التحول الاجتماعي مرغوب الا فيما يعارض المبادىء الاسلامية والقواعد الشرعية وقد بدأ هذا التحول يأخذ مساحات كبيرة,, ليس في مجتمعنا فحسب,, بل في كثير من المجتمعات الاخرى,, وما يعنينا هنا محيطنا الطيب,, الذي نبت فطرياً وخضع لمبادئه الاسلامية الفاضلة، وقواعد الشرع الخالدة,, لان هذين الاساسين جاءا كقاعدة صلبة شدت من اسر هذا المجتمع وثبتت اصوله السليمة وسلمته من كثير من الاندفاعات والانغماسات الخاطئة, لكن مع انتشار وسائل الاعلام وتطورها وعدم الاهتمام بالرقابة عليها ولدت هناك فجوات اطل منها جزء من هذا المجتمع على غرائب لم تكن من مقومات حياته السليمة فاستمرأها من استمرأها وتحفظ عليها وامامها من تحفظ وزاولها آخرون في الخفاء يكبلهم احساس نفسي مزعج.
وتحس بذلك بين منطقة واخرى حسب الاندماج الحضاري مع الدول المجاورة التي سبقت في هذا المضمار,, ولو ضربنا امثلة على هذا الانطلاق الذي فرض نفسه لوجدنا امثلة كثيرة,, والمدرك يعرف ذلك خاصة الجيل الخمسيني وهم الذين عايشوا فترة التحفظ الذي كان فيه خير كثير للوطن والمواطن,, ولاشك ان اتساع الحياة وانفتاحها احدث بلبلة ذهنية لكثير من المجتمعات وافرادها,, واوجد سلبيات انعكست على تصرفات اولئك الافراد, والغريب ان الكثيرين يشتكون هذا الانفلات الحضاري لكونه قد سبب لهم صداعاً مستمراً سببه انفلات الابناء وميلهم الى المستجدات الحضارية من وسائل اعلام وفنون وموسيقى وآداب من غير تمحيص ولا تدبر,, وقد اثر ذلك في السلوكيات والتصرفات والمعتقدات ايضا وركض كثير من الشبان في البلدان المختلفة خلف الناعقين من غير معرفة للنهايات,, وقد تفنن اهل المبادىء الضالة والسلوكيات غير المتزنة في جلب انتباه الشباب لما يزينونه لهم وما يجرونهم اليه سواءً في الملاهي او الانسلاخ البيئي او حتى تصدع الاسر وضياع المبادىء وتهرّؤ العلاقات ولم يقتصر ذلك على الشباب بل تعدى الى الشابات وان كان هذا لا يبرز الا في المجتمعات التي لا تحدها حدود آداب ولا حياء,, لكن المجتمعات التي تسمى بالمحافظة لا تخلو في دهاليز اسرها من اهتمام بذلك وركض خلفه ومحاولة للتجربة واستئناس بالصدى,, سواء في الملابس او السلوك او الانفلات من المبادىء والتقاليد واذا جدت من يشتكي وجدت من يقول,, اتسع الخرق على الراقع,, ومتى ظل هذا الشعار يتسع خرقه على راقعه ذاب كل شيء,.
|