| متابعة
* تغطية: مبارك البيشي - تركي الماضي
للاطلاع على بعض ملامح النهضة الصحفية السعودية وتبادل الرؤى والأفكار حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك,, قام وفد من الجامعات والصحافة المغربية مساء الجمعة 18 من ذي الحجة بزيارة إلى مقر مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر بحي الصحافة شمال الرياض.
وقد استقبل الوفد كل من مدير عام المؤسسة الأستاذ عبدالرحمن الراشد ورئيس تحرير (الجزيرة) الأستاذ خالد المالك وعدد من الكتاب والصحفيين من منسوبي المؤسسة في كل من صحيفتي الجزيرة والمسائية.
وقد قام الوفد بجولة على أقسام المؤسسة المختلفة حيث تعرفوا على مراحل انتاج مطبوعاتها في الصف والمونتاج والمطابع,.
كما تعرفوا على تقنيات وتجهيزات الانترنت في المؤسسة ومراحل وخطوات إرسال صحيفتي الجزيرة والمسائية على الشبكة العالمية.
ثم انتقل الجميع بعد ذلك إلى قاعة المؤتمرات حيث التأم شمل اللقاء الاخوي بين الوفد وأسرة التحرير في (الجزيرة).
لقاء ثقافي فكري
تجسدت محاور الحديث في اهتمام بوجود لغتين تتنافسان في الساحة الثقافية المغربية هما العربية والفرنسية، كما شملت المحاور وسائل تقريب الشقة الثقافية بين عرب المغرب وعرب المشرق, وتطرقت المحاور أيضاً إلى اهتمامات الصحافة والعمل الأكاديمي وضرورات تقوية الترابط والتواصل دعماً للقضايا العربية في كافة المجالات.
رئيس التحرير يتحدث
وفي البداية ألقى الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير (الجزيرة) كلمة رحب في مستهلها باسمه وكافة منسوبي الجزيرة بالوفد الذي ضم كبار الأساتذة من الجامعات والمؤسسات الصحفية المغربية وبقية القطاعات الأخرى في المملكة المغربية معرباً عن سعادته بهذه الزيارة التي تعتبر فرصة طيبة للحوار حول قضايا التعليم بحكم وجود قيادات الجامعات ضمن الوفد وللحديث عن الصحافة بحكم وجود الجميع في مقر (الجزيرة) ووجود ثلة من الكتاب والصحفيين ضمن حضور الأمسية.
ثم قدم رئيس التحرير نبذة عن تاريخ تأسيس الجزيرة على يد الشيخ عبدالله بن خميس قبل أربعين عاماً قبل أن تتحول إلى مؤسسة صحفية.
وأشار الأستاذ المالك إلى أن المؤسسة تصدر صحيفتين يوميتين هما (الجزيرة) وهي الأقدم، ثم (المسائية) التي مضى على صدورها عشرون عاما.
وختم رئيس التحرير كلمته بالترحيب مرة أخرى بالوفد المغربي شاكراً لهم تقبل الدعوة وزيارة مؤسسة الجزيرة والاجتماع بالمسؤولين والعاملين فيها.
,,وترحيب من مدير عام المؤسسة
بعد ذلك ألقى مدير عام المؤسسة الأستاذ عبدالرحمن الراشد كلمة بهذه المناسبة جدد فيها التحية والترحيب بالوجوه الخيرة من مختلف القطاعات الإعلامية والتعليمية والثقافية في المغرب الشقيق مبدياً سعادته الكبيرة باحتضان مؤسسة الجزيرة لهذا الجمع الطيب من الإخوة الذين يلمس فيهم ومنهم رغبة التواصل في شتى المجالات العلمية والإعلامية والثقافية.
وختم مدير عام المؤسسة كلمته بتأكيد الشكر على تلبية الدعوة آملاً أن يكون في هذا اللقاء ما يثري ويؤكد أواصر التواصل.
كلمة جامعة سيدي محمد
بعدها تحدث من الجانب المغربي الأستاذ محمد القبلي عميد جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس مستهلا كلمته بالشكر لرئيس التحرير ومدير عام المؤسسة لما لمسه من الحفاوة في الاستقبال.
وقد أبدى القبلي أسفه لعدم وجود كلية أو قسم بالجامعة لتأهيل الصحفيين، لكنه أشار مع ذلك إلىوجود معهد كبير في العاصمة يقوم بهذا الدور.
كما أشار القبلي في حديثه إلى العلاقة الوطيدة بين تطور وسائل الإعلام ومواكبتها للتقنية وكذلك أهمية وجود التواصل بين وسائل التعليم والإعلام.
رئيس نادي الصحافة يتحدث
بعد ذلك تحدث الأستاذ أحمد الزيدي صحفي ونائب برلماني ويرأس نادي الصحافة في المغرب مستهلا كلمته بتأكيد الشكر ومبديا سعادته وسعادة الوفود بوجودهم في مؤسسة الجزيرة الصحفية العريقة.
وقال: لابد أن نحاول جميعاً خلال هذه المناسبة أن نخرج من هذا اللقاء بتصور ولو ظرفي فيما يتعلق بالتعاون بين المهنيين، ولابد من الإشارة أولاً إلى أننا نعتز في المملكة المغربية بكل الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وقيادتها في قضايا الوطن العربي المصيرية وكذلك نعتز بمبادرة المملكة العربية السعودية في دعمها للإعلام السمعي والبصري، وريادتها في مجال الفضائيات، وما حققته من نجاح رغم ما كان يكتنف المغامرة والبدايات التي اطلق عليها المغامرة الإعلامية وما تحقق الآن أصبح نموذجاً.
وتساءل الزيدي عن مدى مواكبة هذا التطور والنقلة الإعلامية الفضائية وهل يقابلها تطور مماثل في الصحافة المقروءة في الوطن العربي؟
وتطرق إلى افتقاد المهنيين في مجال الصحافة إلى حلقة التواصل المهني وكذلك فيما يتعلق بْ التكوين وما للبلدين من المؤهلات من الأطر والتكنولوجيا,, والتي سوف تؤدي إلى خلق تقاليد مهنية على ضفتي الوطن العربي.
وأشار إلى أن العالم يشهد مجموعة من التحولات وفي خضمها هناك ما هو مرتبط بثقافة حقوق الإنسان وما هو مرتبط بالعولمة والطفرة التكنولوجية، ووجود أجيال جديدة تلتحق بمهنة المتاعب وافكار جديدة تدخل إلى مجالاتنا, لذلك نحن مدعوون إلى خلق أعراف وتقاليد جديدة للمفهوم المهني للمهنة التي تتمثل في الصحافة الرصينة التي تدافع عن الكلمة الصادقة.
وتحمي مكتسبات الوطن العربي وتحصن قيمنا وأخلاقنا وتحمي مستقبل أجيالنا.
أبوشعيب يدعو للتواصل
عقب ذلك تحدث أبوشعيب الدبار صحفي بجريدة البيان المغربية الناطقة بالفرنسية مؤكدا على ما تناوله المتحدثون عن أهمية وجود التواصل لتكوين مشهد ثقافي في الوطن العربي معتبرا ذلك أمرا حتميا لا مفر منه, وقال انه نتيجة لذلك فلابد من الخروج بتصورات عملية من هذا اللقاء, ويمكن في هذا الصدد الخروج بفكرة قيام نوع من التوأمة بين الصحف المغربية والسعودية .
وأشار أبوشعيب الى وجود ملاحظته على الاعلام المكتوب في المملكة العربية السعودية بتركيزه على ما هو محلي وعدم الانفتاح بالشكل الكافي من تطورات في الساحة السياسية العربية وخاصة المغرب متسائلا هل الصحافة العربية تستطيع في زمن العولمة الحفاظ على ثوابت القيم في ظل تدفق المعلومات دون رقيب أو حسيب؟.
تعقيب من المدغري
بعد ذلك أخذ الكلمة الأستاذ المصطفى المدغري رئيس تحرير جريدة الأسبوع معقبا على ما تطرق له زملاؤه عن أهمية تطور العلاقات وما وصلت اليه الصحافة السعودية والاعلام بوجه عام.
وأشار الى ان الرغبة في التواصل بين أصحاب المهنة في البلدين كما أكدها قبل ذلك السفير السعودي لدى المغرب الشقيق الأستاذ عبدالعزيز خوجة حينما قال:يجب علينا أن نعولم بعضنا لذلك يجب ان نؤكد على أهمية التواصل لوجود الأداة الجاهزة لذلك وهي اتحاد الصحافيين العرب الذي يقوم فيه الأخوة السعوديون بدور كبير ويحتلون مكانة كبيرة فيه, ولكن مع الأسف فإن هذا المكتب قد عصفت به حرب الخليج لذا يجب اعادة تنشيط وتحريك اتحاد الصحافيين العرب .
كلمة للمغاربة خريجي الجامعات السعودية
ثم تحدث بعد ذلك الأستاذ حسن عبيابة رئيس جمعية المغاربة خريجي الجامعات السعودية الذي أعرب عن سعادته أن يكون في هذا اللقاء الطيب الذي يجمع نخبة طيبة من أساتذة الجامعات والصحفيين المغاربة والسعوديين بوصفه رئيسا لجمعية الخريجين من الجامعات والمعاهد السعودية.
وأشار الى ان العلاقات الثقافية والتبادل الثقافي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية لم يجسد بالشكل المطلوب لذلك فإن مثل هذا اللقاء وكذلك الوفود السابقة هي ان شاء الله امتداد وتأسيس لاطار يبقى حيا طوال العام, وكرر شكره للملحق الثقافي السعودي بالمغرب.
الردادي: نستحضر أجواء الأندلس
ومن جانبه تحدث د, عائض الردادي قائلا: نحن دائما في المشرق عندما نلتقي باخوتنا المغاربة تعود بنا الذاكرة الى الجو العبق التاريخي في الأندلس، واخوتنا المغاربة على مدى التاريخ العربي استطاعوا ان يناصفونا نحن المشارقة وان يبزونا في كثير من الاطوار التاريخية وان يرسموا لهم شخصية عربية ثقافية اسلامية مميزة.
وقال الردادي ان اخوتنا في المغرب نشعر بأنهم
الوارثون للتراث الأندلسي العظيم,, والسؤال الذي سأطرحه هل التواصل الثقافي الذي نعيشه الآن بين المشرق والمغرب العربي هو بمستوى التواصل الثقافي الذي عشناه في ايام العباسيين وما بعدهم وفي عصور الازدهار في الأندلس؟ أم أن هذه العلاقة الثقافية ليست بالمستوى الذي نتطلع اليه؟ وقال انه يطرح السؤال دون أن يطرح اجابة، راجيا ان يسمع من الضيوف الكرام تعليقا على هذا السؤال؟!.
وتساؤل من د, آل هميل
من جانبه تساءل الدكتور خالد آل هميل قائلا: يلاحظ أن الأخوة المثقفين في المغرب العربي يتوجهون في كتابة انتاجهم العلمي والابداعي الى اللغة الفرنسية وكأن هناك توجها لمخاطبة القارىء في الغرب وليس العرب أو المشرق العربي على وجه الخصوص، أتمنى أن نسمع رؤية حول ذلك، هل هذا مقصود؟,, خصوصا ان القارىء العربي ليس بالضرورة عارفا باللغة الفرنسية خاصة في المشرق العربي؟ فماذا يرى الأخوة في ذلك؟!.
جمالي: الفرنسية لإغناء تراثنا!
تناول الحديث الأستاذ عبدالقادر جمالي صحفي بجريدة البيان الناطقة بالفرنسية قائلا: حسب ما لاحظت ان الصحافة السعودية تتمتع بنوع من الحرية، إذ ان ليس هناك من يراقبها وليس هناك من يملي ما تفعل؟
ومن خلال الصحف التي أطلعت عليها الى الآن لاحظت ان الزملاء الصحفيين السعوديين بحق هم أذان وعيون المجتمع السعودي يطرحون قضايا تتعلق بنموهم في المدينة وفي الريف ايضا وتتعلق بصحة المواطن وسكناه وبحقه في العمل,, الخ، وكوننا متأكدين أيها الأخوة ان العديد من البلدان ومنها بلدان عربية قد لا يرون بعين الرضى ما هي عليه الصحافة السعودية والحمد لله فسيروا في الطريق التي اخترتموه في ظل السياسة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين التوفيق لكم.
أما فيما يتعلق حول ما قاله الأخ الكريم حول الأدب اللاموجه للعالم العربي اقول: ان من يكتب باللغة الفرنسية وأنا منهم فإنما يكتب لأبناء شعبه وأمته بلغة تعلمها وأخذها وورثها عن الاستعمار وبهذه المناسبة يكفيني أن أذكر فقط ما قاله الكاتب الجزائري الكبير كريم ياسين :ان اللغة الفرنسية بالنسبة لنا في المغرب العربي وهي كغنيمة حرب أخذناها وربيناها ونستعملها في تنميتنا واغناء تراثنا وثقافتنا .
تعقيب من الردادي
وتواصلا مع المحور السابق تحدث الدكتور عائض الردادي قائلا:
عندما كان يوجد الاستعمار كان هناك نوع من التحدي وكان المغاربة يحرصون على العربية وكأنما أشعر بعد ان خرج الاستعمار عسكريا ان هذا التحدي قد سهل في النفوس فأصبحوا يستسهلون اللغة الفرنسية، ليس هناك موقف من اللغة الفرنسية أو الانجليزية أو أي لغة من لغات العالم، ولكن عندما تكون اللغة الفرنسية هي لغة الثقافة فهذا هو الخطر الكبير.
وتساءل الردادي: من هو محمد شكري؟ لو لم يكتب بهذه الطريقة لما نشر له الفرنسيون، لو كتب بعمق عربي ثقافي اسلامي لما نشر له أي شيء، وتعرفون كثيرا من أبناء المغرب العربي الذين كتبوا باللغة الفرنسية: أتساءل: ما هو دور المثقف المغربي؟ هل نحن علينا ان نكتب بالفرنسية ما يرضي الفرنسيين وما يريدونه أم نكتب للفرنسيين ثقافة عربية ليطلعوا عليها؟ أنا اعتقد أنه لو كتبت ثقافة عربية للفرنسيين بمفهوم عربي لما حرصوا عليها، لحرص فرنسا كما تعرفون على نشر الثقافة الفرنسية في العمق الأفريقي أو الشمال والغرب الأفريقي ونعتبر هذه منطقة عمق ثقافي تحارب دونها الآن حتى الدول الغربية كأمريكا من أن تتوغل الى هذه المنطقة، إذن: ما هو دور المثقف المغربي والعربي بصفة عامة في وقف هذا الزحف الفرنسي أو الغربي في ثقافتنا العربية؟!.
وقد عقب على هذا المحور عدد من المتحدثين من الجانب المغربي, وفي هذا الصدد تحدث الاستاذ عبدالقادر جمالي الصحفي بجريدة البيان الناطقة بالفرنسية قائلا: في الحقيقة هذا سؤال في محله وان الانقسام ظاهر في وجود كتاب يكتبون بالفرنسية وطرح علينا هذا السؤال من الاخوان المشارقة ولكن الحقيقة ان الكتاب بالفرنسية لا يتعدون رؤوس الاصابع لكن الذي يتم ان الاعلام يعطي اهمية كبرى لهذه المنشورات في حين ان هناك مبدعين وكتابا كبارا في المغرب يكتبون بالعربية واذا قيست كميات الانتاج العربي بما ينتج بالفرنسية فانها تبدو هزيلة ووسائل النشر والتوزيع هي المسؤولة عن العملية واشار الى وجود العديد من الكتاب والمثقفين والاساتذة المغاربة الذين يقدمون ادبهم باللغة العربية واعتبر ان المشكلة في عدم انتشارهم وعدم وصول نتاجهم الى المملكة تعود الى التوزيع.
من جانبه علق الاستاذ محمد القيلي على الموضوع قائلا: ان ما تناوله الدكتور يعد محورا للحديث عن المثقف المغربي والمفكر والباحث, واعتبر ان هذه الظاهرة تعد منتشرة بوجه عام في الشمال المغربي ولكن ما يهمنا الآن هو المغرب الأقصى, وما يؤكد أهمية هذه القضية ان جامعة سيدي محمد بن عبدالله قد نظمت في شهر نوفمبر الماضي لقاء علميا حول قضية العربية والتعليم العالي في المغرب وذلك بتعاون مع جمعية قدماء طلبة سوريا المغاربة، وبالمناسبة يمكن ان نستوحي من هذه التجربة تنظيما للقاء مع جمعية قدماء طلبة الجامعات والمعاهد السعودية المغاربة, وقد كان هذا الموضوع موضوع الجميع خلال هذا العام الدراسي وهو التعريب في التعليم العالي.
وأكد القيلي في كلمته على ما تناوله الدكتور محمد الشاد من ان هناك سياسة اشهارية للتعريف بمن يكتب بالفرنسية من المغاربة وعكسه بمن يكتب بالعربية، وهناك امثلة كثيرة لذلك.
ولكن لا يعد ذلك مقياسا فالمتحدثين باللغة العربية قياسا بالمتحدثين بالفرنسية يتفوقون عددا لكن ما نلاحظه أيضا ْ وهذا موجود في الميدان وكل من زار المغرب يعرفه ويشاهده ْ هو ان هناك سياسة واستراتيجية للدعم, وهو ما يعرف بالفرنكوفونية وبالمقابل لا تجد شيئا او استراتيجية من طرف الدول والامة العربية لان هذه القضية هامة جدا وهذا تراث ملقى على عاتقنا جميعا, ومن واجبنا ان نحاول الدفاع عنه لكن ما يقع اننا نلقى التبعية على التاريخ ونقول اننا كنا ولا زلنا نتكلم باللغة العربية وهذا ربما يكون فيه شيء من الاستخفاف بالجانب الآخر وبالطريقة التي يتعامل بها الطرف الآخر للدعم واللفتة والتعريف بمن يكتب باللغتين ونحن لا ندعو الى مقاطعة اللغة الأخرى.
من جانبه علق الاستاذ الحسن المراثي رئيس تحرير مجلة المشكاة ورئيس قسم اللغة العربية في جامعة محمد الاول قائلا: ان الحديث في هذا الموضوع يعد شائكا ولكن وددت المشاركة في القضية التي أثيرت وهي قضية معقدة ولكن أريد ان أوضح أمرين فيما يتعلق باستعمال اللغة الفرنسية, فنحن عندما نتحدث عن الذين يستخدمون اللغة الفرنسية في المغرب العربي فيجب ان نستحضر ذلك الارث الاستعماري وينبغي ثانيا ان نتبين اننا نتحدث عن فسيفساء ولا نتحدث عن رؤية واحدة, باختصار هناك معسكران, طائفة تكتب باللغة الفرنسية وتسير في ركاب الفرنكوفونية وهناك الطائفة التي تكتب بالفرنسية وتدافع عن الارث والهوية العربية الاسلامية باللغة الفرنسية ومنهم مفكرين مثل مالك بن نبي ومالك بن حداد وجميعهم يكتبون بالعربية ويدافعون عن قضايا الامة العربية والاسلامية.
من جانبه تحدث الاستاذ سعد الدين العثماني رئيس تحرير مجلة الفرقان الذي جدد الشكر للمسؤولين في مؤسسة الجزيرة على الاستقبال الحار, وقال: أود التوقف عند فكرتين الاولى وهي مع الأسف الشديد ان بعض الاخوة اخذوا فكرة ان معظم الانتاج الفكري والادبي المغربي بالفرنسية وفي الحقيقة كما بين الاخوة من قبل فإن الانتاج المغربي باللغة العربية أدبا وفكرا وثقافة وابداعا أغزر واكثر انتشارا في المغرب وغير صحيح ان المغاربة يقرؤون بالفرنسية اكثر, والمطبوعات من الصحف والمجلات والدوريات باللغة العربية اكثر, لكن مع الاسف فان التواصل مع المشرق العربي قليل جدا الى درجة ان الانتاج المغربي غير معروف بما فيه الكفاية في المملكة العربية السعودية, ويبدوانه لابد من بذل جهود مشتركة للتعريف بالانتاج المغربي للمشرق العربي ولكن بعض الانتاجات المغربية عرفت لأن الاعلام الفرنسي دعمها.
النقطة الثانية وهي قضية الامازيجية والعربية ولأن عدداً كبيراً من سكان المغرب أو معظمهم أمازيجيين والامازيجية فيها ثلاث لهجات كان هناك عبر التاريخ تأرجح بين العرب والأمازيج إلى حد تشكيل شعب واحد في المغرب.
تعليق من د, مزين
وفي هذا الصدد تحدث الدكتور محمد مزين عميد كلية الآداب بجامعة فاس قائلاً: في الواقع انني استمعت إلى مختلف التداخلات بخصوص قضية التعليم وقضية التواصل بين الشرق والغرب في عهد الأندلس وازدهار المشرق الاسلامي.
وأرجع إلى الأسئلة التي طرحها الصحفيون عن كيف يمكن أن نحيي التواصل بين الشرق والغرب على مختلف المستويات وهم طرحوها على مستوى الاعلام وكذلك على مستوى التبادل التعليمي العالي وقال: وفي رأيي اذا كان التواصل من الجهتين المشرق والمغرب قد تراجع فلا أظن ان للغة في ذلك دوراً حاسماً,, نعم لها دور ولكن ليس دوراً أساسياً, والذي يعود إلى التغير الكبير الذي حدث في العالم بشكل كبير جداً ما بين الفترة الوسيطية والفترة التي نعيشها اليوم بل ما بين بداية هذا القرن والفترة التي نعيشها في المغرب,وانتم في المشرق تواجهون ضغوطاً ثقافية من مختلف الجهات لذلك نحاول أن نبقي ثوابت اتصال بين المغرب والمشرق ومن هذه الثوابت مواسم الحج والعمرة والتواصل بين الجامعيين وهو قليل وكذلك الاعلاميين، ومع الأسف فإن هذه الثوابت فقدت من قوتها، واذا كنا نريد أن نحيي الهوية هوية العروبة فيجب ان نرجع هذه الثوابت ونقويها ونكثر من هذه اللقاءات والتعارف، ولا أخفيكم اذا قلت إن انتاجكم الفكري لا يصل كله وكذلك نتاجنا الفكري لا يصل إليكم، ولا أحمل اللغة مسؤولية التقصير واذا عرفتم ان اللغة العربية هي اللغة التي يتم بها مناقشة جميع رسائل الماجستير والدكتوراه في العلوم والمعارف الانسانية، ومع الأسف لا يصلكم الا ما يكتب من أدبنا بالفرنسية وهذا يتطلب ويؤكد على أهمية التواصل والاتفاق في هذا اللقاء ان نتبادل على الأقل بصفة رسمية كل المنشورات التي تصدر عندنا وكل المنشورات التي تصدر عندكم، ولو بدأنا بالمجلات التي بصدد الانتاج السنوي، وآسف ان أقول ان هذا العمل قمنا به في الجانب الانجلوسكسوني والجانب الفرنسي وهم يحرصون كل عام ويسألون عن جديدنا ليس بالفرنسية ولا الأجنبية بل بالعربية ويريدون ان يعرفوا ما الموضوعات التي نهتم بها وما القضايا التي نتطرق لها، كل عام، فنحن ولا نخفيكم نعيش في زمان العولمة سواء في النواحي الاقتصادية والثقافية اردنا ذلك أم أبينا,, هذا واسع ويجب التعامل معه, كما تحدث الدكتور فهد المغلوث من منسوبي المؤسسة بهذه المناسبة قائلاً: مسألة التعليم حساسة ومتشعبة ويصعب ارضاء جميع الأطراف فيها، فالمعروف ان همومنا تكاد تكون مشتركة، ولكن هناك سؤالا بسيطا ولكن اعتقد بالنسبة لي انه على قدر كبير من الأهمية خاصة لقلة معرفتي الشخصية في السياسة التعليمية في المغرب، وحبذا لو سلط الضوء على كافة جوانبها مثل: ما المشكلات التي تواجه التعليم في المغرب,, وهل هناك مشكلة كبيرة مثل ما نواجهه نحن هنا في السعودية من قبول متزايد لاعداد الطلاب، وما الآليات التي وضعت أو اتخذت من قبل الجهات المسؤولة، نحاول معرفة مثل هذه الأمور لكي تكون الاستفادة مشتركة، وان كنت مؤمناً بان المسألة في حد ذاتها قائمة على ما ينقصنا نحن من مبادرات وان كانت مبادرات فردية، الاستاذ الجامعي يبدو لي احياناً أنظمة الجامعة تحد من الابداع والابتكار لديه ولكن هذا لا يمنع من أن يكون هناك مساحة متروكة للاستاذ الجامعي ليتحرك كيفما شاء ولكن هي كما قلت راجعة لمدى المبادرة الشخصية من الاستاذ الجامعي.
|
|
|
|
|