أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th March,2000العدد:10041الطبعةالاولـيالأحد 20 ,ذو الحجة 1420

تحقيقات

تعددت الألعاب قديما وحديثا والطفل واحد:
ألعاب العنف تسبب الفزع الليلي والتبول اللا إرادي عند الأطفال
* تحقيق/منيف بن خضير الضوي
تشكل العاب الاطفال قديما وحديثا رقما مهما في معادلة الفراغ والزمن,, وتشكيل شخصية الطفل ونموه الجسدي والنفسي والعقلي، والعاب الاطفال قديما تتمحور حول الجماعية وروح الفريق الواحد وتعتمد على القوة واللياقة البدنية، اما الالعاب الحديثة للاطفال فاعتمادها على القدرات العقلية يكاد يكون ابرز ما يميزها,, ولكنها تسرق الطفل ممن حوله وتجعله في مواجهة مع الزمن والوقت فلكل من الالعاب القديمة والحديثة للاطفال مميزاتها وعيوبها,, وقديما او حديثا ليس هناك من ينكر اهمية هذه الالعاب في بناء شخصية الاطفال، واذا ادركنا ان الاطفال يقضون ما معدله سبع ساعات يوميا في مواجهة هذه الالعاب فان هذا الامر يقودنا لالقاء الضوء على تلك الالعاب قديما وحديثا وابرز ايجابيات وسليبات هذه وتلك,, وما هو رأي الاطفال في مستقبلهم ونظرتهم لهذه الالعاب؟ وكيف ينظر اولياء الامور لتلك الالعاب؟ واخيرا ما هو رأي علم النفس في تأثير الالعاب علىنفسية الطفل، ورأي الطب في اضرارها؟ كل ذلك وغيره الكثير في هذا التحقيق الذي يعقد مقارنة بين الالعاب في الماضي والحاضر.
عظيم سرى
عن الالعاب قديما حدثنا العم نايف بن دهام التمياط 75 سنة تقريبا قائلا: قديما الالعاب التي يمارسها الاطفال كثيرة وكثيرة جدا ولا يمكن حصرها وهي تختلف ايضا باختلاف السن والجنس، فألعاب الاطفال غير العاب الشباب والعاب الرجال غير العاب النساء, ولكن من ابرز الالعاب التي يمارسها الصبية تحديدا لعبة اسمها عظيم سرى ويمكن ان تمارس هذه اللعبة في الليل او النهار، وهي عبارة عن عظم يرميه احد الصبية في اللحظة التي يكون فيها جميع اقرانه الآخرين مغمضين عيونهم واكثر ما نمارسها ليلا حتى لا يرى احد العظم المرمي بسهلة، ثم ينطلق الصبية في مكان مكشوف للبحث عن العظم ومن يجده اولا يصرخ بصوت مسموع: سرى,, بعد ذلك يهرب بسرعة متجها الى الهدف الذي تم تحديده سلفا ويلحق به الصبية ومن يمسك به يحاول ان يأخذ العظم عنوة فان نجح في اخذه اصبح هو الرامي، وان فشل الجميع في الامساك به ووصل الهدف فهو الفائز وهذه اللعبة تعتمد على سرعة الجري واللياقة والمراوغة والذكاء وكذلك القوة ولا مكان فيها للضعفاء,, واعود بالذاكرة للوراء والحديث للتمياط لأتذكر كيف كنا نضحك ونستمتع كثيرا بهذه اللعبة والتي ربما انقرضت تماما في المدن ولم نعد نراها الا في مهرجان الجنادرية!!
وهناك لعبة اخرى وهي جماعية ولكنها تلعب بطريقة فردية ونسميها المزقاط ونرفعه عاليا ونلتقط واحدة من الارض ثم نمسك بالمزقاط محاولين الظفر بالحصاة التي في الارض دون ان يسقط الاخر الذي رفعناه عاليا وامسكنا به، ثم نلتقط اثنتين ثم ثلاثة ثم اربعة ثم بطريقة معينة نرمي بالحجر خلف يدينا المثبتة في الارض بطريقة تشبه الباب عن طريق تثبيت الابهام والوسطى في الارض ثم نعاود الكرة برفع المزقاط وادخال الحجرات داخل هذا الباب دون ان يسقط المزقاط حتى ننتهي من ادخالها كلها, وتختم اللعبة بوضع جميع الحصوات على ظهر اليد دون ان تسقط ثم ترفع جميعها عاليا ونمسك بها دون ان تسقط، من يؤدي كل هذه الخطوات بنجاح فهو فائز وله الحق باعادة اللعبة والجميع يتفرج عليه, واذا ما سقطت احدى الحصوات ارضا فهو خاسر ويلعب الذي بعده وهكذا,, وهذه اللعبة تنتشر بين الفتيات اكثر.
ألعاب تعتمد اللياقة
وعن انواع الالعاب القديمة يضيف العم جمعة بن فياض العنزي من كبار السن مؤكدا ان الالعاب القديمة لا حصر لها واتذكر منها الخطة مثلا وهي لعبة جماعية تبدأ برسم خطوط على الارض بحيث تكون هناك ثلاثة مربعات خلف بعضها ثم يتبعهن مربعان كبيران يشكلان حرف T ثم مربع آخر بحجم السابقات ثم مربعان آخران كبيران,, ويبدأ الصبي او الفتاة بمواجهة المربعات ثم رمي حجر بيده في المربع الاول ثم يقفزبرجل واحدة متخطيا المربع الذي فيه الحجر حتى اذا وصل الى المربعين المتقابلين انزل رجله الآخر للاستراحة ثم يكمل المشوار ويعود بنفس الطريقة على رجل واحدة محاولا في كل مرة ان لا يلمس المربع الذي فيه الحجر.
ثم يضع الحجر في المكان الثالث فالثالث والرابع حتى يجهز على كل المربعات بنفس الطريقة, واذا انهى المهمة بنجاح يقف وظهره للخطة ثم يرمي الحجر دون ان يرى المربعات واذا سقط الحجر في اي مربع فهو ملك له ويسميه بيت ويزخرفه بخطوط معينة ويصبح حقا له للاستراحة فيه والجلوس قليلا، اما الخصم فلا يحق له مطلقا لمس هذا المربع بالرجل ويجب قفزه في كل مرة,, وطبعا تزداد اللعبة صعوبة بزيادة المربعات المحجوزة حتى يصبح قفزها جميعا امرا لا يتقنه الا اصحاب اللياقة المرتفعة او لنقل الطول الفارع.
وهناك لعبة اخرى اسمها الحبشة حيث ينطلق احد الصبية، ومن يحاول اللحاق به اولا يضربه على ظهره ضربة خفيفة قائلا: حبشة, ثم ينقلب هذا المحبوش محاولا الرد، وهكذا تستمر اللعبة حتى يتعب الاطفال.
كذلك لعبة اخرى تعتمد على السرعة واللياقة مثل اللعبتين السابقتين ونسميها الهريبة حيث ينطلق الاطفال من هدف معين يسمى الماد او الميد ويلحق بهم اطفال آخرون بنفس العدد مع بقاء احدهم لحراسة الهدف, ومن يلحق بالخصم يخربش شعره معتبرا اياه خسر اللعبة ويسمى مكر كتش واذا وصل عدد معين للهدف ولمسه بيده فانه يعطي فرصة للخاسرين لمعاودة الكرة وهكذا لابد ان تنتهي اللعبة بفائزين وخاسرين, فكما ترون معظم الالعاب القديمة تعتمد على النشاط والسرعة والبنية الجسمية الجيدة بقي ان نقول ان لعبة الحبشة او العتبة تكثر بين النساء اكثر.
ألعاب قضت عليها المدنية
احد كبار السن مرزوق المبارك علق قائلا: انتهت الالعاب القديمة التي نعرفها مثل عظيم سرى والدامة بسبب قدوم اجيال تختلف في ظروفها وفي امكاناتها عن السابقين ويضيف المبارك من الالعاب التي لا ادري هل يمارسها الشباب الآن لعبة اسمها طاش ويؤكد ساخرا انها ليست المسلسل حق السدحان والقصبي وتعتمد على الاختباء لكل الاطفال المشاركين بعد تحديد هدف معين ثم يغمض احد الاطفال عينه عادا لعشرة والاطفال الآخرون يحاولون التفنن في الاختفاء ثم يبدأ مسلسل البحث عنهم ومن يكشفه يقول له فلان طاش,, ومن يستطيع التسلل الى الهدف فهو فائز واذا ما فشل هذا الباحث في العثور عليهم فانه يعاود اللعبة مرة اخرى بعد ان حرمه غباؤه من التمتع بالهروب والتسلل والوصول للهدف.
لعبة اخرى اشاهد اطفال الحارات سابقا يمارسونها اسمها صف الحجر وهي على اسمها يصفون حجرا من البلاط فوق بعضه ويصوبون عليه كرة صغيرة من مسافة محددة ومن يسقط الحجر يهرب ويحاول خصمه ضربه بالكرة في كل اجزاء جسمه ما عدا رأسه فان افلح في ضربه فهو الفائز وان استطاع المضروب المراوغة وابعدت الكرة فانه يركض مسرعا لاعادة الحجر الذي اسقطه، وزملاؤه يدافعون عنه بابعاد الكرة برؤوسهم حتى يكتمل عدد الحجر المرصوف وهكذا تستمر اللعبة بمرح وضحك وجري, ويضيف المبارك متحسرا: راحت سنين مثل هذه الالعاب الممتعة والتي قضت عليها المدنية الحديثة بكثرة السيارات وقلة الاماكن الفسيحة الخالية وندرة اوقات الفراغ ايام الدراسة!!
ألعاب مرحة!!
وحول نفس الموضوع يضيف احد كبار السن راشد الشمري قائلا: هناك العاب قديمة تبعث في النفس المرح والسعادة من اشهرها اطرح واركب وفكرتها تعتمد على هروب عدد معين من الاشخاص ويلحق بهم عدد مماثل ومن يستطيع الامساك بأي هارب له الحق وقتها في الركوب على كتفيه وحمله الى الهدف المحدد, ونحن نمارس هذه اللعبة ونحن كبار وهي ليست مقتصرة على الاطفال.
ايضا هناك لعبة للاطفال اسمها الغميمة وهي مشهورة في البلاد العربية كلها وربما في البلاد الاجنبية ايضا وتعتمد على ربط اعين احد الاطفال بحيث لا يستطيع الرؤية والطلب منه بعد ذلك ان يبحث عن احد الاطفال المنتشرين حوله والامساك به, وتجد الاطفال يقتربون منه وبعضهم يلمسه بيده امعانا في التحرش والتحدي, واذا امسك بأحدهم يكون هو المقصود باللعبة ثم تربط عيناه حتى يفقد الابصار تماما وتستمر اللعبة, والالعاب الشعبية كثيرة ومعظمها يعتمد على المرح واللياقة البدنية ومن اشهرها بالاضافة لما سبق عقي عقب، طاش ما طاش، المصارعة الطرحي ,, وغيرها الكثير.
الصدق أبرز مميزاتها
وعن مميزات وفوائد الالعاب الطفولية القديمة مقارنة بما يستفيده اطفالنا وشبابنا اليوم من الالعاب الحديثة يقول العم نايف بن دهام التمياط: من ابرز مميزات وفوائد الالعاب القديمة انها تنمي اللياقة البدنية وتمنح ممارسيها النشاط الجسدي وتغرس في الصبية والفتيان حب المجتمع والصداقة وتنمي فيهم روح الفريق الواحد والجماعة لأن معظم الالعاب القديمة العاب جماعية لا تتم الا بعدد معين يزيد على الثلاثة غالبا وهذا يولد في الاطفال الارتباط بالحي وينعكس ذلك ايجابا على ارتباط الفتى بأرضه وقبيلته ووطنه.
ويشير التمياط الى نقطة مهمة وهي ان هذه الالعاب لا تتسبب في السهر الطويل ليلا وما فيه من اضرار جسدية نتيجة الجلوس الطويل امام شاشات الالعاب الالكترونية، فالصبية قديما اعتادوا النوم بعد صلاة العشاء تماما وتخلف احد الاطفال سابقا كفيل بالقضاء على اللعبة لذلك الالعاب القديمة لا تسرق الوقت مثل الالعاب الحديثة حيث التشويق والترقب!!
كما ان الالعاب القديمة تعلم الصدق وحسن التعامل بين الاصدقاء لأن الكاذب والسيىء لا مكان لهما بين الاطفال, كما ان هذه الالعاب على اختلافها تنمي روح القيادة واحترام الكبير, كما تغرس في الطفل حسن التنظيم وتبادل الادوار وتقسيمها هذه من مميزات العاب الاطفال القديمة وغيرها الكثير والكثير,, وكما تلاحظون فهذه المميزات معظمها او اغلبها لا توجد في الالعاب الحديثة ونقصد الالكترونية منها وهذا يعطي صدارة وتفوقا للالعاب السابقة من وجهة نظري ولا تقولوا انه يتحيز للالعاب القديمة لأنه شايب ,, يضحك، فأنا ما زلت شاب!!
الانتماء للحي
وعن مميزات الالعاب القديمة الخاصة بالصبيان والشباب يرى جمعة العنزي ان هذه الالعاب جماعية اي لا يمكن ان يمارس الطفل اغلبها الا بوجود جماعة تنشأ بينهم علاقة صداقة وارتباط وهذه الحارة تتسبب في حب الحي او الحارة التي يعيشون فيها ويتنافسون من خلالها مع الحارات المجاورة, كل ذلك في رأيي يغرس ْ على المدى البعيد ْ في الاطفال الارتباط بالوطن وحب البلاد وكذلك حب القبيلة، والعشيرة وكل ذلك لا شك انه عنصر ايجابي يصب في النهاية في حب الدين الحنيف, ويضيف العنزي: والالعاب القديمة من مزاياها انها تخلق روح المنافسة وحب التفوق لأن تأثير الجماعة اقوى في نظري من تأثير اي شيء آخر كما انها تبعث على روح الفكاهة والمرح والمتعة مما يعطي اثرا جيدا على صحة الطفل النفسية.
ويرى العنزي ايضا ان من فوائد هذه الالعاب الشعبية القديمة انها تساعد على تنظيم الوقت فهي لا تسرقه مثل الالعاب الحديثة وخصوصا الالكترونية منها, فالطفل حاليا يلعب مع الاجهزة ولا يدري بنفسه الا في منتصف الليل حيث الجذب والتشويق والاثارة وهذا يضر بالطلاب وللاسف معظمهم هذه الايام يذهب للمدرسة وهو نائم!!
كما ان اهم ما يميز الالعاب القديمة انها تعتمد على القوة الجسدية ومن به اعاقة فغالبا لا يستفيد منها اي ان الالعاب القديمة تنفع الجسم اما الحالية فهي تضره.
لا مكان للمعاقين
وعن عيوب تلك الالعاب الشعبية القديمة مقارنة بالحديثة يرى العم راشد الشمري ان الالعاب الشعبية القديمة كما تلاحظون تعتمد على الجري والقوة الجسدية لذلك فهي لا تعطي فرصة للمعاقين كثيرا الذين يقتصر استمتاعهم على الالعاب اليدوية مثل الدامة تشبه الشطرنج والزقطة، والصكة.
كما ان عيوب تلك الالعاب القديمة انها تساهم الى حد كبير في اتساخ الاطفال وملابسهم لانهم يركضون حافين ويتمرغون في التراب نتيجة الركض والسقوط والتعرض للذرات المتطايرة من الغبار مما يتسبب في نشوء امراض الجهاز الصدري, كما لا ننسى انها تتسبب في بعض الجروح التي تكثر في الارجل والسيقان نتيجة التعرض المتكرر للجري دون احذية.
ومن عيوبها ايضا كما يرى مشل الشمري ان الالعاب القديمة لا يمكن ممارستها الا بأماكن مخصصة لها بعكس الالعاب الحديثة التي لاتحتاج الا الى كهرباء ويمكن ممارستها في اي مكان من المنزل, والالعاب القديمة العاب جماعية قد يحرم الطفل من ممارستها نتيجة لعدم اكتمال العدد مثلا، كما ان ذلك قد يتسبب ايضا في نشوب بعض العداوات والمشاحنات بين الاطفال وهذا لا يمكن ان يحدث مع الاجهزة الحديثة فلم نسمع عن طفل خاصم سوبرمان مثلا,!!
الكمبيوتر,, سيد الألعاب الحديثة!!
الالعاب الحديثة كثيرة جدا وهي تتراوح ما بين الالكترونيات والالعاب الرياضية والعاب الورق والالعاب النارية والدراجات والسيارات الصغيرة هكذا بدأ الاستاذ عبدالله بن صالح الاحمد مدير مدرسة عمرو بن العاص برفحاء وولي امر مضيفا انه يشتري لأبنائه كل هذه الالعاب ولكنه يرى ان الكمبيوتر هو سيد الالعاب الحديثة بأنواعه المختلفة ويرى الاحمد ان العالم برمته يتجه اجباريا للكمبيوتر وحتى الاطفال نجد انهم يسيرون كذلك فهم جزء من العالم.
وعن تعلق ابنائه بلعبة معينة يقول الاحمد: ابني الاكبر اهتماماته متعددة ومتنوعة فهو تارة يفضل الفيديو وخصوصا صوره مع اخوته حينما كانوا صغاراً وفي سنواتهم المختلفة وتارة يفضل السيقا والبلاي ستيشن وتارة يلعب الكرة في حديقة المنزل وتارة اخرى يقضي وقتا طويلا في العاب الكمبيوتر والتي تحتل الجزء الاكبر من اهتمامه.
احمد بن سلمان الشمري محرر بصحيفة عكاظ برفحاء اجاب عن انواع الالعاب الحديثة التي يمارسها الاطفال بأنها كثيرة جدا فالمصانع يوميا تضخ انتاجها للطفل الذي اصبح من اكبر المستهلكين في العالم ويرى الشمري ان الاطفال يميلون الى السيقا وهي لعبة الكترونية تعتمد اعتمادا كليا على الاشرطة وهي متنوعة الالعاب وتمنح خيارات اكبر امام الطفل, كما الاحظ ان الاطفال يفضلون البلاي ستيشن وكذلك الاتاري والتي استحوذت على اهتمام الاطفال في مجتمعنا سنوات طويلة حتى ظهرت الالعاب الكمبيوترية والتي اكتسحت ما سواها من العاب.
خطرة ولكنها ممتعة
عبدالكريم بن شفق الضوي، طالب بالمرحلة الابتدائية يقول: ان انواعها كثيرة جدا منها الكمبيوتر العائلي وكمبيوتر صقر والسيقا وبلاي ستيشن والاتاري ولا تندو,, وغيرها الكثير، ومن اشهر الالعاب التي يفضلها الصبيان حاليا وخصوصا ايام العيد الالعاب النارية صحيح انها خطرة والشرطة تمنعها ولكنها ممتعة جدا والالعاب النارية نسميها في رفحاء الطرطعان وفي بعض المناطق يسمونها الشروخة والشراخي,, ومن انواعها القنابل المنفجرة والمضيئة والصواريخ والثومة والشلال,, وغيرها.
ويتفق الاستاذ عارف بن عبدالرحمن السبت، مدرس لياقة بدنية بمتوسطة رفحاء في ان الالعاب النارية يفضلها الاطفال كثيرا رغم خطورتها فهي تشدهم بالنيران الملونة التي تخرج مشكلة خطوطا ودوائر ومربعات ممتعة جدا, كما ان تأثر الاطفال بما يعرض على شاشات التلفزيون ولّد في نفوسهم حب المغامرة وحب التقليد من خلال التعلق بالالعاب النارية.
أكثر ما يستهوي الأطفال
عن اكثر الالعاب رواجا حدثنا البائع في احد محلات بيع هذه الاجهزة مؤكدا ان اكثر المبيعات من الاشرطة والاسطوانات ما يتعلق بكرة القدم ثم تأتي لعبة المطاردة والسيارات ثانيا، ثم تأتي الالعاب الاخرى مثل المبارزة والمصارعة والعاب الاطفال الاخرى مثل طرزان وسوبرمان، وفتي الادغال وبعض الرسوم والصور المتحركة الالكترونية ثم العاب الذكاء واختراق المواقع المختلفة.
ويضيف الشاب طلال الضوي قائلا: قلما تجد منزلا يخلو من السيقا كلعبة مفضلة لدى الجميع وسعرها قديما وحديثا يتراوح ما بين 600 الى 1200 ريال تقريبا واكثر ما يستهوي الشباب فيها العاب كرة القدم حيث تختار الفريق او المنتخب العالمي الذي تفضله وتختار طريفة اللعب واسماء اللاعبين وتتبارى مع زميلك او مع الجهاز وهي ممتعة جدا لدرجة انها تنتشر في الاستراحات وبين الكبار ايضا، وهناك دوري للعبة في احد الاستراحات يلعبون بعد ان جعلوا الجائزة خروف مندي !!
واكثر ما يعجبني ان الاشرطة سعرها رخيص من 5 الى 12 ريال, والآن الاقبال على الدوري الياباني في كرة القدم، وكذلك مباريات كأس العالم الاخيرة.
ويختم طلال حديثه قائلا: ان من حرم من لعبة كرة القدم لاعاقة او لمرض او غيره ما عليه الا شراء هذه الالعاب وكأنه في ملعب ويمبلدون او استاد الملك فهد بالرياض!!
سبع ساعات يومياً
هذه الالعاب اصبحت واقعا حتميا امام الاطفال والصبية والشباب,, ترى كم يقضون من الساعات امامها.
محمد العنزي طالب يقول: اقضي وقتا طويلا امام الكمبيوتر فانا احبه جدا ولا يمكن ان استغنى عنه, واذا مر يوم لم اجلس فيه امام هذا الجهاز السحري اشعر وكأن شيئا ينقصني, ومقدار الساعات التي اقضيها تقريبا امام الجهاز حوالي 9 ساعات فانا لا اخرج كثيرا من المنزل وربما ارتفعت هذه النسبة ايام العطل والاجازات.
سليمان مطني الجميلي طالب يقول: اطفالنا عموما مولعون بهذه الالعاب كثيرا وهم يقضون اوقاتا متفرقة في اللعب، وتصل احيانا الى سبع ساعات يوميا في الاجازات والعطل الرسمية، ولو سمحت العائلة لابنائها باللعب كفيما شاؤوا ووقتما شاؤوا لربما مكثوا اكثر من هذه الساعات، وبعض الابناء ومن الطلاب الذين اعرفهم للأسف الشديد يذهب للمدرسة دون ان ينام جراء سهره المتواصل على هذه الالعاب الالكترونية.
الطالب ياسر سليمان الخليوي الرياض يقول: انا انظم وقتي وكذلك اخوتي ولا نستخدم هذه الالعاب الا اوقات الفراغ فقط بتوجيه من والدي ووالدتي, ولكن ابناء الجيران وبعض اقربائنا يقضون فترات طويلة لا تقل عن خمس ساعات يوميا امام هذه الالعاب المضرة للعين وللصحة وهذا خطأ يجب ان ينبه اليه هؤلاء الاطفال.
الألعاب الحديثة تعلم الذكاء,.
لكل لعبة من الالعاب سواء قديما او حديثا مميزاتها وعيوبها التي لا تخفي على احد منا,, ولكن قد يكون لهذه الالعاب فوائد اخرى اكتشفها هؤلاء العاشقون لهذه الالعاب.
الطالب الحميدي بن حماد الحميدي يرى ان الالعاب الحديثة تعتمد على الذكاء والحرفنة بدرجة كبيرة عكس الالعاب القديمة والتي لا تحتاج منك الا جسما قويا وسرعة هائلة, كماان هذه الالعاب تعلم المهارة والاعتماد على النفس فأنت تلعب وحيدا وتضطر احيانا الى البحث عن حلول لايجاد مخرج او حل لمشكلة معينة او الخروج من مأزق معين,, وكل ذلك يعلم الاعتماد على النفس.
الطالب وطبان بن عبدالرحمن الوطبان يرى ايضا ان هذه الالعاب تنشط الذاكرة والعقل حيث تستطيع من خلالها تذكر احداث الشريط الذي تلعب من خلاله، كذلك العقبات والاحداث التي قد تمر بك وهذا كله مفيد كرياضة عقلية, كما لا ننسى اهمية مثل هذه الاجهزة والالعاب مثل اكتساب بعض العادات الحسنة مثل حسن التعامل مع الكهرباء وعدم الخوف منها وكسر هيبتها، ومعرفة بعض الكلمات والمصطلحات الاجنبية والتي تشكل في معظمها ثروة لغوية تعين الطلاب على مستقبلهم الدراسي لانهم يدرسون مادة اللغة الانجليزية في المتوسط والثانوي, كما ان هذه الالغاز والمصطلحات نجدها احيانا مفتاحا لاجهزة اخرى مثل الاجهزة المنزلية, وفي رأي ان هاتين ابرز ميزتين لهذه الاجهزة الالكترونية الخاصة بالألعاب الحديثة.
نمارسها في أي زمان
سليمان الجميلي يرى ان مميزات هذه الاجهزة كثيرة ولكن يكفي انك تستطيع اللعب على هذه الاجهزة في اي وقت سواء في الليل او النهار في الصيف او الشتاء عكس الالعاب الخارجية مثلا، او الالعاب القديمة التي تحتاج الى مكان معين خال من الناس وتحتاج الى وقت معتدل فمثلا لا يمكن ان نلعب لعبة عظيمة سري القديمة في المطر وفي الشتاء القارص، بينما نلعب في العاب الكمبيوتر في هذه الاجواء بفضل ما تنعم به بلادنا من نعمة الكهرباء والمساكن الحديثة ولله الحمد.
ياسر الخليوي يؤكد ان هذه ميزة فعلا فكل ما عليك ايجاد موقع به كهرباء حيث يمكن ان تستمتع بها في اي مكان من المنزل, وهناك مميزات اخرى لهذه الالعاب من ابرزها بالاضافة الى اعتمادها على الذكاء والنباهة والقدرات العقلية الاخرى وكونها توفر التسلية والمتعة والمرح انها تعطي ممارسها حب الاقدام والتوغل وعدم الخوف حيث نجد انها تستثير فيه الشجاعة العقلية وحب المغامرة واكتشاف المجهول.
وانا متأكد ان من يمارس الالعاب بشكل مستمر يكون اكثر شجاعة ودراسة والطف تعاملا مع الاجهزة عموما, وليس ثمة ما يخشاه منها مستقبلا,, فالشجاعة والاقدام ميزة لمن يلعب بهذه اللعبة,, وبعض الالعاب لا تستمتع بها اصلا الا اذا اكتنفها المجهول وهي مصممة لذلك وبدون المغامرة لاتصبح اللعبة مسلية!!
من عيوبها أنها خطرة,,
اما عيوبها,, فهي كثيرة جدا,, ولكن ايضا نرغب في سماعها من عشاق هذه الالعاب فماذا قالوا؟!
محمد العنزي يرى ان ابرز عيوبها ان هذه الالعاب عموما خطرة لاعتمادها على الكهرباء وخصوصا 220 فولت وما ينتج عن ذلك من مخاطر نتيجة الجهل باستخدامها او سوء الاستخدام.
كذلك من احتمال ما قد يقع من حرائق والتماسات كهربائية نتيجة سوء التوصيلات,, اما الالعاب النارية الحديثة فخطرها لا يخفى على احد وهي محرقة بدرجة كبيرة وتسبب من جروح جسدية هائلة وقد تحدث عاهات جسدية لا قدر الله.
اما الحميدي حماد فيرى ان من ابرز عيوبها انها تسبب العزلة لانها العاب فردية يمكن ممارستها وحيدا مع الجهاز وتحتاج كذلك الى وقت كبير جدا فهي تسرق الوقت دون ان يشعر الشاب بذلك.
ويتفق وطبان الوطبان على انها تسرق الوقت وتلهي كذلك عن المذاكرة لان الطالب يحتاج الى ساعات بالمقابل للمذاكرة واذا ما استمر الطالب باللعبة فان وقته يضيع دون فائدة، ولذلك يجب ان يتدخل الاهل والوالدان لتنظيم اوقات ابنائهم وتخصيص اوقات معينة للعب والمذاكرة وللالعاب اضرار اخرى اذ تضيع الصلاة على بعض الاطفال نتيجة سهرهم كثيرا للعب بها وفوات فرصة العبادة عليهم, كما لا ننسى اهم اخطارها هي اضرارها الصحية ومدى تأثيرها على العين والاذن والظهر نتيجة الجلوس الطويل امام شاشات هذه الالعاب.
ويرى ياسر الخليوي ان هذه الالعاب تستنزف المال لسببين الاول كثرة الجديد في هذا المجال وتلهف الاطفال والشباب لشرائه، والثاني اعتمادها على الكهرباء وخصوصا الجهد 220 فولت ولساعات طويلة نهارا وليلا كل ذلك يجعلنا نؤكد ان لها اضرارا كما ان لها مميزات, ولو لاحظنا تأثير هذه الالعاب جيدا على الاطفال لادركنا انها السبب الرئيسي لعزلة بعض الاطفال والشباب الاسوياء وعدم ترابطهم مع افراد عائلتهم ومع جيرانهم واقربائهم نتيجة لسهرهم طوال الليل ونومهم طوال النهار وخصوصا ايام الاجازات.
وثمة اضرار اخرى لها وذلك انها تكسب بعض الاطفال كلمات وحركات غير لائقة وهي كلمات اجنبية يرددها الاطفال دون ان يعرفوا معناها!!
الألعاب النارية
ويضيف سلمان الجميلي ان تأثر الاطفال بما يشاهدونه في الالعاب وعلى الشاشة المتحركة امر كثير وهو ملاحظ ومن ذلك ارتداء الاطفال لبعض الملابس الغريبة المحملة بالرسومات، وما نلاحظه ايضا من انتشار القصات وربطات الرأس، والخطوط التي يكتبها الاطفال على اذرعتهم وايديهم كلها نتاج هذه الالعاب الالكترونية وكذلك لا ننسى دور القنوات الفضائية!!
اما عن الالعاب النارية باعتبارها لعبة حديثة فحدث ولا حرج!!
اضرارها كثيرة جدا وهي اكثر من نفعها وليس فيها ميزة الا انها تبعث على التسلية والتشويق والابهار, وهي مزعجة جدا للجيران لدرجة اننا لا ننام ايام العيد من كثرة ازعاجهم, ولكن الحمد لله هذا العام انحسرت هذه الظاهرة نتيجة لتكثيف الدوريات في احيائنا وشوارعنا، وسمعت ايضا ان الشرطة داهمت المحلات وصادرت هذه الالعاب ونحن نشكرهم على ذلك فلقد اراحونا كثيرا من ازعاج هؤلاء الطائشين!!
وانا شخصيا افضل الالعاب الالكترونية ولكن بقدر محدد حتى لا تؤثر على دراستي في المرحلة الثانوية والتي يسيطر الكمبيوتر فيها بنسبة كبيرة على اهتمام طلاب هذه المرحلة بينما تستهوي الالعاب الالكترونية على اهتمام وحب الاطفال وخصوصا انها مزودة الآن بالرسوم المتحركة والشخصيات الكارتونية التي يحبها الاطفال كثيرا، كما انها تمكنك من تشغيل اي فيلم كرتوني او سينمائي عن طريق اجهزة السيقا والكمبيوتر وهنا مكمن الخطورة اذا خلا الامر من مراقبة الابناء وخصوصا في مراحل المراهقة لانتشار بعض الافلام الرديئة بين فئات المراهقين والشباب نسأل الله العافية!!
ضرورة التثقيف بمخاطرها
يتفق الاستاذ عبدالله بن صالح الاحمد مدير مدرسة عمرو بن العاص الابتدائية على ضرورة انطلاق التثقيف والتوعية من المدارس باعتبارها مراكز للاشعاع التربوي يتحكم ويوجه فكر الطلاب في مراحل سنية معينة نحو الافضل، ويرى الاحمد ان المسؤولية كبيرة على عاتق المعلم وضرورة توعية هؤلاء الطلاب بأضرار بعض الالعاب الالكترونية الخطرة واضرار الالعاب النارية ايضا عن طريق مجالات المدرسة الاعلامية المختلفة كالاذاعة المدرسية والصحف الحائطية والانشطة المسرحية والثقافية والفنية وفي حصص مواد الانشاء والفراغ.
والمدرسة نقطة مهمة لان الممارسين والمستفيدين من هذه الالعاب هم من ابنائها الطلاب في مراحلهم الدراسية المختلفة، كما ان وقع النصح والتوجيه المدرسي الصادق مؤثر في نفسية الطالب لانه ينظر الى معلمه على انه قدوة يجب اتباع توجيهاته والعمل بها ايمانا بدور المعلم القوي والفعال في دفع عجلة التوعية والتثقيف لدى ابنائه الطلاب وتجنيبهم شرور هذه الالعاب الخطرة على صحتهم وعلى نفسيتهم وبيئتهم الاجتماعية, ولا ننسى ادوار قنوات المجتمع الاخرى واهميتها في اكمال رسالة المدرسة التوجيهية فالجهود لابد ان تتضافر للاستفادة من مميزات هذه الالعاب وتجنب مخاطرها.
الإعلام,, والمنزل
ويتفق الاعلامي احمد سلمان محرر بجريدة عكاظ على اهمية على اهمية التوعية والتثقيف بخطر هذه الالعاب الحديثة الالكترونية والنارية منها، فلكل شيء حد لا يجدر تجاوزه والا سينقلب الى ضده كما يشير المثل المحلي, ويعتبر الاعلام جزءا مهما في مسيرة التوعية والتثقيف فالصحف والمجلات تسابقت على مر العصور لتكون منبرا اعلاميا هدفه رصد السلوك الخاطىء في المجتمع وايجاد الحلول العلمية له.
والمتتبع لسلوك الاطفال الحاليين وانهماكهم في هذه الالعاب يدرك ان ثمة خطراً محدقاً ينتظر هؤلاء المساكين، من هنا ينبري الاعلام لا يضاح خطر بعض الالعاب الحديثة على الفرد والمجتمع والبلد عموما باعتبار الانسان جزءاً من بناء الاوطان, من هنا اتفق مع زملائي على ضرورة التثقيف على كل الاصعدة الخاصة والعامة.
ويضيف الاستاذ عارف السبت مدرس بدنية بمتوسطة رفحاء ان المنزل تقع عليه المسؤولية الكبرى فالطفل يقضي معظم وقته في منزله بين اهله يلعب ويمرح كيفما يشاء، ولذلك نتوقع ان يكون الاب والام على قدر من الفهم والدراية وكذلك الابناء بخطر بعض الالعاب الحديثة على جسدهم وصحتهم وممتلكاتهم العامة وما تنشره الصحف باستمرار عن خطر الالعاب النارية كفيل بالعقلاء لمحاربتها, وعلى المنزل كذلك ان يغرس في نفوس الابناء اهمية الرياضة المدرسية ودورها في بناء العقل والجسم معا باعتبارها لعبة دائمة قديما وحديثا, اذن المنزل هو بيت القصيد وهو اساس التثقيف والوعي لدى الابناء.
وعن تأثيرها على العيون اكد طب العيون ان هذه الالعاب ليست مضرة بذاتها ولكن ضررها يكمن في قضاء وقت طويل امام شاشة التلفزيون او الكمبيوتر لان معظم هذه الالعاب تعتمد اعتمادا مباشرا على الشاشات.
آثارها على نفسية الطفل
اما تأثيرها النفسي على الاطفال ودورها في بناء شخصية الطفل وتشكيل سلوكه فكان لْالجزيرة هذا اللقاء مع الدكتور محسن السيد العيسوي اخصائي الامراض النفسية بمستشفى رفحاء العام حيث قال: اللعب يعني النشاط الذي نستفيد من خلاله من الطاقة الذهنية والحركية للفرد لاشباع المتعة والراحة النفسية ليتعلم الطفل من خلال ذلك الكثير من الاشياء الجديدة، لذلك ننظر الى اللعب من الناحية النفسية على انه صمام الامان للعواطف والانفعالات الكامنة داخل الطفل، كما نعتبره من افضل الوسائل للتعبير الواضح عما يشعر به الطفل وذلك من خلال ما يحدث منه من سلوكيات اثناء ممارسته ومخاطبته للالعاب التي يفضلها.
وعن تصنيف الالعاب يضيف العيسوي: هناك العاب فردية والعاب جماعية، وهناك اللعب الذي تعتمد على النشاط وهناك اللعب الهادىء، كما ان هناك العاب تعتمد على العنف واخرى يغلب عليها الصفة العقلية، وسنحاول هنا التركيز على الالعاب الالكترونية الحديثة والتي انتشرت في بيوتنا وهي التي تغلب عليها الصفة العقلية ْ ان صح التعبير ْ ومن هنا يكمن تأثيرها المباشر على نشأة الطفل وسلوكه ان لم تكن تحت التوجيه العلمي والتربوي السليم وان بدا لبعضنا انها تمثل العابا مفيدة ومسلية للجميع ومكمن الخطورة ايضا هو ادمان الاطفال لممارستها بعد فترة حتى يصل بعد ذلك الى فقدان الحوار الاسري مما يترتب عليه غياب للقيم الاجتماعية والسلوكية والتي يفترض ان يكتسبها الطفل خلال الحوار الاسري والعائلي بل ان الامر يزداد سوءا حينما تفقد سيطرتها في توجيه الطفل فتعجز عن تنظيم مواعيد نومه ويقظته وعن تعليم السلوك والاداب الواجب اتباعها اثناء الطعام مما يؤدي الى اصابة كثير من الاطفال بالارق والقلق النفسي واصابة بعضهم بالتخمة وامراض عسر الهضم وسوء التغذية نتيجة تناولهم الوجبات سريعة التجهيز وغيرها من المسليات، ناهيك عن مشاكل النطق وعدم القدرة على الاسترسال في الحديث جراء العزلة الاجتماعية التي يعيشها الطفل خالقة فيه السلبية والعزلة الاجتماعية والانطوائية.
كما انها تدفقه للخداع والكذب من اجل الاستمرار في ألعابه وعدم تركها ومن هنا يتبين لنا خطورة ما تم غرسه في الطفل بطريقة غير مباشرة من اهدار لقيمة الوقت دون الاستفادة من الاعمال المفيدة, كذلك ضياع بعض القيم والواجبات الدينية التي تسرق هذه الالعاب وقتها من الطفل.
مما يؤدي الى نشأة جيل قيمة الدينية والعقائدية ضعيفة مما يسهل التلاعب بأفكاره.
عالم خيالي
ويرى الدكتور العيسوي ان كثير من هذه الالعاب تدفع الطفل الى عالم خيالي بحت بعيدا عن الواقع الملموس الذي نعيش فيه مما يؤدي الى مزيد من العزلة الاجتماعية وامراض الاكتئاب، والعاب العنف اكثر خطورة لانها تغرس الميول العداونية في سلوك الطفل والى معاناة الكثير منهم من امراض نفسية والتبول اللارادي وفرط الحركة المرضية والتشتت في الانتباه ناهيك عن التأخر الدراسي.
يختتم الدكتور محسن السيد العيسوي اخصائي الامراض النفسية بمستشفى رفحاء حديثه عن الالعاب قائلا: ان التعايش مع عصر الكمبيوتر والتقدم العلمي واجب ومطلوب من الجميع من اجل مسايرة العالم من حولنا والحفاظ على الهوية العربية ولكن يجب ان يتم ذلك باتزان وروية مع التوجيه السليم واختيار المناسب منه لمجتمعنا وتقاليدناوما يتناسب مع ديننا، وليعرف الجميع ان ليس ثمة اختلاف على اهمية الالعاب للطفل ولكن يجب ان توجه للاستفادة منها في تنمية المهارات الحركية لاعضاء الجسم كالعضلات والمفاصل عن طريق ممارسة الرياضة والى جانب العمل على اشباع الجانب الحسي والذهني للطفل عن طريق ايجاد البدائل المناسبة من الالعاب والعمل على تشجيعهم على ابراز مواهبهم المختلفة والعمل على صقلها عن طريق الاشراف المباشر للاسرة كما يجب ان لا نغفل اهمية ودور الاجازات الاسبوعية والخروج بالاطفال الى الحدائق والمنتزهات واشباعهم بالجو العائلي واضعين في الاعتبار غرس قيمة الوقت لدى اطفالنا امل الامة ومستقبلها.
الرياضة المدرسية هي الحل
مساوىء كثيرة للالعاب الالكترونية الحديثة كما ان لها مميزاتها، وحسنات الالعاب القديمة لا حصر لها يكفي ان من بينها ما تمده من نشاط وحيوية للاطفال وكذلك خلقها لاجواء جماعية ممتعة,, وهذا لا يعني ان ليس لها عيوب.
عزيزي القارىء ما رأيك ان تعمد الى أخذ ورقة وقلم ْ كما فعلت انا ْ وتحصر مميزات وعيوب الالعاب القديمة والالعاب الالتكرونية الحديثة؟! وستدرك اشياء كثيرة من نفسك تجعلك تفكر كثيرا في ان منزلك في خطر جراء هذه الالعاب الالكترونية الكثيرة!!
اذن ما هو الحل؟! لا شك ان المؤسسات التربوية هي التي تملك الحلول المناسبة من خلال الرياضة المدرسية,, ولكن يبقى السؤال: هل حصتان في الاسبوع كافية لممارسة رياضة ممتعة ومفيدة؟!
ثمة امر اخر اذا ارادت الاسرة ان تحافظ على الاطفال من خطورة الالعاب الحديثة,, عليها ان تمسك بالعصا من المنتصف.

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved