أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th March,2000العدد:10041الطبعةالاولـيالأحد 20 ,ذو الحجة 1420

القرية الالكترونية

حديث الشبكة
خالد أبا الحسن
الإنترنت مزاد حتى للجنس
التجارة على الإنترنت تتميز عن التجارة التقليدية بمزايا عديدة وتختلف عنها في جوانب كثيرة جدا. فهي تدار بطريقة مختلفة وعوامل نجاحها أو فشلها تختلف عن عوامل التأثير في نجاح التجارة التقليدية. وتعريف الفكرة التجارية الناجحة في عالم التجارة التقليدية يختلف كثيرا عن تعريف الفكرة التجارية الناجحة على الإنترنت. فبعض الأفكار التي قد تعد هراءً أو من قبيل العبث في الأسواق التقليدية قد لا تكون كذلك على الشبكة بل قد تفتح لصاحبها آفاقاً رحبة من التجارة الإلكترونية الناجحة وتصل به إلى مصاف أصحاب الملايين لغرابتها وتميز فكرتها. ولكثرة ما تردد عن انتقال البعض من صفوف العاملين إلى مصاف رجال الأعمال بسبب الإنترنت فإن التجارة الإلكترونية أصبحت هاجسا يراود الكثيرين ويدغدغ أحلام بعض القريبين من عالمها لما يرونه كل يوم من نبوغ البعض وغنى آخرين في فترات وجيزة. وأصبح أرباب الملايين أصغر سنا مما عهدنا في السابق. فبعد أن كان المرء يجاوز الخمسين أو الستين من عمره ليصل بعدها إلى مصاف كبار رجال الأعمال فإن التجارة الإلكترونية على الإنترنت أتاحت لشباب صغار لم يصل بعضهم إلى الخامسة والعشرين من عمره ليصبحوا مليونيرات وتتيح لهم أن يتمتعوا بأموالهم لا كما هي الحال عليه في السابق حين كان المرء يكدح ويجمع الأموال ليتمتع بها من يرثونه. ورغم أن الكثيرين قد أثروا ثراء فاحشا في فترات وجيزة جراء دخولهم لهذا العالم إلا أن فقراء وادي السليكون الأمريكي ليسوا قليلين أيضا. ففي ذلك الوادي التقني توجد ملاجئ يرتادها فقراء لا يوجد لهم مثيل في أي مكان من العالم. فهؤلاء الفقراء ليسوا كغيرهم ممن جمعوا قلة العلم والمال وانعدام الخبرة والتجربة بل إن لديهم مؤهلات تذهل من يقابلهم. فالكثير منهم من حملة الدرجات العلمية والمؤهلات المتخصصة في الحاسب الآلي وغيره لكن دخولهم لعالم التجارة الإلكترونية أودى بهم إلى مهاوي الملاجئ وخسروا جراء ذلك جميع ما يملكون. وقد بثت قناة زي دي التلفزيونية تقريرا عن فقراء وادي السيليكون لتثبت أن هذا الوادي ليس حكرا على أرباب الملايين من أمثال بيل جيتس وحسب بل إن ضحاياه يصلون إلى أعداد لا يستهان بها. وقد وقعت عيناي على مزاد في موقع إي باي للمزادات على الإنترنت وعجبت له أيما عجب فقد قام هذا الشاب بعرض روحه للبيع وطرحها للمزايدين من أعضاء المزاد. ولشدة دهشتي فقد قام البعض بتقديم عطاءاتهم لشراء روح ذلك الشاب واستمر المزاد لأيام عديدة في مزايدات محمومة يعلم أصحابها فيما يظهر بنتائج تلك المزايدات. وبعدها قامت إدارة المزاد بإلغاء المزايدات على روح ذلك الشاب لسبب قانوني بحت وهو أن البائع لم يحدد الطريقة التي سيتم بها تسليم البضاعة (الروح) للمشتري ولم تقدم إدارة الموقع أسبابا أخرى لأن سياسة المزاد تتيح لأعضائه بيع أي شيء يملكونه ما دام بإمكانهم تسليم البضاعة لمن يرغب في شرائها. ولأن الإنترنت بلا دين ولا عادات ولا أخلاق تحكمها فإنها تتيح لكل أحد أن يتاجر بما شاء دونما قيود أو حدود. ولذلك فإنه يبدو أن الشاب المذكور آنفا قد استوحى فكرته من شاب آخر يبلغ من العمر سبعة عشر عاما وثلاثمائة وخمسة وخمسين يوما. وقد عرض وفي نفس المزاد أن يبيع عذريته لمن يرغب في الشراء بشرط عدم تسليم البضاعة قبل عشرة أيام من تاريخ بدء المزاد وذلك لتفادي المساءلات القانونية لأنه يصل بعد ذلك للسن القانونية حسب القانون الأمريكي. ولدى اطلاعي على آخر ما وصلته المزايدات وجدت أن المزايدات على ذلك الشاب قد تجاوزت أربعة ملايين دولار أمريكي. أمر عجيب ولكن هذه حال السوق: عرض وطلب! جامعة انديانا.


أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved