونفط وأهله اشرار وغير ذلك من الكلمات على الرغم من تعاملهم مع الانسان الخليجي ومعرفته عن قرب.
يحكى ان شباب الخليج موقف بأنه رافق ·كاتبا معروفا لعدة ايام في جولة بدولة خليجية التقى الكاتب خلالها بمسؤولين ومواطنين وطلاب واكاديميين,, كانت اللقاءات في اماكن العلم والدراسة والبيوت والاسواق,, عند المغادرة جاءه السؤال الغريب: انك خليجي,.
سأله: لماذا الغرابة؟
أجاب,.
لأنك لطيف ومؤدب!
** الشمولية في الشتم والاهانة تمثل قذفا لكل مواطن خليجي,, لذلك فان على اهل الخليج ألا يصمتوا في وجه من قذفهم,, لابد من رفع قضايا على من يقذف لأخذ الحق منه ورد الاعتبار، فهل يوافق ان يصفه شخص عابر بأنه شرير ومغتصب ومتوحش وغير طاهر,,؟
ماذا سيكون رد الفعل عندما يقذف بتلك الكلمات,, وما هي النتائج حينما تصله رسالة مليئة بالكلمات نفسها التي امتلأت بها كتاباته وسمومه؟
من البديهي انه لن يقف متفرجا,, بل سيدافع عن نفسه بكل قوته ويحول الرسالة والكلمات الى المحاكم اذا لم يستخدم أساليب أخرى.
أحد هؤلاء وفي لقاء تلفزيوني وصف اهل الخليج بأنهم ·متوحشون ومتخلفون وغير ذلك من الكلمات المهينة.
ماذا كان الرد؟
هدوء,, تصفيق,, وكأن شيئا لم يكن، ما زال يجني الثمار من الخليج.
مواطن خليجي دار بينه وبين سائق سيارة أجرة في وطن عربي حوار بدأه السائق,.
انتم ·محظوظون في بيت الشخص الواحد اكثر من عشر زوجات وآبار نفط وخدم وسائقون وحراس وطباخون واشياء اخرى.
رد عليه المواطن,.
من قال لك ذلك؟
اجاب,.
نسمع ونقرأ,.
رد عليه,.
هل شاهدت ذلك,,؟
لا,, لكن قبل سنوات كنت اعتقد ان الانسان في الخليج مختلف في شكله وحجمه,.
كيف؟
اقصد ان اجسامهم اكبر من اجسامهم,, واشكالهم كذلك وانوفهم وافواههم؟
كنت اعتقد انها مختلفة!** انها نتائج محاولات تشويه صورة الشخصية الخليجية,, يحاول تكريسها بعض الكتّاب او بالاحرى الكثير منهم,, الغريب ان هناك من عاش في دول الخليج لسنوات ومع ذلك ينقل صورة كاذبة ومشوّهة,, الامثلة متعددة، منهم ذلك المدرس الذي عمل لسنوات عاد بعدها يكتب رواية طويلة عريضة مليئة بالافتراءات والاكاذيب,, آخر عمل في ·شركة خاصة بعد العودة كتب رواية عبارة عن افتراء ومغالطة وتشويه وإهانة، مواقف وأحداث وقائعها لا تصدق وهي ملموسة وواضحة للناس تماما مثل من يردد ان الشمس لا تشرق من الشرق ولا تغرب من الغرب وان 1 + 1= خمسة وعدد اصابع اليد الواحدة ثمانية اصابع وغيرها من الاسلوب اللا منطقي الذي يكشف الاقنعة,, للاسف ان هناك من يصدق ويضعها حقيقة لا نقاش فيها وتدخل في التفكير اليومي مما يخلق حاجزا نفسيا في التعامل والقرار والحياة اليومية.
كأن أهل الخليج قادمون من كوكب آخر بأشكالهم وأجسامهم وتصرفاتهم وممارساتهم المتوحشة والشريرة كما يزعمون,.
امام تلك الممارسات والاتهامات والقذف ما هو موقف المواطن الخليجي, هل يصمت ويدور حول نفسه ام ان القرار يأتي قويا للرد على أولئك,, الابواب مفتوحة ربما تكون صعبة,, المهم الدخول في المسارات التي تؤدي الى إسكات الاصوات وإغلاق الاقلام وتنكيسها التي لا هم لها الا التشويه والإهانة,.
يا انسان الخليج,, هل انت انسان شرير ومتوحش وغيرها من الكلمات التي قذفت بها؟!
لا والله,, ولكنه الحسد والغيرة,,!!
|
|
|
|
|
