أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th March,2000العدد:10041الطبعةالاولـيالأحد 20 ,ذو الحجة 1420

منوعـات

وعلامات
عبدالفتاح أبومدين
السعودة - حلم وحقيقة,!
(2)
إن التعليم العام مهزوز، وقد أعلنت ذلك لوزير المعارف,, في أكثر من ملتقى والرجل,, شكر الله له على خلق، يتقبل النقد وهو مدرك للحال، وسبب الضعف في رأيي كتبته منذ ان كان لي صحيفة، منذ ما يقرب من اربعة عقود انه التعليم الابتدائي لقد قلت يومئذ,,, انه محتاج الى تأسيس وان يكون بعض من فيه على مستوى حامل الدكتوراه في علم الاجتماع والتربية وعلم النفس بجانب معلمين اكفاء ليتخرج الطالب في الابتدائية مؤسسا قويا قادرا على فهم، واستوعب ما تلقى من دروس مثل الجيل الماضي الذي نجح في وظيفته وحياته، وكان جيلا قويا مؤسسا.
إنني انظر الى المرحلة الابتدائية وكأنها عمارة تشاد وان هذا البناء بقدر ما تعنى بمواده، وقبل ذلك خرائطه ومتانته واتقان كل جانب فيه بعلم وخبرة بقدر ما يعنى بهذا التأسيس البنائي بقدر ما يعوَّل عليه في التحمل والقدرة والقوة، وعلى الجانب الآخر بقدر ما يُقصر في الاسس والمتانة والعناية والتنسيق بقدر ما تكون النتائج والمعطيات,, هشة، لا طاقة لها على تحمل شيء، ويمكن ان تنهار خلال بنائها,,!
وهكذا، ينتقل التلميذ من الابتدائية بقدر تحصيله واستيعابه وتمضي به المراحل اذا كان قويا، فإنه يتسلق الادوار صعودا الى الجامعة متسلحا بتحصيله الجيد المؤسس، فلا يتعثر في الدراسة الجامعية حتى يبلغ اربه وشأوه.
وإذا كان التلميذ والطالب تأسيسه ضعيفا فإنه كْبنيان القصور على الرياح ، يمر عبر ابتدائيته الى الاعدادية فإلى الثانوية فالجامعة ْ ضعيفا ْ لأن معلمه ضعيف ومناهجه كثر، ودور البيت مفقود,, الا ما ندر، وتصبح النتيجة كما قال المتنبي: ارق على ارق .
إن هذا المعطى الدراسي الضعيف وانا اسجل ان الدولة تنفق بسخاء على التعليم، وانه قد عم الحضر والبدو غير ان الهمم ادركها الوهن، والآباء والامهات قصروا والشاعر يقول: الأم مدرسة فأين هي المدرسة؟ حتى أصبح التعليم اشبه بسلق البيض، والنجاح جزافي لتستقبل المدارس افواجا اخرى من الفتيان والفتيات، واذا لم ينجح فلا مكان للمستجدين,!
وهكذا يتمدد الضعف والهزال في خريج المدرسة والجامعة ويكتنف ذلك الكرة واللهو، وفقدان رقابة البيت والنتائج,, وهي المحصلة افواج من خريجي المدارس والجامعات,, شبه اميين ويريدون عملا وليس عندهم أبجديات متطلبات الوظيفة وهم غير طامحين، والمدرسة والبيت صنوان وغير صنوان,!
كم أود من معلم مخلص واع يخصص دقائق من هذا الكم من الدروس ليغرس في ابنائه واخوانه، وكذلك المعلمة حب الوطن والخلق الدمث والتهذيب، وهذا مراد وهذا خطأ ومعيب وان تكون التربية مقدمة على التعليم لأنها تهذيب وتأديب ولا قيمة لتعليم بلا ادب وبلا تهذيب الخلق أولا وآخرا، ولا قيمة لأمة لا خلاق لها وشارعنا وأنماط ابنائنا حولنا نموذج سيىء لقلة التربية وقلة الادب,! فكيف يكون المسير؟.
(للحديث بقية)


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved