|
| تقارير
* واشنطن ْ القدس ْ دمشق ْ الجزيرة ْْْ ابراهيم معروف ْْ جنيف ْ الوكالات:
مرة أخرى يحتل الرئيس الأمريكي واجهة الأحداث في محاولة اخراج عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط من الطريق المسدود وذلك في القمة الحاسمة التي تجمعه اليوم الاحد في جنيف بالرئيس السوري حافظ الأسد.
ويأمل كلينتون الذي يتطلع الى تتويج ما تبقى له في البيت الأبيض في نهاية ولايته الثانية بانجاز تاريخي يربط اسمه بعودة السلام الى الشرق الأوسط، في ان ينتزع من الأطراف معاودة المفاوضات الاسرائيلية السورية المجمدة منذ العاشر من كانون الثاني/ يناير.
وقد اختارت واشنطن موقف الحذر في توقعاتها بشأن هذه القمة تحسبا لعثرات كانت شهدتها في السابق وكانت تؤخر على الدوام محادثات السلام في المنطقة.
وفي هذا السياق اعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جيمس روبن ان الرئيس كلينتون سيحاول الافادة من هذه الفرصة لدفع عملية السلام قدما بين اسرائيل وسوريا.
وسعى المتحدث الى وضع موجة التفاؤل بحل سريع بين سوريا واسرائيل كما فعل الرئيس المصري حسني مبارك في اطار أضيق, وقال ان المسألة ستأخذ بعض الوقت لأن هناك العديد من الموضوعات الأساسية المعلقة التي يتعين تجاوزها .
وقد صرح ساندي بيرجر مستشار الأمن القومي للرئيس بيل كلينتون ان الاجتماع بين كلينتون والرئيس السوري حافظ الأسد اليوم الاحد قد لا يؤدي على الفور الى اتفاق لاستئناف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل.
وقال بيرجر للصحفيين إن أفضل ما يمكن توقعه بعد الاجتماع ان يتولد شعور بأن هناك أرضية مشتركة كافية وأنهما متقاربان بدرجة كافية وأننا اذا استأنفنا حقا المفاوضات فيمكننا تصور أن تنتهي بالنجاح .
وتنتهي رحلة كلينتون اليوم الاحد حينما يتوقف كلينتون في جنيف في طريق عودته الى بلاده للاجتماع مع الأسد بعد شهرين من توقف محادثات السلام السورية الاسرائيلية التي بدأت بآمال عريضة في شيفردزتاون بولاية فرجينيا.
وكانت قد ثارت بعض الآمال بأن موافقة الأسد على الاجتماع قد تكون اشارة الى أنه مستعد لاستئناف المحادثات مع اسرائيل بشأن مصير مرتفعات الجولان السورية التي استولت عليها اسرائيل من سوريا في الحرب العربية الاسرائيلية عام 1967.
وكانت المحادثات السورية الاسرائيلية توقفت في يناير كانون الثاني بعد ان رفضت اسرائيل ان تتعهد مقدما بالانسحاب التام من الجولان قبل مناقشة قضايا الأمن وعناصر اخرى لاتفاق سلام.
وكان المسؤولون الأمريكيون الذين يراقبون تقلبات عملية السلام في الشرق الأوسط على مدى السنين رفضوا تعليق أهمية كبيرة على اجتماع كلينتون والأسد.
وقال مسؤول أمريكي طلب ألا ينشر اسمه الرئيس لن يخرج ليقول يسعدني ان أعلن ان الجانبين سيستأنفان مفاوضاتهما .
واضاف المسؤول قوله ان الأسد سيعود الى دمشق والرئيس سيتحدث الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك وستتكون لدينا فكرة أفضل بشأن هل يمكننا استئناف المفاوضات في الأسابيع القليلة المقبلة مع شعور بالثقة بأن احتياجاتهم سيتم تلبيتها .
وقال المسؤول الأمر لا يتعلق باتفاق سلام بل باستئناف المفاوضات وليس من المحتمل ان يسفر اجتماع جنيف عن نتيجة فورية .
أثر القمة لن يعرف إلا بعد
مرور عدة أسابيع
وقال المسؤول ان أثر الاجتماع قد لا يعرف قبل مرور بضعة أسابيع وقد يتضح خلال تلك الفترة أن الجانبين متباعدان جدا ولايريان جدوى من استئناف المفاوضات في هذا الوقت.
واضاف قوله اعتقد ان هذا ممكن جدا , وتابع بقوله ان القضايا التي تفصل بين سوريا واسرائيل أقل تعقيدا من النزاع الاسرائيلي الفلسطيني لكن الفجوات التي تباعد بين اسرائيل وسوريا أعمق.
واضاف قوله الجانبان كلاهما يريدان يقينا على مستوى عال ان احتياجاتهما سوف تلبى قبل قطع أي تعهد .
وقال المسؤول ان هدف الولايات المتحدة بعد المأزق الذي وصلت اليه المفاوضات في شيفردزتاون هو رؤية ما اذا كان يمكننا اعادة تنشيطهم في مفاوضات تكون جادة وليس مجرد حضورهم في غرفة واحدة في نفس الوقت .
واضاف المسؤول قوله ان كلينتون يريد مباحثات جادة جدا مع الأسد ولا ينوي تقديم مجموعة مقترحات أمريكية لكنه يريد ان يعرف كيف يمكن للولايات المتحدة ان تساعد في تلبية الاحتياجات السورية.
وفي جنيف أعلن المتحدث الرسمي باسم الشرطة في جنيف جيرار موري أنه تم وضع الشرطة السويسرية في حالة تأهب كاملة واستنفار مستمر لتأمين لقاء القمة الذي يعقد اليوم الاحد بين الرئيسين السوري حافظ الأسد والأمريكي بيل كلينتون.
وتعد هذه هي رابع مرة يزور فيها الرئيس كلينتون جنيف وقد اعتاد البوليس السويسري على التعامل بمرونة مع مطالب الجانب الأمريكي المفاجئة في آخر لحظة.
وفي 1994 أشار الرئيس السوري رسميا للمرة الأولى إلى إقامة علاقات طبيعية مع اسرائيل تقوم على السلام.
وفي القدس المحتل أعلن وزير السياحة ورئيس الأركان الاسرائيلي السابق امنون ليبكين شاحاك للاذاعة الاسرائيلية ان اسرائيل ستشترط الاحتفاظ بْسيطرة كاملة على بحيرة طبرية ومحيطها خلال مفاوضات السلام المحتملة مع الجانب السوري.
وصرح شاحاك ان اسرائيل تريد سيطرة كاملة على بحيرة طبرية ومحيطها بحيث يتمكن الاسرائيليون من التنقل حولها .
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عين شاحاك مؤخرا ليشارك في وفد المفاوضين الاسرائيليين في محادثات السلام في حال استئنافها.
واضاف شاحاك ان استئناف المفاوضات في أعقاب تلك القمة يعطي أملا بالتوصل الى اتفاق سلام إلا انه يجب ألا ننسى ان هناك العديد من المواضيع التي لم نتفق عليها بعد , مشيرا الى ان التوصل الى اتفاق سيتطلب محادثات شاقة .
أولبرايت تحذر من التفاؤل المفرط
من جهة أخرى حذرت وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت من المغالاة في التفاؤل فيما يتعلق بالقمة.
وقالت أولبرايت لقد أقلعت عن التنبؤات فيما يتعلق بالشرق الأوسط , مجيبة بذلك على سؤال حول ما اذا كانت تتوقع ان تؤدي القمة الى استئناف محادثات السلام بين سوريا واسرائيل.
وقالت أولبرايت ان استعداد كلينتون للذهاب الى جنيف للقاء الأسد رغم الرحلة الطويلة التي قام بها في آسيا يظهر جدية الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة لاستئناف المحادثات, كما يثبت ان أمريكا على استعداد للاستمرار في الشوط الى نهايته .
وجاءت تصريحات أولبرايت بعد أن التقت في جنيف مع وزير الخارجية السويسري جوزيف ديس, وكان ديس قد روج في أوائل هذا الشهر لعقد قمة بين الأسد ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك أثناء جولة قام بها في الشرق الأوسط شملت دمشق وتل أبيب.
باراك يشكك في استئناف
المحادثات بعد القمة
وشكك ايهود باراك رئيس الوزراء الاسرائيلي في ان القمة الارميكية السورية ستؤي الى احياء محادثات السلام الاسرائيلية السورية.
وردا على اسئلة الصحفيين عقب لقاء البابا يوحنا بولس الثاني قال باراك ستستأنف المحادثات فقط اذا ما بات واضحا ان كلا من الجانبين يفهم احتياجات الآخر ومستعد للتحرك قدما .
واضاف وفق الوضع الراهن,, لا اعلم ولا استطيع توقع ما اذا كانت المحادثات ستستأنف عقب هذه القمة .
واتهم اليمين الاسرائيلي باراك بانه اذعن بالفعل لمطلب سوريا الاساسي الخاص باعادة مرتفعات الجولان التي احتلتها اسرائيل في حرب الشرق الاوسط 1967 بالكامل ونفى باراك التوصل لاي اتفاق.
وفي استطلاع للرأي نشرته صحيفة يديعوت احرونوت الجمعة الماضية توقع 63 في المائة من بين 503 اسرائيليين شملهم المسح الا تؤدي قمة جنيف الى شيء.
وتوقع 27 في المائة فقط من الذين شملهم المسح الذي اجراه معهد داهاف لحساب صحيفة يديعوت احرونوت ان يؤدي الاجتماع الى اتفاق بينما لم يبد الباقون رأيا, وتضمن الاستطلاع هامش خطأ قدره 4,5 في المائة.
ويرى مسئولون اسرائيليون ان القمة ستركز على رسم خرائط الحدود المستقبلية بين سوريا واسرائيل وامكانية بدء اسرائيل محادثات مع لبنان.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي دافيد ليفي ننتظر ان نسمع من الرئيس السوري حافظ الاسد/ اجابات عن أسئلة أساسية بل وضرورية عن المستقبل تتعلق بنزع الاسلحة ونظام الانذار والمياه والحدود المفتوحة وتبادل السفراء .
وقال شمعون بيريس وزير التنمية الاقليمية في حكومة ايهود باراك انه لن يكون هناك اتفاق سلام اذا اصرت سوريا على الوصول الى بحيرة طبرية في الطرف الغربي لهضبة الجولان.
وابلغ بيريس القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي انا متأكد من أن إسرائيل لا يمكنها الموافقة على ذلك .
وقال ليفي إن إسرائيل لن تعود الى حدود ما قبل حرب 1967.
والتحدي الذي يواجه الاسد وكلينتون وباراك هو الخروج بخريطة مقبولة لكل من اسرائيل وسوريا.
وتريد اسرائيل ايضا ضمانات بأن حدودها مع لبنان ستكون آمنة بعد انسحاب مزمع للقوات الاسرائيلية من المنطقة التي تحتلها في جنوب لبنان بحلول يوليو تموز.
وقال حاييم رامون الوزير بمكتب باراك ان اسرائيل ستفضل الانسحاب في اطار اتفاق مع سوريا لكنه قال ان اسرائيل لن تبقى اسيرة اي تأخير في اتخاذ قرار من جانب دمشق.
ووعد باراك باجراء استفتاء على اي اتفاق يتم التوصل اليه مع سوريا.
لكن 55 في المائة ممن شملهم الاستطلاع الذي اجرى هذا الاسبوع قالوا انهم لا يثقون في اي اتفاق سلام يوقع مع الاسد, وقال 42 في المائة انهم يثقون في اتفاق كهذا بينما لم يبد ثلاثة في المائة رأيا.
كلينتون سيتباحث مع باراك بعد الأسد
وقال مسؤول يرافق كلينتون طلب عدم الكشف عن اسمه الرئيس لن يخرج ويقول,, يسعدني اعلان ان الطرفين سيستأنفان المفاوضات .
واضاف الاسد سيعود الى دمشق وسيجري الرئيس محادثات مع/ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود/ باراك,, وستكون لدينا فكرة اوضح عما اذا كان بامكانهما استئناف المفاوضات خلال الاسابيع القليلة التالية بثقة في ان حاجاتهما ستلبى .
لكن كلينتون اقر بان الزعيمين ما كانا ليجتمعا في جنيف في ثالث قمة لهما والثانية في هذه المدينة السويسرية ما لم تكن هناك مقترحات مهمة في حاجة للبحث.
وقال دبلوماسي مقيم في دمشق يسلك السوريون الى حد كبير نهج انتظار معرفة ما سيعرضه الامريكيون,, انهم يتسمون بالحرص الشديد .
واجرت واشنطن مشاورات مكثفة مع الجانبين منذ توقف المحادثات الاسرائيلية السورية بعد شهر واحد من استئنافها بعد توقف استمر نحو اربع سنوات.
ويرى الدبلوماسيون ان استئناف عمل اللجان المختصة ببحث القضايا الاربع الرئيسية وهي الحدود والامن والمياه والتطبيع في ان واحد هو الصيغة الاكثر ترجيحا لاستئناف المفاوضات.
وربما توافق اسرائيل على نشر مراقبين من دولة ثالثة بدلا من مراقبين اسرائيليين كما طلبت من قبل على مرتفعات الجولان المطلة شمالا على دمشق وجنوبا على بحيرة طبرية.
ويقول الدبلوماسيون ان الاتفاق على استغلال المياه وحمايتها ليس صعبا كذلك وتحصل اسرائيل على نحو ثلث احتياجاتها من مياه الشرب من بحيرة طبرية.
واضافوا انه بالنسبة لمحادثات التطبيع التي تريد اسرائيل الاسراع بها في حين تريد سوريا تأجيلها حتى نهاية عملية السلام فقد تنطوي على تسوية تشمل التطبيع تدريجيا وصولا الى علاقات دبلوماسية كاملة.
لكن مسألة الحدود هي المشكلة الرئيسية التي يصعب فيها تصور التوصل الى حل وسط يرضي الطرفين وقال دبلوماسي سوريا توضح ان كل شيء آخر قابل للتفاوض .
ولم تتراجع سوريا أبدا عن مطلبها بانسحاب اسرائيل الى حدود الرابع من يونيو حزيران 1967 اي قبل احتلال الجولان, واكدت وسائل الاعلام على هذا الموقف مجددا في الايام القليلة السابقة على القمة.
واكدت اسرائيل بنفس القدر من الوضوح انها لا تريد عودة القوات السورية الى ضفاف بحيرة طبرية وانها تريد سيطرة كاملة على البحيرة والاراضي المحيطة بها والتوصل الى تسوية في هذا الصدد قد يكون الحل للمشكلة برمتها ويقول دبلوماسيون ان كلينتون سيعرض على الاسد ما يعتقد انه افضل صيغة يمكن ان يتوقعها من اسرائيل ثم ينتظر قرار الرئيس السوري.
وقال كلينتون اعتقد انه يمكن افتراض انني لن اضيع وقته ,, سأعطيه رأيي بأمانة بشأن موقفنا الراهن والى اين اعتقد انه يمكننا التحرك, وبعدها يتعين علينا جميعا اتخاذ قرار بشأن ما اذا كنا سنمضي قدما .
وبدائل ذلك قد تكون رهينة بقول احد الدبلوماسيين ان اجتماع جنيف سيكون على الارجح حاسما بالنسة للسلام الاسرائيلي السوري خلال فترة ولاية كلينتون وربما خلال فترة ولاية باراك.
فالولايات المتحدة ستنشغل تماما في وقت قريب باختيار رئيس جديد من غير المرجح ان يركز اهتمامه قريبا على الشرق الاوسط وفي ظل سياسة التعنت التي تنتهجها اسرائيل يتوقع ان تقل قدرة باراك على الوفاء بوعوده في المفاوضات مع مرور الوقت دون التوصل الى اتفاق سلام.
واكثر ما يثير القلق اعتزام اسرائيل الانسحاب من جنوب لبنان بحلول يوليو تموز المقبل مما سيخلق حالة جديدة من عدم اليقين وحذر كل من لبنان وسوريا من ان الانسحاب لن يحقق الامن في تحذير ضمني من هجمات عبْْْْْْْْر الحدود, وحذرت اسْْْْْْْرائيل بدورها من ردود انتقامية عنيفة على لبنْْْْْْان اذا تعرضت لهجمات.
وتأتي قمة كلينتون الاسد وسط مخاوف من نشوب معارك جديدة خلال بضعة اشهر والانتظار عدة سنوات قبل ان تتاح فرصة اخرى لتحقيق سلام سوري اسرائيلي.
النقاط الرئيسية في المفاوضات الاسْْْْْْْْْرائيلية السْْْْْْْْْورية
مفاوضات السلام السورية الاسرائيلية التي ستشكل محور لقاء القمة بين الرئيسين الامريكي بيل كلينتون والسوري حافظ الاسد مجمدة منذ العاشر من كانون الثاني/ يناير الماضي وكانت هذه المفاوضات استؤنفت في كانْْْْْون الاول/ ديسْْْْْْمبر في الولايات المتحدة بعد توقف دام اربعة أعوام وهي تتناول خمسْْْْْْْة ملفات:
ْ الجولان:
احتلت اسرائيل الجولان اثناء حرب حزيران/ يونيو 1967 واعلنت ضمه في 1981 ويقيم في هذه الهضبة التي تبلغ مساحتها 1150 كيلومترا مربعا نحو 17500 مستوطن اسرائيلي والعدد نفسه من السوريين الدروز الذين لم يتخلوا يوما عن جنسيتهم السورية.
وترتدي هذه الهضية أهمية استراتيجية بسبب قربها من العاصمة السورية التي تبعد عنها حوالي ستين كليومترا ولانها تشرف على منطقة وادي الجليل المسماة بحسب التعبير الاسرائيلي بْ اصبع الجليل .
وقد طالب السوريون على الدوام بان تتعهد اسرائيل بالانسحاب من الجولان حتى خطوط الهدنة في الرابع من حزيران/ يونيو 1967 وتؤكد دمشق انها تلقت وعدا بهذا الخصوص من رئيس الوزراء العمالي الراحل اسحق رابين قبل خمسة اشهر من اغتياله في تشرين الثاني/ نوفمبر 1995.
وفي 1995 المحت اسرائيل الى انها مستعدة للانسحاب من الجولان حتى الحدود الدولية مقابل اتفاق سلام وترتيبات امنية.
ويتمثل الفارق ببضعة كليومترات مربعة ولكن العودة الى خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967 تسمح لسوريا بالوصول الى بحيرة طبرية خزان المياه الرئيسي التي تتزود منه اسرائيل.
وقد أصبحت مسألة حجم الانسحاب مع مر السنين حجر عثرة يحول دون استئناف الحوار.
ْ الترتيبات الامنية:
تريد اسرائيل اقامة محطات انذار مبكر على هضبة الجولان واقامة منطقة منزوعة السلاح في عمق الاراضي السورية.
كما ترغب في استمرار مرابطة قوات اسرائيلية على جبل الشيخ الذي يشرف على الجولان, في اطار نظام سيعتبر عيون اسرائيل وآذانها .
اما سوريا فتقترح من جهتها نظاما للمراقبة الجوية والفضائية حسب معلومات اوردتها صحف عربية.
وهي تطالب بان تمتد المنطقة المنزوعة السلاح بشكل متكافىء في عمق الاراضي الاسرائيلية ايضا طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل.
ْ تطبيع العلاقات الدبلوماسية:
تريد اسرائيل ان يؤدي ابرام اتفاق سلام مع سوريا الى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين مع تبادل للسفراء وعلاقات تجارية وسياحية وليس مجرد سلام بارد .
ْ المياه:
تريد اسرائيل التي تعاني كغيرها من دول المنطقة من نقص مزمن في المياه ان تحصل من دمشق على ضمانة من ان انسحابا من الجولان لن يؤثر على تزويدها بالمياه سواء كان من بحيرة طبرية او من روافد نهر الاردن في الهضبة.
ْ لبنان:
تعهد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بان يسحب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان قبل السابع من تموز/ يوليو المقبل مفضلا ان يكون في اطار اتفاق مع سوريا التي تحتفظ بْ 35 الف جندي في لبنان ولكنه لم يستبعد اسنحابا دون اتفاق.
وتريد اسرائيل ان تمنع سوريا الهجمات ضدها بعد انسحاب قواتها من جنوب لبنان ، كما تأمل من دمشق ان تجمد نشاط حزب الله اللبناني الشيعي الذي يعتبر رأس حربة المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي في جنوب لبنان.
القمة الأمريكية السورية
محاطْْْْْة بالاسْْْْْْْْرار
وتحاط القمة الامريكية السورية بالاسرار بحسب المنظمين القلائل الذين وافقوا على الافصاح عن المعلومات القليلة المتوفرة لديهم.
واعلن عضو في الوفد الصحافي التابع للبعثة الامريكية لدى الامم المتحدة ان ما يمكنني قوله هو ان الرئيس الامريكي بيل كلينتون سيصل الاحد عند الساعة 3,45 (1,45 تغ) الى جنيف مضيفا لكنني لا اعلم اكثر من ذلك .
اما في الجانب السوري فالصمت مطبق والجملة الوحيدة التي يكررها عامل الهاتف في البعثة السورية لدى الامم المتحدة هي اعيدوا الاتصال لاحقا لكن امرا لم يتغير ولا حتى التأكيد الرسمي لقدوم الرئيس السوري حافظ الاسد المتوقع بعد ظهر السبت في جنيف بحسب جيروم كوشلين المسؤول عن المراسم في جنيف.
وحده كوشلين وافق على تأكيد انعقاد القمة في فندق انتركونتيننتال القريب من قصر الامم ومن المطار.
ولا يزال من غير المؤكد انعقاد مؤتمر صحافي في اعقاب القمة اذ لم يؤكد ذلك اي من الجانبين السوري او الامريكي واشار احد منظمي القمة الى انه من الممكن توزيع بيان ختامي بعد القمة.
وسينتشر عناصر من شرطة جنيف حول الفندق بالاضافة الى عناصر من مقاطعة فود المجاورة.
واشار كوشلين الى انه من المقرر ان يعود كلينتون الى الولايات المتحدة مساء الاحد على ان يغادر الاسد جنيف متوجها الى دمشق الاثنين.
وستشارك وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت التي القت كلمة الخميس امام لجنة الدفاع عن حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة قبل ان تلتحق بكلينتون في الهند في القمة الاحد.
والتقى الرئيسان السوري والامريكي للمرة الاولى في كانون الثاني/ يناير في جنيف عام 1994 ثم في تشرين الاول/ اكتوبر 1994 في دمشق ومرة ثالثة في شباط/ فبراير 1999 في عمان اثناء جنازة الملك حسين.
وافادت ادارة فندق انتركونتيننتال في جنيف حيث ستعقد القمة الامريكية ْ الوسرية انها ابلغت بهذا الحدث في 17 اذار/ مارس اي قبل ثلاثة ايام من اعلان الرئيس الامريكي بيل كلينتون عن هذه القمة من دكا عاصمة بنغلاديش.
وقال كورت كوسين نائب مدير الفندق يوم الجمعة لقد جرى ابلاغنا اعتبارا من الجمعة 17 اذار/ مارس بهذه القمة .
وسينزل كلينتون والرئيس السوري حافظ الاسد في الفندق الذي سيستقبل ايضا خلال نهاية الاسبوع المؤتمر السنوي لمصنع ادوية كبير.
واعترف كوسين بان هذا الفندق سبق واستقبل ثلاث مرات لقاءات بين رئيس امريكي والرئيس الاسد منذ 1977 لكن هذه المرة ومع انعقاد المؤتمر سيكون الوضع على الارجح من اصعب المواقف التي نتعامل معها .
ويعود اللقاء الاول في هذا الفندق الى 9 ايار/مايو 1977 مع الرئيس جيمي كارتر والثاني الى 23 تشرين الثاني/ نوفمبر 1990 مع الرئيس جورج بوش والثالث الى 16 كانون الثاني/ يناير 1994 مع الرئيس بيل كلينتون وكان الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون التقى الرئيس السوري في دمشق في حزيران/ يونيو 1974.
ولعقد هذا اللقاء الرابع في جنيف حجز الوفد الامريكي 700 غرفة في فنادق المدينة والوفد السوري مائة غرفة على الاقل.
وقال كوسين ان الرئيسين الامريكي والسوري سيلتقيان الاحد في احد صالونات الطابق الارضي في الفندق وسيجلس كل منهما الى كنبة بدون تحديد موعد بدء المحادثات.
وليس من المتوقع عقد اي مؤتمر صحافي في ختام القمة حيث سيتوزع وثيقة مشتركة خطية على الصحافيين.
ويصل الرئيس السوري الى جنيف قادما من دمشق بعد ظهر السبت فيما يصل كلينتون ليل السبت الاحد حوالي الساعة 01,45 بتوقيت غرينيتش (03,45 بالتوقيت المحلي) قادما من باكستان.
وقال جيروم كوشلين المسؤول عن المراسم في مدينة جنيف انه من المقرر ان يعود كلينتون الى الولايات المتحدة مساء الاحد على ان يغادر الاسد جنيف عائدا الى دمشق الاثنين ,والتقى الرئيسان السوري والامريكي للمرة الاولى في كانون الثاني/ يناير في جنيف عام 1994 ثم في تشرين الاول/ اكتوبر 1994 في دمشق ومرة ثالثة في شباط/ فبراير 1999 في عمان اثناء جنازة العاهل الاردني الملك حسين.
|
|
|
|
|
