| العالم اليوم
يمكن تسمية الاسبوع الحالي الذي بدأ امس بأسبوع تسريع سلام الشرق الاوسط، فبالاضافة الى الحدث الأهم، قمة جنيف بين كلنتون والاسد والتي تبدأ اليوم الاحد، هناك ايضاً المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي تتواصل منذ ستة ايام ومن المنتظر أن تستمر حتى نهاية الاسبوع وربما اكثر لمعالجة نقاط الخلاف بين الفلسطينيين والاسرائيليين في المواضيع الاكثر اهمية،
الى جانب هذين الحدثين الهامين بتواجد الرئيس المصري حسني مبارك ومنذ يوم الجمعة في العاصمة الامريكية حيث ستنصب مجمل مباحثاته على قضايا الشرق الاوسط لدور مصر المهم والمؤثر في هذه القضايا.
وخارج الاراضي الامريكية يسعى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الى تنشيط الدور الاوروبي في العملية السلمية من خلال زيارته لألمانيا والتي يأتي توقيتها غداً الاثنين في 27/3 متزامناً مع ذكرى البيان الاوربي الذي دفع الموقف الاوربي الى خطوات متقدمة بتأكيد الاتحاد الاوربي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقت اعلانها.
وبتناول الاحداث الاربعة التي يأتي لقاء الرئيسين حافظ الاسد وبيل كلينتون في مقدمتها، نعيد ماذكرناه في مقالة سابقة بأن قمة جنيف الحالية يمكن ان تكون مكملة لقمة جنيف عام1994 بين الرجلين انفسهما، ففي تلك القمة اعلن الرئيس السوري رسمياً التزامه بإقامة علاقات سلام مع اسرائيل، ولان هذا القول هو نصف المعادلة، فإن السلام ظل مستحيلاً، لسبب بسيط وهو ان الاسرائيليين لم يكملوا النصف الآخر، وهو الانسحاب الى الحدود التي اجتازوها يوم الخامس من حزيران عام 1967، اي بكل بساطة ووضوح العودة الى ماكانت عليه الاوضاع يوم الرابع من حزيران من ذلك العام الذي شنت فيه اسرائيل عدوانها المعروف، فالمعادلة التي صيغت بدقة في مدريد تقول الارض مقابل السلام، واذا كان الرئيس الاسد قد التزم بالسلام وبالعلاقات الطبيعية فالمطلوب ان يقر الاسرائيليون بإعادة الارض التي يحتلونها واعادة الاوضاع لطبيعتها,, عندها سيتحقق السلام وتستكمل قمة كلنتون والاسد,, وبنجاح.
الحدث الثاني وهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحدثين الثالث والرابع فالرئيس مبارك الذي يزور واشنطن وعرفات الذي سيحل في المانيا غداً يسعيان بصدق على انجاح المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي يفترض ان تبحث الاوضاع النهائية للقدس والمستوطنات والمياه وعودة اللاجئين، وهذه المواضيع النهائية هي في الحقيقة اهم قضايا الصراع العربي الاسرائيلي، وليس لب الخلافات الفلسطينية الاسرائيلية فقط، واذا ما صدق الاسرائيليون وكانوا جادين فعلاً الى تحقيق السلام مع الفلسطينين بالمساعدة في إنصاف الفلسطينيين والتعامل بعدل لانهاء احتلالهم للقدس الشرقية وأنهوا ماساة اللاجئين الفلسطينيين واوقفوا تمددهم الاستعماري بتصفية مستعمراتهم وتعاملوا بإنصاف مع قضية المياه، يكون فعلاً الاسبوع الحالي,, اسبوع صنع السلام,, فهل يتحقق ذلك,,؟!!
نترك الاجابة إلىنهاية الاسبوع وان كانت الشكوك تحيط بالجميع,,!!
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser@Al-jazirah.com
|
|
|
|
|