| الثقافية
وعبارة الغني الجاهل هي عنوان قصيدة للشاعر محمود محمد الجيشي وقد ضمنها ديوانه أسرار الحياة الذي تمت طباعته سنة 1356هْ وسعره آنذاك 50 مليماً مصرياً وعدد أوراقه 76 ورقة من الحجم الصغير.
وأعود إلى القصيدة ذات العنوان المشار إليه لنرى رأيه في الغني الجاهل وبماذا وصفه, ففي مطلع القصيدة التي تبلغ خمسة عشر بيتاً يقول:
جمع النقود وكدس الأموالا متحيراً متردداً جوالا |
وما هذا الغني الذي جمع النقود وكدس الأموال إلا شخص متحجر ليس بكفؤ للمال لأنه لا يحسن التصرف به.
شخص تحجر في الحجى ياليته
كان الحمار فيحمل الأثقالا
ولقد شبهه بالصخرة التي تستتر بحطام الدنيا الذي من أجله أجلَّه الناس وأعلوا مقامه.
صخر تستر بالحطام فإن مشى
وقف الورى لحطامه إجلالا
وهذا البيت يذكرني ببيت من الشعر دارج على ألسنة العامة إذ هو في لغته للعامية أقرب منه للفصحى:
المال لو هو عند عنز شبورت وقيل يا أم قرين وين المنزل ويمضي الجيش في وصف ذلك الغني الجاهل قائلاً: وتراه مبتسماً فتحسبه بكى وتخاله سهم الردى إن قالا |
ولكن هل ارتفع مقام هذا الغني الجاهل في مجالس الأدب والأدباء وحظي بمنزلة مرموقة تنفي عنه الجهل وتبعده عن الجهال؟
فهو الفقير وماله رهن البلى
يا للجهول تعهد الجهالا
والدليل على أن ذلك الغني الجاهل يسير في المؤخرة انه لم يعرف كيف يوظف ماله توظيفاً يسعد به وينفقه في تعليم أبنائه ليجعل منهم رجالاً علماء لكنه عدم العلم ولم يدرك نفعه.
لو كان ذا علم لأسعد نفسه
ولأسعد الأموال والأنجالا
ولجهله بالعلم لم يفعل بماله شيئاً من الصالحات يخلد به ذكره.
لو كان ذا علم لخلد ذكره
بالصالحات وأصلح الأعمالا
لكنه الجهل الفظيع وانه
بئست بطانته وساء مآلا
فهل نعي ذلك ونعرف هذا النوع من الناس الذين ان لم يكونوا جهلاء في عصرنا هذا فهم الى التجاهل أقرب؟
|
|
|
|
|