أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th March,2000العدد:10041الطبعةالاولـيالأحد 20 ,ذو الحجة 1420

عزيزتـي الجزيرة

مشاهدات حاج,, وملاحظات من الواقْْْْْْْْْْع
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
أولاً أحب أن أشيد بما قدمته جريدتكم من تغطية شاملة لموسم حج هذا العام 1420هْ ومتابعات كانت موفقة فيها.
ثانياً أشكر حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله على ما تقدمه من خدمات للحجاج وما توفره من سبل الراحة ليؤدوا حجهم في أمن وأمان وطمأنينة بإشراف من مولاي خادم الحرمين الشريفين ْ حفظه الله ْ الذي ظل يتابع الحجيج وهم يؤدون مناسكهم في يسر وسهولة فجزاه الله خير الجزاء ونصر به الإسلام والمسلمين.
وحيث انني ولله الحمد كنت أحد الحجيج لهذا العام وهي المرة الأولى التي أحج فيها أحببت أن أنقل لكم الصورة الكاملة لما رأيت، فقد أذهلني ما شاهدته من التجهيزات والخدمات الممتازة المقدمة من جميع الجهات لحجاج بيت الله الحرام، ولكن عندي بعض الاقتراحات التي قد يكون من المناسب اطلاع المسؤولين عن الحج عليها وهي بعض الملاحظات التي أثق انهم سيعملون على تلافيها في مواسم الحج القادمة وثقتي كبيرة بأنهم يتلقون الاقتراحات ويدرسونها ويعملون على تطبيقها لخدمة ضيوف الرحمن الذي تتشرف المملكة باستقبالهم كل عام.
أولاً: المعوقات وهي كالتالي:
1ْ تدافع جموع كبيرة من الحجيج لرمي الجمرات ثالث أيام التشريق فقط بحكم أنهم يؤدون الرمي والنزول من منى إلى مكة المكرمة لأداء المنسك الأخير وهو طواف الوداع للمتعجل، ومن مشاهداتي وجدت أن ما نسبته 80% يود الرمي وبينما هم كذلك تجدهم يتدافعون بكل ما أوتوا من قوة وبالطبع كل ذلك على حساب العاجز والضعيف والصغير والنساء بعكس ما كان عليه الوضع أول وثاني أيام التشريق حيث انني رميت في اليوم الأول وهو العاشر من ذي الحجة وكنت وقتها من المبكرين جداً ولم أصدق انني رميت جمرة العقبة لسهولة الوصول والرمي وكذلك اليوم الثاني رميت الثلاث جمرات بمنتهى اليسر والسهولة عدا اليوم الأخير الذي كدت أن أدهس فيه وارتمي أرضاً لولا لطف الله.
2ْ ومن عرفات الله وعند نفرة الحجيج استقللت السيارة وقبل الغروب بنصف ساعة أو أقل تقريباً للنفرة إلى مزدلفة، ولم أصدق اننا انتظرنا أكثر من أربع ساعات لم نتحرك فيها الا بضعة أمتار قليلة.
3ْ قلة دورات المياه في مزدلفة، وقد صادف أثناء اتجاهنا إلى منى من الطريق المؤدي الى ذلك بين مزدلفة ومنى مشياً لرمي العقبة أن وجدت دورة مياه أحببت أن أقضي حاجتي فيها إلا أنني ليتني لم أتوقف حيث وجدت أن بعض الحجيج قضى حاجته خارج المرحاض وعند البوابة وغالباً ما يكونون من الأطفال الذين لم تجد أمهاتهم أو أباؤهم من حرج لقضاء حاجته لتكون الأم ْ مثلاً ْ قريبة من اغتساله حيث تجدها تحمل معها قارورة مياه بسبب انقطاع الماء في المراحيض عكس الصنابير المخصصة للوضوء بجانبها التي يتدفق منها الماء وبقوة حيث يأخذ الحجاج معهم قارورة لملئها من الصنابير الخارجية بحكم انقطاع الماء في جميع الدورات والانتظار في صف طويل لدورة مياه واحدة فقط هي الوحيدة التي سلمت من القاذورات، ولم أجد أي عامل نظافة بجانبها أو حتى مهندس سباكة قريب من الموقع ليصلح الخلل.
4ْ مشكلة الافتراش بمنى الذي بدوره يعطل حركة المرور لسيارات الاسعاف والخدمات الأخرى وغالباً ما يكون من المخيمات حيث ذكر لي أحدهم انه لم يجد الخدمة المطلوبة.
5ْ القاء السبيل من داخل شاحنات لبعض شركات الحليب واللبن والعصائر بأنواعها وهم بذلك جزاهم الله خيراً يودون كسب الثواب والأجر من الله برغم استغلال بعض من يقومون بالتوزيع الخيري هداهم الله بالبيع في بعض الفترات القليلة جداً الا انه لا توجد هنالك من مشكلة ولكن تكمن المشكلة في الطريقة التي يتم التوزيع بها حيث يتدافع عدد كبير من الحجاج لأخذ نصيبه وأكثر وتجد من يقوم بالتوزيع يرمي النعمة بشكل عشوائي وسط الزحام من قبل الحجاج فتجد من تكسر يده وضلوعه وفكه ورضوض بجسمه من جراء ذلك التوزيع العشوائي وتجد الكثير من العبوات قد تحطمت من جراء رميها الرمي العشوائي حيث ترتطم بالأرض بقوة وتترك منظراً سيئاً للغاية أضف إلى ذلك صحة وسلامة البيئة.
6ْ قلة فرق النظافة في بعض المواقع بمنى والنظافة الدورية في وقتها حيث تجد أكواماً من النفايات ملقاة على الأرض بسبب قلة وعي الحجاج وعدم تواجد عمال النظافة كل في موقعه حيث انني بالكاد أرى القليل منهم بالقرب من المخيمات بالرغم من أن الدولة رعاها الله وفرت اعداداً هائلة من العمال والمعدات ولم تقصر في أي شيء لخدمة وراحة ونظافة حجاج بيت الله وسلامتهم من الأوبئة والأمراض وصحة البيئة.
7ْ استغلال واضح جداً من قبل السائقين من السيارات الصغيرة والكبيرة وتفاوت كبير في الأسعار فقد تجد السعر لنفس المشوار من مكة المكرمة إلى مشعر منى 50 ريالاً وتجد من ينقلك بْ 20 ريالاً وقد تتدنى الأسعار إلى 10 ريالات في داخل السيارة و5 ريالات فوق السيارة أو في سقفها في ظل تنافس شديد من السائقين، ولا ننسى أن هذا موسم ولكن الاعتدال والرحمة مطلوبة حيث ان الكل كاسب ولا خاسر بينهم فلماذا هذا التنافس غير المتكافئ؟.
هذه بعض أو مجمل ما شاهدته من أبرز وأهم المعوقات التي صادفتني وأنا في طريقي لأداء مناسك الحج.
ثانياً ْ بعض الحلول المقترحة:
1ْ تنظيم شامل وكامل وخطة محكمة لرمي الجمرات في اليوم الثاني لأيام التشريق.
2ْ فك الاختناقات المرورية عند نفرة الحجيج من عرفات الله إلى مزدلفة قبل النفرة بوقت كاف.
3ْ زيادة عدد دورات المياه بمزدلفة والتأكد من تشغيلها ونظافتها.
4ْ محاسبة أصحاب المخيمات الذين لا يلتزمون بخدمة الحاج الخدمة المطلوبة بوضع عقاب صارم لهم لردعهم.
5ْ تنظيم توزيع السبيل من الألبان والعصائر والمياه المبردة.
6ْ توزيع فرق النظافة بشكل منظم بمشعر منى حيث أكثر قضاء أوقات الحجيج بها.
7ْ إلزام السائقين الذين يقلون الحجاج من والى المشاعر المقدسة بحد أدنى وحد أعلى لأسعار تنقل الحجاج داخل المشاعر وتنقلهم من والى المشاعر وتكون بالمتوسط والمعقول بدون ضرر لهم ولا ضرار.
ثالثاً ونأتي أخيراً للاقتراحات:
1ْ منع دخول جسر الجمرات قبل الزوال في اليوم الثاني لرمي الجمرات حيث أن الكل في هذا اليوم متعجل وذلك بوضع حاجز أمني من قبل رجال الأمن المتواجدين هناك سواء من أعلى الجسر أو أسفله والسماح بدخوله بعد الزوال بشكل دفعات ومجموعات حيث تدخل الدفعة أو المجموعة الأولى وبعد انتهائهم من رمي الجمرة الصغرى والتأكد من ذلك من قبل رجال الأمن المتواجدين هناك يقوم هؤلاء بارسال اشارة لرجال الأمن المتواجدين في أول الجسر للسماح بدخول الدفعة الثانية لرمي الجمار، وكذلك المتواجدين من رجال الأمن بالجمرة الوسطى يعطون اشارة للموجودين بالجمرة الصغرى للسماح بدخول الدفعة الثانية بعد أن يكونوا قد شكلوا حاجزاً أمنياً بين الجمرات وأخذوا الاشارة من رجال الأمن المتواجدين بجمرة العقبة وهي الجمرة الكبرى والثالثة والأخيرة والتأكد من خلوها والسماح بالدفعة التي تليها وهكذا دواليك الى أن ينتهي الحجاج من رمي جميع الجمار بسلاسة وانسيابية بيسر وسهولة ونقضي بذلك على الزحام والتدافع الذي يتم في هذا اليوم بالذات بإذن الله.
2ْ تهيئة الطرق المتجهة من عرفات الله إلى مزدلفة وفك أي اختناقات وعوائق مرورية مثل المارة والسيارات المتعطلة عند المنعطف مع توجه الحافلات والسيارات قبل النفرة بوقت كاف لمنع الاختناقات وما تسببه عوادم السيارات من ضيق في التنفس.
3ْ الاهتمام بزيادة عدد دورات المياه بمزدلفة وتجوال دوريات المراقبة المخصصة لها للتأكد من وجود عمال النظافة والفنيين مع معداتهم وأجهزتهم كلٍ في موقعه وحسب عمله وان يؤدي الدور المطلوب منه على أكمل وجه ومحاسبة المقصر بحزم وصرامة.
4ْ التأكد من قبل أصحاب المخيمات بتوفير الخدمة المطلوبة ووضع مكتب خاص لشكاوى الحجاج من المخيمات للقيام بالتحقيق الفوري معهم ومحاسبتهم على أي تقصير سواء في الخدمة أو النظافة داخل وخارج المخيم,, الخ من الشكاوى.
5ْ توزيع السبيل من الألبان والعصائر والمياه المبردة وغيرها وفق صفوف من ثلاثة أو أربعة صفوف من على الشاحنات والبرادات لضمان التوزيع المنظم والعادل بدون تزاحم أو رمي للنعمة على الأرض وهو ما يشكل منظراً مؤذياً وعبئاً كبيراً على عمال النظافة وصحة البيئة.
6ْ توزيع فرق النظافة بشكل متحرك وسريع وغير ثابت على مشعر منى لكثرة المكوث بها مع توفير أكبر عدد من الحاويات الثابتة والمتحركة الصغيرة في داخل وقلب الساحات الداخلية.
7ْ وضع لوحات تحمل أسعار التنقل داخل السيارات والحافلات بمكان بارز ومحدد فيها السعر كحد أعلى فوق وتحته خط وكحد أدنى تحت والزام السائقين بذلك ووضع المخالفات والعقوبات الصارمة لكل من يهمل أو يتحايل على ذلك,وأخيراً هذه هي بعض أو كل مشاهداتي لبعض المعوقات والحلول والاقتراحات التي شاهدتها وأنا في طريقي لأداء مناسك الحج لهذا العام 1420هْ ولعلمي ووثوقي برجالات هذا البلد المقدس والطيب والمعطاء من المسؤولين الذين يهتمون بكل ما يكتب من ملاحظات ويشجعون عليها ويقومون بدراستها ووضع الحلول المناسبة لها حسب ما يرونه الأصلح لخدمة الصالح العام جاعلين نصب أعينهم الأجر والمثوبة من الله العلي القدير بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين ْ حفظه الله ْ ورعاه ونصر به الإسلام والمسلمين وجعلها في ميزان حسناته فكل القلوب والحناجر تلهج بالدعاء له بالأجر والثواب لما قدمه وما زال يقدمه لخدمة الحرمين الشريفين من تطور وتوسيع وخدمة عالية المستوى في المشاعر المقدسة، وفي هذا البلد الطيب الذي أكرمه الله بوجود الحرمين الشريفين والأماكن المقدسة ويتشرف في كل عام بخدمة ضيوف الرحمن والقادمين للعمرة على مدار العام فله من الله الأجر الجزيل والمثوبة.
كما أدعو اخواني من المواطنين والمقيمين على تراب هذه الأرض المباركة الا يترددوا في كتابة الملاحظات التي يشاهدونها باعتبار ان المواطن والمقيم هو العين الأولى التي ترى وتقوم بالابلاغ بكل أمانة واخلاص وصدق وسوف تلقى اقتراحاته الصدر الرحب من قبل المسؤولين الذين يقومون مشكورين بجهد جبار وملموس في شتى النواحي.
كما لا يفوتني ان أذكر المشاهد الرائعة والجميلة من قيام أفراد الكشافة بخدمة الحجيج والاسعاف ورعاية الأطفال التائهين وقيام أحد رجال الأمن بالابلاغ عن إحدى المشرفات حينما حاولت منع الحاجات من الدخول بقفل الباب بمجمع دورات مياه مسجد الخيف بمنى مما حدا باحدى الحاجات إلى الشكوى له وقام مشكوراً على الفور بابلاغ المشرف الذي تجاوب بشكل سريع وتم استدعاء المشرفة على الفور للاعتذار للحاجة والتحقيق معها,, فوالله هذا حصل أمام عيني وعين المشاهدين في زمن قياسي جداً مع الزجر للمشرفة بشدة وتهديدها بالفصل اذا تكرر منها ذلك مرة ثانية، وغير ذلك الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره من بشاشة رجال الأمن وتقديمهم العون والمساعدة للحجيج فرغم تعبهم فانك تجدهم يباشرونك بأي خدمة تريدها وبابتسامة تعلوها الفرحة والبشاشة لخدمة وراحة ضيوف الرحمن يتحدثون معك ويضحكون ويقدمون لك الارشاد والعون والمساعدة، وكذلك مثلهم رجال الاسعاف والأطباء والممرضين والمرشدين الدينيين وغيرهم ممن قاموا بخدمة الحجاج, كما لا يفوتني أيضاً أن أشكر وزارة البرق والبريد والهاتف لما قدمته من جهد جبار بتوفير خدمة الاتصالات الدولية والداخلية والمحلية بكبائن اتصالات متطورة ومنتشرة في كل مكان عبر خدمة براق للاتصال المدفوع ببطاقات متوفرة بشكل كبير وواسع وبصراحة عند استعمالي لهاتف البطاقة لم ألحظ أي تعثر أو انقطاع ويستجيب معك بسرعة البرق فعلاً كاسمه المميز براق رغم ان اتصالي داخلي بأهلي بمدينة جدة لطمأنتهم والاطمئنان عليهم ورغم المكالمات الدولية التي تنزل كالمطر لكثرتها من قبل الحجاج للاطمئنان على أسرهم وذويهم وطمأنتهم عليهم وغير الاتصالات المحلية والاتصال بالجوالات الا انه لم أشاهد أو اسمع أحداً منهم اشتكى حيث ان المكالمة تجيب معهم ومن أول اتصال بسرعة البرق وبشكل لا يصدق وكأنهم يتصلون من مكان أو شارع قريب ومقابل من منزلهم الذي يبعد ألوف الأميال بمسافات بعيدة وشاسعة وذلك كله بسبب درجة وضوح الصوت العالية والفائقة سواء للمرسل أو المستقبل حتى ان أحد الحجاج حدثني مازحاً بأن أهله لم يصدقوا انه بالمشاعر لقرب الصوت ودرجة نقاوته وبالطبع هذا بسبب التقنية العالية التي استعملت في هذه الهواتف وغير ذلك ان تكلفة الاتصال بها قليلة جداً تماماً مثل هاتف المنزل الثابت، هذا وان دل على شيء فانه يدل على الجهود الجبارة المبذولة والمشكورة لكل ما فيه خدمة الحجيج وراحتهم، فوفق الله جميع القائمين على خدمة الحجيج وأثابهم الأجر والمثوبة وفي مقدمتهم مولاي خادم الحرمين الشريفين رعاه الله وسدد خطاه.
فاللهم بارك لهذه الأرض الطيبة المباركة المقدسة ولرجالاتها المخلصين وأعز بها الإسلام والمسلمين ووفق امامنا وألبسه ثوب الصحة والعافية اللهم آمين.
ضيف الله محمد العقيلي


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved