| الاقتصادية
التسويق عمل جبار ركيزته الإقناع وتحسين الانطباعات وذروة سنامه الفهم الصحيح لْماذا يريد المستهلك أو الزبون ؟! لا أحد يستطيع أن يشكك في الدور الذي يؤديه التسويق السليم في تكوين الانطباعات الإيجابية وزيادة الإقبال على المنتج أو الخدمة ومن ثم تحقيق تفوقات مادية أو استراتيجية على المنافسين.
وفي حالة التسويق السياحي هناك مدينة أو دولة تقوم بجهود تسويقية جبارة لإثبات تواجدها وللرفع من مستوى الإقبال السياحي لتحقيق تفوق سياحي على نظيراتها من المدن والدول الأخرى.
ومن المعروف أن للتسويق السياحي على وجه الخصوص إشكاليات كبيرة يمكن أن نلخصها كالتالي: الإشكالية الأولى تصاغ على شكل أسئلة استراتيجية تقول: ماذا؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ ولماذا؟ وللاختصار فإن هذه الإشكالية يمكن أن نطلق عليها: ماهي استراتيجية التسويق المعتبرة؟ الإشكالية الثانية في موضوع التسويق السياحي هي تلازم الانطباع مع الإنتاجية حيث يرتبط الإنتاج والنجاح السياحي بالانطباعات المغروسة في أذهان الجماهير, الإشكالية الثالثة التي سنناقشها هنا هي تكامل العملية التسويقية السياحية بحيث لا يمكن فصل الإعلان عن الأسعار أو جهود العلاقات العامة عن عدد ومستوى الغرف والشقق المفروشة أو مهرجانات التسوق وسحوبات السيارات عن المرافق الترفيهية التي تحقق الإشباع السياحي وهكذا.
هذه الإشكاليات الثلاث تبرز بشكل واضح في حالة تسويق عسير أو مهرجان أبها السياحي أو الجهود التسويقية المبذولة لتسويق هذه المنطقة الأخاذة والتي تعتبر حسب مقاييس الجمال والطقس منطقة جذب سياحي من الطراز الأول ولكن خذلها التسويق السياحي بشكل واضح.
أولا، فيما يخص استراتيجية التسويق لمهرجان أبها السياحي يلاحظ عدم وجود رؤية واضحة تنطلق منها استراتيجية التسويق حيث يميل الجهد الترويجي إلى الغرف والشقق والأسعار تارة ثم ينتقل إلى المهرجانات الغنائية والحفلات تارة أخرى وفي أحيان يتحدث الإعلان عن التلفريك وأحيان أخرى يمتدح صالات المعارض والأسواق,, إلخ.
من الواضح أن هناك نقص دراية بالميزة النسبية أو التنافسية الأساسية التي تقوم عليها استراتيجية التسويق تسويق ماذا؟ كما أن تناسي المنطقة نفسها بمزاياها وجمالها وتضاريسها وطقسها البديع يولد جهداً تسويقياً متنافراً وغير موجه, الجهد التسويقي الذي تناسى خصوصية المنطقة ومزاياها يجعل الحملة الترويجية قابلة للتطبيق على أية مدينة أو منطقة في العالم، وهذه علة قد تفسر جزءا من الإجابة على السؤال الكبير الذي ينطقه كل مسوق: هل وصلت رسالتي؟!
|
|
|
|
|