| منوعـات
* القاهرة ْ أ,ش,أ:
تستضيف مدينة الغردقة يوم الثلاثاء المقبل المؤتمر الدولي الأول حول الجيل الثالث للتليفون المحمول والذي يستمر لمدة أربعة أيام.
ويؤكد خبراء الاتصالات ان اختيار توقيت انعقاد المؤتمر مكانه والموضوع الذي يناقشه له أهمية بالغة خاصة وأنه جاء ليسبق انعقاد المؤتمر العالمي للاتصالات الاذاعية دبليو ار سي 2000 والمزمع عقده في اسطنبول بتركيا خلال شهر مايو المقبل.
يذكر ان مؤتمر دبليو ار سي 2000 سيناقش عملية تنظيم استخدام الترددات على مستوى العالم بما في ذلك الترددات التي ستخدم الجيل الثالث من التليفونات المحمولة.
ومن المقرر أن يشارك في مؤتمر الغردقة خبراء من القطاعات الرئيسية في الاتحاد الدولي للاتصالات وهو الجهة الرئيسية المنظمة للمؤتمر علاوة على مجموعة كبيرة من خبراء الشركات العالمية العاملة في مجال نظم التليفونات المحمولة اضافة الى كبار المسؤولين والمتخصصين في وزارات وهيئات تنظيم الاتصالات في الدول العربية وكذلك جامعة الدول العربية ومجلس وزراء الاتصالات العرب.
ويناقش المؤتمر المزايا والخدمات الجديدة التي يتيحها النظام للمشتركين علاوة على الموضوعات الفنية التي تتعلق باستخدام الترددات والتجوال والتقنيات الرقمية الحديثة المستخدمة في هذه المجالات كما يناقش عددا من القضايا المتعلقة باللوائح التنظيمية الخاصة بهذه الخدمات الحديثة.
ومن جانبه أكد المهندس سامي البشير مدير المركز الاقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات ان مكان انعقاد المؤتمر في مدينة الغردقة يمثل اشارة الى رغبة الجهة المنظمة في توفير مكان مناسب بعيدا عن الزحام والضوضاء حتى يتسنى للمشاركين مواصلة مناقشاتهم العلمية في هذا القطاع الحيوي.
ويعد الجيل الثالث من أجهزة التليفون المحمول والمنتظر ظهوره خلال الفترة القليلة المقبلة بمثابة طفرة عالمية جديدة يتم من خلالها التغلب على كافة المشاكل الفنية والتشغيلية للأنظمة الحالية حيث يقدم هذا الجيل من التليفونات المحمولة كافة الخدمات الحديثة الصوتية والمرئية والمكتوبة اضافة الى خدمات نقل المعلومات عبر الانترنت.
ويشجع الاقبال واسع النطاق على خدمات التليفون المحمول الى صغر حجمه وخفة وزنه وتوافقه مع كافة احتياجات الاتصالات اثناء الانتقال والحركة واستمرارية الاتصال بمصادر المعلومات بصرف النظر عن بعد المسافات.
ويمكن القول ان للتليفون المحمول ميزتين رئيسيتين عن التليفون الثابت أولاهما تتثمل في حرية التنقل والسفر به في أي وقت وأي مكان بحيث أصبح رقم التليفون المحمول هو عنوان صاحبه وثانيهما امكانية الاتصال من خلالها بمصادر المعلومات والاشخاص من أي موقع وخاصة بالنسبة لأنظمة التشغيل التي تعتمد على الأقمار الصناعية.
ويتوقع خبراء الاتصالات ان يزيد عدد التليفونات المحمولة في العالم عن التليفونات الثابتة عام 2004 المقبل كما ستتجاوز عوائد شركات تشغيل المحمول عن نظيراتها التي تقوم بتشغيل أنظمة التليفونات الثابتة في حدود هذا التاريخ حيث يعتبر سوق التليفون المحمول أكثر الأسواق في العالم من حيث معدلات النمو,ويؤكد الخبراء ان عوائد الشركات التي تقوم بتشغيل خدمة التليفون المحمول في العالم والتي بلغ عددها 124 شركة وصلت في عام 1998 الى 154 مليار دولار في الوقت الذي انخفضت فيه عوائد شركات تشغيل شبكات التليفونات الثابتة في نفس العام لتصل الى 429 مليار دولار.
وبناء على ذلك ونظرا للخطر الذي تستشعره شركات تشغيل أنظمة التليفونات الثابتة من الزحف الخطير لشركات التليفون المحمول فقد بدأت هي الأخرى في الدخول في منافسة مع شركات المحمول أو الارتباط بتحالفات استراتيجية معها أو شراء بعضها والأمثلة على ذلك كثيرة ومتعددة في كافة دول العالم ومن بينها مصر,
وفي سبتمبر من عام 1999 الماضي أعلنت شركة بريتيش تيليكوم البريطانية وشركة ايه تي اند تي الأمريكية عن قيام تحالف بين شبكتي التليفون المحمول في الشركتين ليتمكنا من تقديم الخدمات لمشتركيهما في خدمة التليفون المحمول في 150 دولة من دول العالم والبالغ عددهم 41 مليون مشترك.
والجيل الثالث للتليفون المحمول يقدم ميزة كبيرة لمستخدميه من خلال توافقه مع شبكات الانترنت وهو الأمر الذي يعني امكانية الدخول على الشبكة العالمية باستخدام هذا الجهاز الصغير الذي يمكن حمله في أي مكان في العالم والتغلب بذلك على عقبة الدخول على الانترنت من أجهزة الكمبيوتر الشخصي.
ورغم ذلك فان خبراء تكنولوجيا المعلومات يؤكدون ان مستخدمي المحمول في الاتصال بالانترنت سيستخدمون الشبكة بطريقة تختلف عن الطريقة المعتادة التي يستخدمونها عن طريق أجهزة الحاسب الآلي الشخصية ويوضحون ان هذا الاستخدام سوف يقتصر على الرسائل القصيرة والمعاملات السريعة.
وبالرغم من منطقية هذا التصور لدور المحمول في الانترنت فانه يمكن القول ان هناك ظاهرة ايجابية في هذا التطور العلمي الكبير تتمثل في أن الانترنت سوف تنتقل الى أماكن لا يستخدم فيها الكمبيوتر الشخصي لأغراض الانترنت وان الأثر العظيم للجيل الثالث من التليفونات المحمولة لن يكون قاصرا على الدول الغنية ولكنه سيمثل أهمية أكبر للدول النامية وحتى الفقيرة.
ويؤكد الخبراء ان تقنية الجيل الثالث من التليفونات المحمولة ستوفر خدمة نقل البيانات والمعلومات عبر شبكة الانترنت الى أماكن في الدول النامية والفقيرة لم تصلها بعد خدمة التليفونات الثابتة ويصعب التكهن بكيفية وتقوية وصول الخدمة التليفونية العادية اليها بحيث يصبح في الامكان نقل عالم المعلومات بكل ما يدور فيه الى أفقر الأماكن في العالم وهو الأمر الذي يمكن ان نتخيل أثره على عملية التنمية الاقتصادية لتلك المناطق الفقيرة والمحرومة من الخدمات.
|
|
|
|
|