| وطن ومواطن
سوق الخضار والتمور ْ جنوب الرياض ْ والمسمى سوق عتيقة مر عليه زمن طويل دون ان ينال تطويرا يرقى بمستواه ليناسب اقدميته في المدينة فهو من الأسواق ذات الشهرة بيعا وشراء وأكثرها ازدحاما بالسيارات اضافة الى ان محلات بيع الأغذية تقع بالقرب منه فالحركة داخل السوق وبجانبه تستدعي ان ينال تنظيما أفضل يأخذ في الاعتبار الناحية الصحية والجمالية فشكله الحالي وتنظيمه لا يواكب المستجدات إذ انه بقي بحالته القديمة تقريبا فالتمور تتعرض لحرارة الصيف مما يفقدها كثيرا من خصائصها الغذائية والبائع عادة لا يعريها اهتمامه مع ان التمر غذاء رئيسي للناس ولا يستغنون عنه لكن هذه الرغبة تصدم بالطريقة التي تكتنف محلاته فالمضغوط داخل عبوات يوضع فوق بعضه ويبقى هكذا في الأوقات الحارة مما يعرضه للتغير وفقدانه لونه المتوهج الدال على صلاحيته اما المجفف فيوضع عند أبواب المحلات في أوان مكشوفة وهو عرضة للحشرات والغبار, وكنا نعتقد ان الشركات الزراعية وقد بدأت في تشغيل مصانعها ستنهي الطرق القديمة في تعبئة التمور إلا ان ما تفرضه من اسعار لا يمكن متوسطي الدخول من شراء انتاج تلك الشركات وليتها تعيد النظر في اسعارها, كذلك بيع الطماطم والفواكه والخضار والورقيات يفترض ان يأخذ طرقا أكثر تحضرا في طريقة العرض والنظافة ايضا أماكن بيع اللحوم باشكالها المختلفة فهي تشبه الصنادق المؤقتة ولا احد يعرف الى متى ستبقى بهذه الصورة فالسوق بالجملة يحتاج تطويراً ليواكب النهضة التي تعيشها المدينة، ثم ان وجود المسجد الجامع داخل السوق زاد كثافة الحركة المرورية وذلك لكثرة المصلين فيه يوميا ولاسيما صلاة الظهر والعصر فغالبا تحضر الجنائز الى هذا الجامع للصلاة عليها وبعد الصلاة نجد زحاما شديدا بسبب قلة المخارج فليس هناك من طريق يخرج معه المشيعون لتلك الجنائز سوى البوابة الرئيسية مما يستلزم وقتا طويلا حتى يخرج الجميع والمفروض ان يكون هناك ابواب اخرى لخروج السيارات لتخفيف الضغط عن البوابة الحالية وعمل منافذ تؤدي الى الطرق الرئيسية بطريقة آمنة بدلا من هذا التدافع الشديد من الجهة القريبة للسوق والتي تفضي بالمتجهين منها الى طريق الملك فهد فتحدث عرقلة للمرور مع القادمين من الجهة الجنوبية من الطريق بالقرب من اشارة المرور فليت أمانة مدينة الرياض تنظر في موضوع اصلاح هذا السوق.
أيضا نجد من المناسب طالما الحديث موجه للأمانة ان نشير الى وضع الحدائق العامة في مدينة الرياض هذه المرافق التي كلفت الكثير وبقى الاقبال عليها من المواطنين دون المتوقع وربما يكون لدى الأمانة دراسة تبين الأسباب غير انني اعتقد ان عزوف المواطن عنها لكون الحديقة مفتوحة على بعضها فأي عائلة تجلس تكون مواجهة لعائلة اخرى بجانبها دون سواتر تفصل بينهم مما يجعل الجلوس صعبا وبالتالي تفقد النزهة فائدتها فلو جرى تقسيم أماكن العوائل بمثل ما هو معمول في الحي الدبلوماسي لزاد الاقبال على تلك الحدائق واستفاد المواطن من المنتزهات التي بذل في سبيل انشائها الكثير من المال وبقيت لغيره, فمثلا في غرب الرياض الحديقة الواقعة بجوار السوق الدولي ْ حي البديعة ْ هذه الحديقة ذهبت اليها عصر احد الأيام وما كنت لأجلس ْ مع ان الشمس مشرقة والوقت يغري بالجلوس ْ بل بقصد الاطلاع على الطريقة المنفذة بموجبها هذه الحديقة باعتبارها مخصصة للعوائل غير انها كانت مقفلة بالرغم من وجود تعليمات معلقة قرب البوابة تشير الى ان الحديقة تفتح من الساعة الرابعة عصرا وحتى الثانية عشرة مساء وربما قصد بهذا التوقيت فصل الصيف لتظل في الشتاء مغلقة وعموما ارض الحديقة كما يظهر من منظرها جاءت على شكل مستطيلات اي انه لا يوجد ما يعطي للاسرة خصوصيتها والذي لو تم عمله ستجد الاقبال من الاسر السعودية, لذا نتوجه لمعالي الأمين بأمل النظر في وضع المنتزهات فالرياض كما هو معروف صيف حار ويضطر السكان الى البحث عن أماكن يجدون فيها ما يخفف عنهم شدة الحر وهذا في الرياض لا يتوفر إلا في المنتزهات لكن يحول دونه عدم وجود سواتر تفصل بين جلوس الأسر, فهل يتحقق للمواطنين شيء من ذلك خلال الصيف القادم, هذا ما نرجوه وشكرا.
عبدالله بن عبدالرحمن الغيهب
|
|
|
|
|